على هامش زيارة غبطة المطران مار أبرم موكان إلى سري لانكا مناقشات لتدريس اللغة الارامية في معهد كولومبو اللاهوتي

قام غبطة المطران الدكتور مار أبرم موكان، مطران كنيسة المشرق الاشورية لابرشية الهند، بزيارة الى سري لانكا للفترة الممتدة بين 22-29 تموز من عام 2013.

وحل غبطته ضيف شرف في حفل تخرج طلبة معهد كولومبو اللاهوتي، يوم السبت 27 من شهر تموز الماضي، الى جانب ضيوف آخرين من أساقفة وزعماء مسيحيين من مختلف الطوائف جنبا إلى جنب مع القادة السياسيين.

واعلن السيد ايفور بوبلان، مدير معهد كولومبو اللاهوتي وخلال كلمته بترحيبه بغبطة المطران مشيراً الى اهمية الزيارة لكونها فرصة للسريلانكيين لمعرفة المزيد عن صليب أنورادهابورا وعن كنيسة المشرق الاشورية.

وخلال كلمته في الحفل، أعرب غبطة المطران عن سعادته الشخصية لرؤية صليب أنورادهابورا الشهير في متحف أنورادهابورا، وقام بتلاوة الصلاة الربانية باللغة الآرامية، في اللغة التي علم بها يسوع المسيح الصلاة لتلاميذه.

يذكر إن صليب أنورادهابورا ، أو ‘الصليب النسطوري” والذي اكتشف في عام 1912 في أنورادهابورا، يعود الى فترة تبشير كنيسة المشرق للمنطقة التي هي احدى العواصم القديمة لسري لانكا التي تشتهر بآثارها المعبرة عن حضارة البلد القديمة، حيث اكتشف هذا الصليب بين الاثار البوذية الشهيرة في قلعة العاصمة القديمة والذي يشكل اكتشافه حدثاً غير متوقعاً لعلماء الاثار المشاركين في التنقيب. وعلى الرغم من اشارة عالم الاثار الانكليزي ادوارد ايرتون الى ان الصليب يعود لفترة تواجد البرتغال في المنطقة، الى ان خليفته في حملة التنقيب آرثر هوكارت وبعد 12 عاماً اشار الى ان هذا الصليب يشكل “صليباً فارسياً” يرتبط حضوره في المنطقة الى حقبة تبشير كنيسة المشرق في فترة تصل الى 14 قرناً ماضياً.

وتشير السجلات التاريخية إلى أن مجموعة من مسيحيي كنيسة الشرق قد تكون حاضرة في سري لانكا في وقت مبكر من 443-533 أو أكثر عموما بين منتصف القرن الخامس والسادس، ولكن التفاصيل بشأن التأسيس الأصلي لهذه الاحداث مازال محدوداً.

وأعد الوزير المسؤول عن الآثار والثقافة في دولة سري لانكا، زيارة لغبطة المطران وموظفي معهد كولمبو اللاهوتي لغرض لقاء مع امين متحف أنورادهابورا والاطلاع على الصليب التاريخي.

وعلى الرغم من الأهمية التاريخية الهائلة للاثار القديمة التي تثبت وجود المسيحية في سري لانكا بقرون قبل وصول البعثات التبشيرية الغربية، الا ان معظم السريلانكيين لم يروا حتى الآن هذا النصب، على الرغم من أن البعض منهم يعلم بوجوده.

بالإضافة إلى صليب أنورادهابورا، فقد تم اكتشاف أثر مماثل من قبل عالم الآثار البروفيسور جون كارسويل في عام 1984 في ميناء مانتوتا القديم والمعروف باسم منتاي. وكجزء من هذا الاكتشاف الأثري، فقد عثر الأستاذ كارسويل على ثلاثة مواد تعود الى الفترة الساسانية. وشملت المكتشفات طبعة من الصلصال لثلاثة أختام، ختمان بيضويان قريبان من بعضهما البعض بشكل مخلوق أسطوري فارسي مع رأس رجل وجسد ثور مجنح، منقوش عليه وباللغة البهلوية “قد تزيد ثروتك”. أما الختم الثالث الموضوع ضمن حقل الماس فكان صليب نسطوري مع ميزات مشابهة للصليب النسطوري من أنورادهابورا. وبسبب خضوع المتحف حاليا لأعمال الصيانة والتجديد فانه لم يتمكن غبطة المطران من رؤية ختم هذا الصليب الذي تم العثور عليه في عام 1984.

وخلال هذه الزيارة ايضاً، التقى غبطة المطران مار أبرم بالكاردينال ألبرت مالكولم من الكنيسة الكاثوليكية في كولومبو.

وجرت مناقشات بين غبطة المطران مار أبرم موكان والكادر الاكاديمي لمعهد كولمبو اللاهوتي لغرض ادخال تدريس مادة اللغة الارامية ضمن مقرراته التدريسية للمعهد، بسبب تزايد الرغبة في دراسة لغة المسيح.

يذكر إن معهد كولومبو، هو مؤسسة لاهوتية تأسست عام 1994، وتستخدم لغات ثلاث في تدريسها، هي السنهالية، التاميلية والإنجليزية.