كنيسة المشرق الآشورية في لبنان تحتفي بإبنها البار روبين بيت شموئيل لنيله شهادة دكتوراه دولة في اللغة السريانية وآدابها
يؤاش الشماس جاني / لبنان ashuramshlama@yahoo.com
بحضور وكيل رئيس كنيسة المشرق الآشورية في لبنان الخور اسقف يترون كوليانة والأباء الكهنة والدكتور اسكندر يلدا وحشد من أبناء واصدقاء كنيسة المشرق الآشورية في لبنان وكادر فضائية نور الشرق، أقامت اللجان التابعة لكنيسة المشرق الآشورية حفل تكريم للأستاذ الدكتور روبين بيت شموئيل بمناسبة نيله شهادة دكتوراه دولة في اللغة السريانية وآدابها بتقدير جيد جدا، منحت من قبل المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وخلال الحفل التكريمي والذي اقيم في قاعة الإحتفالات التابع لكنيسة مار جيوارجيوس الآشورية، تمام الساعة السابعة من مساء يوم السبت الموافق 7/2/2015 وبعد الإستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والآشوري، ابدعت الإعلامية السيدة سميرة بتقديمها الإحتفال بكلمات رائعة نسجتها متألقة موضحة فيها عن اهمية لغتنا القومية في حياة امتنا وكنيستنا الآشورية عبر التاريخ.
وتتالت الكلمات فكانت كلمة وكيل رئيس كنيسة المشرق الآشورية الخور اسقف يترون كوليانة الذي جاء فيها ( يسعدنا نحن كأبناء كنيسة المشرق الآشورية في بلدنا العزيز لبنان أن نشارك الدكتور روبين بيت شموئيل هذا التكريم المستحق والذي اعد بكل بساطة وتواضع، ونحن مكرهون عليه في الواقع، لاننا كنا نود ان تتأجل المناسبة الى اقصى حد ممكن، لأن المناسبة، كما تعلمون بالإضافة الى تكريمه لنيله شهادة الدكتوراه بكل استحقاق، الا إنها تعني عن قرب هي مغادرة الدكتور بيت شموئيل لنا بحكم القانون وليس بحكم رغباتنا وما نود ان يكون. وما نوده هو ان يبقى الدكتور بيننا، باق معنا في قلوبنا، بالذكريات الطيبة، بالجهد والجدية والفعالية، وبالعمق الإنساني الذي يسكنه. وبحكم علاقتنا بالدكتور روبين بيت شموئيل خلال فترة تواجده في المطرانية الآشورية، مما مكننا من معرفته عن قرب كــ أديب ولغوي وباحث متمكن، وكمسؤوول تجاه امته وابنائها، الا اننا عرفناه عن قرب كذلك كانسان فأنه يسعى بكل جهد لتقديم الأفضل والأحسن، نعم لذلك قلنا انه سيغادرنا لكنه يبقى معنا بهذه القيم وبهذه السلوكات والدروس في الواقع.
نتمنى من الاعماق للدكتور روبين بيت شموئيل افاقا جديدة للعمل والعطاء وله كل التحية والتقدير والحب والاحترام. وبعدها كانت الكلمة للدكتور اسكندر يلدا المشرف المساعد على اطروحة الدكتور بيت شموئيل والذي تحدث قائلا ( كان لي الشرف الكبير وانا اشرف على اطروحة الأستاذ روبين بيت شموئيل والتي اغنت الكثير من المعلومات حول اللغة الآشورية الحية، ولي الفخر بأنني اقف امامكم اليوم ومن خلال منبر كنيسة المشرق الآشورية في لبنان وانا اتحدث باللغة الآشورية العريقة مشاركا لكم والدكتور بيت شموئيل حفل تكريمه) واكمل متحدثاً عن اصراره واجتهاده بجمع المصادر المهمة بخصوص موضوع اطروحته والتي تعتبر من الأطروحات النادرة والتي ستغدو مرجعا مهماً يعتمد عليه الكثيرين من المهتمين والباحثين في هذا المجال من العلوم . وفي نهاية حديثه اكد الدكتور اسكندر يلدا قائلا ( أتقدم بالشكر الجزيل لكنيسة المشرق الآشورية لإحتضانها هذا الحفل التكريمي، فيه عبرنا عن حبنا للغتنا الأم ومن خلاله اكرمنا صديقنا الدكتور روبين بيت شموئيل لنيله شهادة الدكتوراه في اللغة السريانية وآدابها، ولي الشرف بأنني كنت احد المشاركين فيه ). ومن ثم كانت الكلمة للدكتور روبين بيت شموئيل حيث جاء