مجمع كنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة
بيان ختامي
بأسم الاب والابن والروح القدس
بِهذَا يُمَجَّدُ أَلآب أَنْ تَأْتُوا بالِثَمارٍ الكَثِيرةٍ وَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي (يوخنا 15: 8)
بهداية وارشاد من الروح القدس التأم مجمع اباء كنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة برئاسة المطرافوليت الهند مار أبرم السامي الأحترام والقائم مقام الكرسي البطريركي في مقر ابرشية نوهدرا – دهوك في كوردستان العراق للفترة من 2 الى 5 حزيران 2015 بمشاركة جميع اعضاء المجمع من كل ابرشيات الكنيسة.
افتتح المجمع اعماله بصلاة الشكر لله على نعمه وعطاياه الربانية طالبين ارشاده وهدايته ليكون بمستوى امال الكنيسة وابناءها الذين شاركوا اباءهم الصلاة من اجل الكنيسة المتالمة وشعبها.
كما اقام المجمع المقدس الصلاة على روح المثلث الرحمات البطريرك مثلث الرحمات مار دنخا الرابع الذي وخلال سنوات رعايته الابوية ارسى تنظيم انعقاد المجامع السنهاديقية للكنيسة بروح الشراكة والمحبة الاخوية بين اعضائه والتي اثمرت ثمارا صالحة في كرم الرب المقدس.
1- ناقش المجمع المقدس الاوضاع الصعبة التي تمر بها عموم منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص العراق وسوريا اللذان يمثلان لكنيسة المشرق والمسيحية المشرقية تاريخا وتجذرا وحضورا عميقا اغنى المنطقة وشعوبها المتميزة بتنوعها القومي والديني والمذهبي والثقافي وانعكس في التعايش الايجابي والتكامل البناء لهذا التنوع ليثمر عطاءات حضارية وارثا انسانيا للبشرية.
وتوقف المجمع عند التهديدات التي يتعرض لها هذا التنوع الغني والتعايش المثمر بسبب ما تعيشه المنطقة حاليا من اوضاع عدم الاستقرار وتعبيراته في العنف الدموي والقتال الذي ازهق خسائر كبيرة في الارواح البريئة وتهجير ونزوح الملايين من البشر داخل اوطانهم او دول الجوار والاغتراب، بالاضافة الى الدمار الكبير في البنى التحتية والاقتصادية والتراث الحضاري، مما يدفع المنطقة نحو المجهول.
2- المجمع المقدس وبوحي من الرسالة المسيحية المؤمنة والمبشرة بالسلام والملتزمة باحترام كرامة الانسان بغض النظر عن هويته ومعتقده وانتمائه يؤكد موقف كنيسة المشرق بان القتال والحروب ليست حلولا للمشاكل والخلافات بل وحده الحوار هو الحل.
من هنا فان المجمع المقدس يدعو كافة الاطراف المتنازعة والمتقاتلة الى الحوار والمصالحة الوطنية وتغليب قيمة الانسان على اية قيمة اخرى، وتجاوز الخلافات والاختلافات التي تستغلها قوى الشر والظلام للتسلل وبث الفوضى والرعب والترهيب والارهاب.
3- كما يدعو المجمع المقدس المرجعيات السياسية الوطنية ومؤسساته التشريعية والتنفيذية الى مراجعة شاملة لجذور الازمة من خلال مراجعة المنظومة الدستورية والتشريعية ومناهج التربية والتعليم والمؤسسات التربوية والتثقيفية والاعلامية والمنابر والخطاب الديني وغيرها بما ينشر ويعزز ثقافة التسامح وقبول الاخر.
4- توقف المجمع عند المأساة الانسانية للمهجرين والنازحين متوجها بالشكر والامتنان الى حكومة اقليم كردستان العراق، وحكومة لبنان على رعايتهما وسعيهما لتخفيف اعباء الازمة عن النازحين واللاجئين رغم محدودية مواردهما الاقتصادية بالمقارنة مع حجم النازحين واللاجئين واحتياجاتهم، ومتوجها بالشكر ايضا الى الكنائس والمنظمات الانسانية الوطنية والاقليمية والدولية منها على مساهماتها الانسانية متمنيا على المجتمع الدولي القيام بواجباته في هذا المجال.
5- توجه المجمع بالصلاة من اجل المفقودين والرهائن والأسرى من العوائل والاطفال والشيوخ والنساء من كل الانتماءات وفي كل المناطق، وبشكل خاص أبناء كنيسة المشرق الأشورية من منطقة الخابور في سوريا والمطرانين مار يوحنا ابراهيم ومار بولص اليازجي والاب جاك مراد وبقية الاكليروس المخطوف، متمنيا لهم سلامة العودة، خاصة وانهم شخصيات وعوائل بريئة مسالمة ليس لهم شان في الصراع الذي باتوا ضحية له.
6- في الشأن الكنسي لكنيسة المشرق الأشورية، وتحديدا بأنتخاب ورسامة بطريرك جديد لكرسي ساليق طيسفون الرسولي، فأن المجمع والتزاما منه بوصية الرب “لكي يكونوا كلهم واحدا” (يوحنا 17: 21) ولأجل منح المدى الزمني الكافي والمتوازن لحوار وتوحيد شطري كنيسة المشرق بفرعيها، المشرق الاشورية والشرقية القديمة، ومع اعادة هذا الحوار الذي كان قد توقف قبل عدة
سنوات، فأن المجمع ارتأى وبالاجماع تاجيل انتخاب البطريرك الجديد الى 16 ايلول 2015 القادم وتتم الرسامة في يوم الاحد 27 ايلول 2015، داعيا اكليروس وابناء الكنيستين للصلاة من اجل انجاز توحيد الكنيسة وانتخاب ورسامة البطريرك الجديد الذي يختاره الروح القدس من بين مطارنة واساقفة المجمع الذي سينعقد في ايلول 2015 والذي تلتزم الكنيسة بذل كل مساعيها ان يكون مجمعا واحدا وموحدا من اجل مجد اسم الرب وصالح كنيسته المقدسة وشعبه المؤمن.
7- يتوجه المجمع بالشكر والتقدير لحكومة اقليم كردستان العراق على استضافتها الكريمة وتوفيرها تسهيلات انعقاده والتعبير عن التزامها وحرصها على دعم وجود شعبنا ومستقبله في الوطن، وابداء استعدادها الدائم لتلبية مختلف احتياجات الكنيسة.
8- يتوجه المجمع بالشكر والأمتنان لأباء الكنائس الشقيقة الذين كانوا على تواصل مع اباء الكنيسة ومجمعها والذين اقاموا الصلوات من اجل المجمع واعماله، كما يتوجه بالشكر والامتنان لاكليروس ومؤمني الكنيسة في كل العالم لمرافقتهم المجمع في مرحلة التهيئة له وانعقاده بالصلاة.
9- – توجه المجمع بالشكر الى غبطة المطرافوليت مار كيوركيس صليوا رئيس ابرشية العراق ونيافة الاسقف مار اسحق يوسف راعي ابرشية نوهدرا واربيل لاستضافتهما اباء المجمع وتوفيرهما كل مستلزمات انعقاده، متمنيا لهما الصحة والرعاية الربانية.
نعمة ربنا يسوع المسيح تكون مع الجميع، آمين.
دهوك أقليم كردستان العراق
5 حزيران 2015
المجمع المقدس لكنيسة المشرق الآشورية