الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > حصون آشورية لحفظ التراث، مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية في ملبورن، نموذجاً

حصون آشورية لحفظ التراث، مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية في ملبورن، نموذجاً

حصون آشورية لحفظ التراث، مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية في ملبورن، نموذجاً

 

في المشهد المتعدد الثقافات في مدينة ملبورن، يزدهر التنوع الثقافي فيها حيث تدمج المجتمعات من جميع أنحاء العالم نسيجها الثقافي في نسيج المدينة.

ومن بين هذه المجتمعات النابضة بالحياة، يقف الآشوريون كدليل على الصمود، محافظين على تراثهم الغني في بلدان المهجر، ليأتي في طليعة هذه الجهود للحفاظ على الثقافة، مدرسة القديس مار كيوركيس، للغة الآشورية، وهي مدرسة تابعة لكنيسة المشرق الآشورية، أبرشية فكتوريا، كمؤسسة مكرسة لرعاية اللغة، الثقافة والإيمان الآشوري.

 

تأسست مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية، كمنارة للهوية الآشورية في مدينة ملبورن، حيث شهدت نمواً ملحوظاً على مر السنين السابقة.

ففي مطلع هذا العام 2024، استقبلت المدرسة وبكل فخر رقماً قياسياً بلغ 530 طالباً وطالبة، حيث واجهت هذه الزيادة في التسجيل، تحديات لوجستية، مما استدعى الحصول على مبانٍ جاهزة لاستيعاب العدد المتزايد من الطلاب. وعلى الرغم من هذه التحديات، ظل التزام المدرسة بتوفير بيئة داعمة للشباب الآشوريين، ثابتاً، لا يتزعزع.

ويكمن في قلب منهاج مدرسة القديس مار كيوركيس، للغة الآشورية، مهمة الحفاظ على اللغة الآشورية، وبتفانٍ كبير، حيث يتم توجيه الطلاب من خلال صعوبات هذه اللغة السامية القديمة، مما يضمن استمراريتها للأجيال القادمة، حيث تستخدم المدرسة، سلسلة شاملة من الكتب المدرسية المصممة لمستويات مختلفة من الكفاءة، بدءاً من الصفوف التحضيرية الاولى، ووصولاً إلى المرحلة الثانية عشر، مما يوفر مساراً منظماً للطلاب لإتقان اللغة بوتيرتهم الخاصة.

هذه الكتب المدرسية، التي تم إعدادها بعناية من قبل المعلمين وخبراء اللغة، تغطي مختلف جوانب النحو والمفردات والسياق الثقافي الآشوري، من علم الصوتيات الأساسي وأنظمة الكتابة إلى النحو والأدب والتقدم ، حيث يعتمد كل كتاب، على الأساس الذي وضعه سابقوه، مما يعزز فهماً تدريجياً وشاملاً للغة الاشورية.

 

علاوة على ذلك، يمتد المنهج إلى ما وراء تعليم اللغة ليشمل جوانب أوسع من الثقافة والتراث الآشوري، حيث تثري المواد التكميلية، بما في ذلك النصوص التاريخية والحكايات الشعبية والنصوص الدينية، تجربة التعلم، مما يمنح الطلاب منظوراً شاملاً حول هويتهم الثقافية.

 

تتم ادارة مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية، بتوجيهات حكيمة لنيافة الاسقف مار بنيامين ايليا، أسقف أبرشية فيكتوريا ونيوزيلندا، وسكرتير المجمع المقدس لكنيسة المشرق الآشورية، حيث توفر قيادته لها، توجيهاً ورؤية روحية، مما يضمن أن تظل المدرسة ثابتة في رسالتها والمتمثلة في الحفاظ على الثقافة والتفوق التعليمي، حيث يعتبر حضور نيافته، مصدر إلهام للطلاب واعضاء هيئة التدريس، على حد سواء، مما يغرس فيهم، إحساساً بالفخر والتصميم في السعي للحفاظ على التراث واللغة الآشورية.

ويقف وراء نجاح مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية، فريق متخصص من المعلمين والإداريين، حيث يتألف عددهم من 25 معلماً ومعلمة، إلى جانب مديرة المدرسة والموظفين الإداريين، حيث يعمل هؤلاء الأفراد، بلا كلل لدعم مهمة المدرسة المتمثل في الحفاظ على الثقافة والتفوق التعليمي.

ويتجلى شغفهم، بالحفاظ على التراث الآشوري من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة اللامنهجية المقدمة، بدءاً من دروس الفنون والحرف اليدوية إلى دروس الطهي. من خلال هذه التجارب العملية، لا يكتسب الطلاب مهارات لغوية فحسب، بل ينغمسون أيضاً في الثقافة الآشورية بطريقة ملموسة.

تعد مدرسة القديس مار كيوركيس للغة الآشورية، حصناً للهوية الآشورية في قلب مدينة ملبورن، بفضل التزامها الثابت بالحفاظ على اللغة، الثقافة والإيمان، حيث تمكّن المدرسة الشباب الآشوري، من احتضان تراثهم بفخر.

تحت توجيه نيافة الأسقف مار بنيامين إيليا، والجهود المخلصة لهيئة التدريس والموظفين، تستمر المدرسة في الازدهار، لتلهم الأجيال القادمة لمواصلة حمل إرث أجدادهم، بكل فخر وتفانٍ.

 

موقع أخبار كنيسة المشرق الآشورية في العالم