فيها… بشما داومتن اتور خقيرتا بشما دتليتايوتا قديشتا الإخوة والسادة الضيوف الكرام ، الإخوة الأعزاء أبناء كنيسة المشرق الآشورية في لبنان السلام عليكم… في بداية حديثي اسمحوا لي أن أعبر عن عظيم شكري وتقديري وعرفاني لكم على هذا التكريم الذي تقيمونه لشخصي هذا المساء، وهذا الترحيب وتلك المشاعر الصادقة التي لمستها منكم ومن غيرهم على نطاق لبنان والعالم منذ اللحظات الأولى لنيلي شهادة الدكتوراه في اللغة السريانية وآدابها والتي منحت من قبل المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. ( ربما لا اتجاوز الحقيقة إن قلت أن أبناء امتنا الآشورية عموماً وهم يضربون في فجاج الأرض ومرافئ المهاجر والاغتراب هم اكثر أهل الأرض ارتباطاً بإمتهم وحباً لها وأكثرهم عاطفة وعوناً لأهلهم في محنتهم، وأنتم هنا وفي بلدنا العزيز لبنان بالذات خير مثال لهذه الحقيقة ، فقد توحدتم وجمعكم إطار إجتماعي واسع يتمثل في لجان ناشطة فيها تقدمون يد العون لأهلكم في ربوع لبنان، في المجالات التعليمية والصحية والخيرية، مستندين في ذلك الى تراث امتنا وإرثها العظيم في المروءة و الشهامة والكرم والصدق.
قد تشرفت كثيراً في هذا الحفل التكريمي الجميل والذي اقيم في قاعة كنيسة المشرق الآشورية بلبنان ، وسعدت كثيراً حيث هيأ لي هذا الموقع والمكان متنفساً وسعادة غامرة كنت احسها وما زلت حتى نشأت بيني وبينكم صلة حميمة مما جعلني أدخل في تجربة شخصية لي معكم. الا وهي محبتكم وتواضعكم وإنسانيتكم .. هذا مما سهل نيلي شهادة الدكتوراه والتي بدوري اقدمها لكم، هدية بسيطة لما تميزتم به من صفات حميدة. اعترف أيها الأعزاء بأنني ركبت الصعب وربما تجرأت باختياري لهذه الأطروحة، أرهقتني كثيراً كما أمتعتني كثيراً أيضاً ، فجاءت اطروحتي حبا لأمتي ولغتها التي اغنت العالم ثقافة وعلوماً، وفي ذات الوقت جاءت كنسيج لها ما بين الملامح التاريخية وأنفاس الحضارة القديمة وبساطة العيش والبيئة الجغرافيه وارتباطها بحياة الناس وقيمهم. في الختام أرى نفسي في هذه الإطروحة أنني ربما لا اتطرق تاريخاً بالمعنى المعروف ولكنني أجد نفسي كمن يستدعيه التاريخ لفتح صفحاته ). أشكر كنيستي ( كنيسة المشرق الآشورية ) واخص بالذكر غبطة المطران مار ميلس زيا والارشمندريت عمانوئيل وآبائنا الكهنة في لبنان، واللجان الآشورية التابعة لكنيستنا الرائدة، وايضا كل التقدير للدكتور اسكندر يلدا لشهادته القيمة والرفيعة ولمساندته لي في اتمام اطروحتي واغناءها بالكثير من الملاحظات المهمة … شكرا للجميع. وفي ختام الحفل التكريمي قدمت هدية تذكارية متمثلة بـ ( شعار كنيسة المشرق الآشورية) من قبل وكيل رئيس الطائفة الآشورية في لبنان الخور اسقف يترون كوليانة للدكتور روبين بيت شموئيل. وفي جو بهيج اختتمت الصحفية المتألقة السيدة سميرة الحفل التكريمي بعبارات جاءت فيها ( انها ليلة من أجمل الليالي الثقافية والإجتماعية زيّنها فنياً الرائعون ابناء كنيسة المشرق الآشورية في لبنان). الحضور الكرام إنه لشرف لنا بأن امتنا الآشورية أنجبت من يحبها هذا الحب ويوثق لها هذا التوثيق الرائع الذي تنساب كلماته رقيقة كنسمة الصبح تشدك إليها فتعشقها ولا تمل قراءتها .. تعيش الزمان والمكان كأنك جزء منه. الفترة التي وثقها الدكتور روبين بيت شموئيل في اطروحته تعتبر أهم فترة مرت بها امتنا من حيث التطورات، لذلك ستكون هذه الأطروحة مرجع للأجيال القادمة. نشكر حضوركم هذا الحفل وجميع من ساهم فيه، كانت امسية زاهية وجميلة، وتواجدكم وحضوركم الانيق فيها زاد من جمالها وتألقها.