الرئيسية > البلدان > العراق وايران وروسيا > قداسة البـطريرك مار آوا الثالث، يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين

قداسة البـطريرك مار آوا الثالث، يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين

قداسة البـطريرك مار آوا الثالث، يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين

قداسة البـطريرك مار آوا الثالث، يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين

 

للفترة من 16 إلى 20 تشرين الأول / أكتوبر 2025، قام قداسة مار آوا الثالث، جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، بزيارة تاريخية إلى هونغ كونغ، الصين، بدعوة من المقاطعة الأنكليكانية في هونغ كونغ، وذلك بمناسبة الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة جينجياو (كنيسة المشرق) في مدينة شيآن، وكذلك بمناسبة افتتاح “معهد هونغ كونغ لدراسات جينجياو” الجديد.

رافق قداسته وفد ضمّ نيافة الاسقف مار بولس بنيامين، أسقف شرق الولايات المتحدة الاميركية، نيافة الاسقف مار بنيامين إيليا، أسقف فكتوريا ونيوزيلندا وأمين السينودس المقدس للكنيسة، والشمّاس ألن يوسف من كنيسة مار يوسف في سان هوسيه، كاليفورنيا، والسيد جوزيف هاول، المحافظ الأسبق وعضو كاتدرائية مار عبد يشوع في مدينة ملبورن، والدكتور ديفيد تام، الممثّل المقيم لقداسة البطريرك في هونغ كونغ.

وخلال البرنامج الغني الممتد على مدى خمسة أيام، شارك قداسة البطريرك في سلسلة من اللقاءات الأكاديمية والمسكونية والندوات العلمية المنظّمة بهذه الزيارة. ففي يوم الجمعة 17 تشرين الأول / أكتوبر، ألقى قداسته الكلمة الرئيسة في “منتدة دورة نيقية 1700” في كلية اللاهوت التابعة لكلية تشونغ تشي بجامعة هونغ كونغ الصينية، أعقبها خدمة صلاة مسكونية، ثم قدّم محاضرة رئيسة حول “تلقي قانون الإيمان النيقاوي في كنيسة المشرق الآشورية” في الجامعة ذاتها.

وفي يوم السبت 18 تشرين الأول / أكتوبر، وبمناسبة تدشين “معهد هونغ كونغ لدراسات جينجياو” (HKIJS)، شارك قداسته والوفد المرافق له في منتدى استمر نصف يوم خُصّص لتاريخ كنيسة المشرق في الصين، حيث قُدّمت فيه أوراق بحثية مهمة من قبل نخبة من الباحثين والعلماء من أمثال الدكتور غلين ل. تومبسون، والدكتور ديفيد ويلمشرست، والدكتور ألكسيس بلمون، والأستاذ يوان تيانيي، ومدير المعهد الدكتور تام. وقد أسهمت هذه البحوث في تعميق الفهم التاريخي لرسالة كنيسة المشرق التبشيرية في الصين وأهميتها في السياق المعاصر. وفي مساء اليوم ذاته، ألقى قداسته محاضرة في “كلية منغ هوا اللاهوتية” التابعة للمقاطعة الأنغليكانية في هونغ كونغ، حضرها عدد كبير من الإكليروس والأكاديميين والعلمانيين من مختلف أنحاء هونغ كونغ والصين.

وفي يوم الأحد 19 تشرين الأول / أكتوبر، المصادف الأحد الثامن عشر، بعد عيد الثالوث الأقدس في القداس الأنغليكاني، ألقى قداسته العظة في القداس الإلهي الاحتفالي الذي ترأسه سيادة المطران، نيافة أندرو تشان، رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في هونغ كونغ  (Sheng Kung Hui)، وذلك في كاتدرائية القديس يوحنا التابعة لأبرشية جزيرة هونغ كونغ. وقد استقبله رئيس الكهنة في الكاتدرائية القس كوك كيونغ تشان. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، عُقدت ندوة علمية في “معهد الدراسات الصينية–المسيحية” و”الكلية اللاهوتية اللوثرية” في تاو فونغ شان – شا تين، الأقاليم الجديدة، بمشاركة نخبة من العلماء من هونغ كونغ والبرّ الرئيسي الصيني، بمن فيهم أكاديميون من جامعات بكين البارزة. تناولت الندوة أعمالاً بحثية حول التاريخ، واللاهوت، والليتورجيا، والتراث اللغوي لكنيسة المشرق الآشورية.

ومن الجدير بالذكر أنّ الزيارة تميّزت بتفاعلات مسكونية متعدّدة، وأنّ برنامجها الواسع استقطب حضوراً من مختلف التقاليد والاديان. وقد استُقبل قداسته والوفد المرافق لقداسته بحفاوة أخوية من قِبل صاحب النيافة أندرو تشان، رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في هونغ كونغ، وصاحب السيادة الكاردينال ستيفن تشاو، أسقف أبرشية هونغ كونغ للكنيسة الكاثوليكية، ورجال الإكليروس والعلمانيين من الكنيستين. كما التقى قداسته بمجلس الكنائس المسيحية في هونغ كونغ، الذي قدّم عرضاً لعمله المسكوني الهام.

وقبل مغادرته هونغ كونغ، زار قداسة البطريرك مار آوا الثالث، جامعة هونغ كونغ للاطلاع على ما يُعرف بـ “الصلبان النسطورية”، وهي أكبر مجموعة في العالم من الصلبان البرونزية المصوغة في شمال غربي الصين (منغوليا الداخلية) خلال عهد أسرة يوان (1272–1368)، وتضم هذه المجموعة المذهلة 700 قطعة.

بناءً إلى زيارتين سابقتين لقداسته إلى الصين، حظيت هذه الزيارة بحفاوة كبيرة واهتمام واسع، وأسهمت إسهاماً بالغاً في تعميق فهم الإيمان العريق لكنيسة المشرق الآشورية في الصين.

وتُعدّ هذه الزيارة محطة بارزة أخرى في تاريخ العلاقات بين كنيسة المشرق والصين منذ إقامة لوحة جينجياو سنة 781، التي وثّقت مرور مئة وخمسين عاماً من الوجود التبشيري لكنيسة المشرق الآشورية في الصين منذ وصول مار آلوبن سنة 635.

وبينما تحتفل الكنيسة بالذكرى الأربعمائة لاكتشاف اللوحة سنة 1625، فإنّ هذه الزيارة وهذا الاحتفال يعبّران عن صلاة المؤمنين الحارّة في هونغ كونغ والصين بأن تعود بشارة كنيسة المشرق الآشورية لتنتشر من جديد في هذه الأرض والحضارة العريقة.

 

موقع اخبار كنيسة المشرق الاشورية