الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > لجنة أسيرو في سيدني تنظم حفلاً خيرياً لجمع تبرعات

لجنة أسيرو في سيدني تنظم حفلاً خيرياً لجمع تبرعات

لجنة أسيرو في سيدني تنظم حفلاً خيرياً لجمع تبرعات

 

استضافت كنيسة المشرق الاشورية في سيدني وبرعاية غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريكي لكنيسة المشرق الاشورية لابرشيات، استراليا، نيوزيلاند ولبنان، حفلاً خيرياً لجمع تبرعات لصالح مؤسسة أسيرو، (ACERO) الذراع الخيري للكنيسة الى جميع المحتاجين.

 

ونظمت لجنة اسيرو وبالاشتراك مع رئاسة مجلس كنائس ولاية نيو ساوث ويلز، هذا الحفل في يوم الاحد المصادف 1/2/2015، حيث تم توجيه الدعوات لاكثر من 140 شخصية دينية، حكومية، قومية، اجتماعية فاعلة في سيدني.

 

وتركزت اهداف  حفل العشاء هذا، الى رفع مستوى الوعي بمحنة الاقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط لافراد المجتمع الاسترالي لضمان عدم  تناسي محنتهم وضمان انسيابية ايصال المعونات لهم، أضافة ً الى جمع الاموال اللازمة، حيث خصص ريع هذا الحفل والمبالغ المتبرعة بها بالكامل الى لجنة اسيرو الخيرية.

 

وأبتدأ الحفل الذي أقيم في قاعة أديسا والذي شهد حضور أكثر من  500 شخص بالاناشيد الوطنية، الكنسية والقومية اعقبتها الصلاة الربية ثم الكلمات والفعاليات التالية:

 

كلمة الاب شنودة منصور، الامين العام لمجلس كنائس ولاية نيو ساوث ويلز.

كلمة  السيدة اليزابيث ديلاني، الامين العام للمجلس الوطني للكنائس في استراليا.

النائب القس فريد نايل رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي وعضو المجلس التشريعي لبرلمان ولاية نيو ساوث ويلز.

الدكتور كين باري، الاستاذ في قسم دراسات التاريخ القديم في جامعة مكواري.

السيد أندرو روهان، عضو برلمان ولاية نيو ساوث ويلز عن منطقة سميثفيلد.

كلمة غبطة المطران مار ميلس زيا، اضافة الى انشطة اخرى قدمتها طالبات مدرسة القديس ربان هرمزد الابتدائية ومدرسة دجلة لتعليم اللغة الاشورية.

وخلال كلمة غبطة المطران مار ميلس زيا، والتي ألقيت باللغة الانكليزية، قدم غبطته شكر الكنيسة للضيوف الذين لبوا دعوتها لانجاح هذا التضامن مع المسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط، ولافتاً الى ضرورة الانتباه الى أن حجم هذه الاضطهادات قد بلغت نسباً عالية من الوحشية، اكثر من تلك التي مورست ضد الشعوب في العصور المظلمة من التاريخ البشري.

 

وأشار غبطته الى ان دورة حياة المسيحيين في الشرق الاوسط، والاشوريين منهم على وجه التحديد، تشبه الى حد كبير مراحل الموت والقيامة نتيجة لتكالب الظروف والاحداث ضدهم، حتى أصبحت الخصوصية الدينية والعرقية، سبباً لاضطهادهم، مستعرضاً ما تعرض له شعبنا الاشوري لقرون عدة من اعمال وحشية متعاقبة وبالاخص خلال فترة المئة سنة الاخيرة والتي نجم عنها القضاء على ثلاثة ارباع عددهم.

 

ثم تناول غبطته ايضاً، القيود المفروضة على الاقليات الدينية والعرقية في البلدان التي يقطنوها، من قبل الحكومات التي تعاقبت الحكم فيها والهجرات القسرية الكبرى والسياسات المتبعة في الستينات والتي اجبرت سكان مئات القرى المسيحية للهجرة الى المدن، ولتتحول لاحقاً الى محطات للانطلاق نحو هجرة والاستيطان في الغرب.

وربط غبطته هذه القيود بتأثير سيادة الثقافة الواحدة وحالات الالغاء والتهميش للاقليات والتي نجم عنها تولد الاصولية في المجتمعات، والتي أفرزت لاحقاً، تنظيمات ارهابية لا تعترف بالآخر المختلف، وجعلت الاقليات أهدافاً مشروعة لها، الامر الذي جعل من الاخيرة أن تعيش حالة من الذعر نحو مستقبلها وبصورة خاصة في كل من العراق سوريا، مصر وغيرها.

وتحدث غبطته عن أوج هذه الاضطهادات التي حصلت للمسيحيين في العراق عام 2014 من خلال اجبار أكثر من 150000 مسيحي للنزوح من الموصل والقرى والاقضية المجاورة لها، حيث تمت مصادرة منازلهم وانتهاك لكنائسهم فنزحوا عنها بحثاً عم مكان أأمن، الامر الذي أفرز على السطح مخاوف جدية متأتية من اقتلاع المسيحية من جذورها من المناطق الحضارية التي كانت تقطنها.

 

وعرج غبطته خلال كلمته الى تأريخ الكنيسة في بلاد ما بين النهرين وكيف كان لها المئات من الكنائس والابرشيات في العراق والمنطقة بأسرها، وكيف أزيلت من الوجود لاسباب مماثلة لما يواجهه المسيحيين اليوم في العراق والدول الاخرى، ومبرزاً مخاطر اختفاء المسيحية من منابعها في الشرق الاوسط.

 

وعن نتائج زيارته الاخيرة الى العراق، كشف غبطته الجانب المأساوي لاوضاع النازحين المسيحيين، واوضاع الاقليات الدينية والعرقية فيه، وحجم التحديات التي يواجهونها، متطرقاً الى شحة المساعدات الدولية المقدمة لهم والدور الاممي المخجل تجاه الازمة التي تعصف بالمسيحيين في الشرق الاوسط، ومتناولاً تاثير ثقافة نكران الاخر على التعايش السلمي، ودور خلفية الانسان وتأثير عقليته الاحادية الاقصائية الرافضة لاي مخالفة دينية او عرقية لها بين المجتمعات، وتبعات النتائج المتأتية من استبدال التوعية والثقافة والتآخي، بالمنابر المحرضة على العنف والاقصاء، والتي تشجع على اصطدام اصحاب العقليات الاقصائية مع التعدد الديني والثقافي والعرقي.

وتسائل غبطته أمام ضيوفه، كيف للعالم ان يسمح ان يحدث كل هذا الظلم في الشرق الاوسط، ونحن في القرن الحادي والعشرين؟

اليوم المسيحيون والاقليات المضطهدة يتسائلون، لماذا العالم يتحرك ببطء شديد حيال مسألة انقاذهم، لانهم باتوا غير قادرين على تحمل المزيد من الالم والظلم.

ثم تسائل غبطته ايضاً عن اسباب التي تمنع العالم من التعلم من الدروس والاخطاء التي وقعت فيها في الماضي، حيث ضرب لهم مثلاً عن تعاظم النازية في اوربا اثناء الحرب العالمية الثانية عندما تم التساهل مع بدايات هذه الحركة. وأكد غبطته الى اننا اليوم نقع في الخطأ ذاته لاننا نشهد تنامي للارهاب في اوربا وافريقيا والشرق الاوسط لا بل حتى في استراليا، بنفس الطريقة التي لمع فيها بريق النازية قبل ثمانين عاماً، ومشدداً على ضرورة عدم تفادي الحلول الانية لتجنب مسيحي الشرق الاوسط لمصير مشابه لما حل بأوربا من قبل النازيين.

وتطرق غبطته ايضا خلال كلمته الى بعض ممارسات تنظيم داعش ضد المسيحيين والتي كان من ضمنها وضع حرف ( ن ) على منازلهم وممتلكاتهم الامر الذي يشبه الى حد كبير بتصرفات افعال النازية في حروبها ومعاداتها للسامية من خلال التهجم على الممتلكات والافراد وشحن الشعب على الكراهية وعدم تقبل الاخر المختلف.

ثم اضاف، اننا نتحدث عن أمة هي مسيحية ولها تأريخ حضاري عريق في ذلك المكان، المعروف حالياً بأسم العراق، قد تضاءل اعدادهم بحيث صار يطلق عليها الان، أقليات، في نفس موطنهم الحضاري الذي كانوا يملئونه عدداً. والان صرنا نشهد ابعادهم وطردهم الى بلاد الشتات في أكثر من مذبحة واضطهاد ونزوح قسري في تاريخهم، لغرض بقاءهم على قيد الحياة.

 

ثم تناول غبطته مسالة استهداف التنوع الديني والعرقي والتدافع المذهبي والحضاري في المنطقة والتي تلقي بظلالها على مستقبل الحضور المسيحي في الاجيال القادمة، متناولاً تاثير رحى الحروب على افراز حركات اصولية ومتطرفة التي تعمل على انماء ثقافة الكراهية والاقصائية تجاه الاخر من اجل تحويل المنطقة الى بيئة طاردة للتواجد المسيحي، متناولاً وسائل وطرق نشر الرعب والخوف بين مسيحيي العراق والتحديات الاقتلاعية والدموية التي احاطتهم والتي أدت بهم الى الهجرة القسرية او الطوعية،

 

وأضاف، أن ما يجب على العالم فعله هو أن يتم الاعتراف بهذه الامة من قبل وسائل الاعلام والحكومات، كأمة تواجه التدمير المتعمد والمنهجي والزوال من قبل المتطرفين في ارضهم الحضارية التي ترعرعوا فيها، وهم بحاجة ماسة الان، الى الدعم والمساعدة الدولية.

ثم أعقب بالقول، ان الدول العربية والاسلامية التي تتحدث عن الديمقراطية والانسانية هي في محك تأريخي هذا اليوم، لان مسؤولية حماية المسيحيين هي مهمة وطنية وإسلامية اولاً واخيراً، وليست غربية، وهذا ما نادينا به مراراً في كل لقاءاتنا وحواراتنا من اجل توفير أفضل حماية للمسيحيين في أوطانهم، فنحن لا نطلب من الغرب ان يدافع عنا، بل نطلب من الأكثرية المسلمة، بان تتكفل بأماننا واستقرارنا في بلدنا، وان يكون دورها ملموساً في وأد الفتنة المثارة ضدنا، فنحن أبناء هذه الأوطان في المصير والمستقبل الواحد ولسنا طارئين عليها، وعلى الدول العربية والإسلامية عقد اجتماعات في الشرق، من اجل مسيحي الشرق، لاننا تحت رعاية هذه الدول وجامعتها العربية التي نجدها غائبة عما يحدث من مآسي تطال المسيحيين على حين غرة، الامر الذي يجعلنا نشعر بالمزيد من خيبة الامل واليأس.

 

كنيسة المشرق شاهد على حضور المسيح في بلاد ما بين النهرين منذ الفي سنة، ومع ضرورة عدم الاستسلام للإرهاب الذي يطال كنائسها، فاننا نرغب من الحكومات ان لا تتهرب من مسؤوليتها التاريخية في حماية أبنائها، وعملها الجاد مع الرجال الدين المسلمين، في تطويق التطرف الأعمى الذي يعمل على تبديد ارث التسامح والتعايش المشترك على مدى أربع عشرة قرناً من عمق الانتماء.

 

التحدي اليوم أمام كنائس الشرق الاوسط، هي كيف تحول الجداول التي استقت الايمان من ينبوع المسيح الواحد، ولاكثر من 20 قرناً، الى مجرى وحدوي تتكاتف امام المخاطر التي تصيبها. أمام العالم واممها المتحدة مسؤولية اخلاقية تكمن في حماية مسيحي الشرق الاوسط من خلال المطالبة بمساعدتهم وحمايتهم وفرض القيود والعقوبات على الجماعات التي تنتهك حقوق الانسان.

 

وطالب غبطته خلال كلمته ان تتاح للاقليات حرية العبادة وحماية لمناطقها التاريخية التي يقطنوها منذ آلاف السنين ومنحهم المزيد من المساعدات لاعادة بناء منازلهم وكنائسهم وتعويضهم عما لحق بهم من ضرر، ومحاكمة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضدهم وضد الانسانية وان يكونوا محميين في دستور البلاد بكل وضوح، مضيفاً الى انه يجب ان تصان مناهج التربية والتعليم في البلاد، لكي تبرز كيف ان المسيحيين جنباً الى جنب مع الاخرين هم أبناء وبنات هذه الارض وهم ليسوا غرباء أو دخلاء عليها، لانهم أصحاب الارض وموجودين فيها حتى قبل دخول الاسلام الى المنطقة.