الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > بيان مشترك لأساقفة أبرشيات كنيسة المشرق الآشورية في الولايات المتحدة الأميركية، حول أوضاع العنف الراهنة

بيان مشترك لأساقفة أبرشيات كنيسة المشرق الآشورية في الولايات المتحدة الأميركية، حول أوضاع العنف الراهنة

بيان مشترك لأساقفة أبرشيات كنيسة المشرق الآشورية في الولايات المتحدة الأميركية، حول أوضاع العنف الراهنة

 

للنشر الفوري

 

شهدنا جميعاً، خلال الأسبوع الماضي، احداثاً كارثية في بلدنا والتي سببت كل من الغضب والحزن لنا جميعاً كمواطنين في هذا البلد العظيم.

في يوم 25 من مايو حدثت وفاة فظيعة للراحل جورج فلويد في مينيابوليس، في ولاية مينيسوتا، على يد ضابط في الشرطة الذي تصرف بشكل مخالف لما أقسم على خدمة وحماية المواطنين، الامر الذي سبب لنا جميعاً، صدمة كبيرة.

 

مسيحياً وانسانياً، نحن ملتزمون بمستوى أخلاقي عالي، وهبها الله نفسه بصفته الخالق وموجد الحياة كلها، فاننا ندعو ونطلب العدالة وإدانة مثل هذا العمل الشنيع، من قبل النظام القضائي في بلادنا.

 

ان المعاملة القاسية لمواطن، من قبل شخص تم استدعاؤه لخدمة المجتمع بتضحيات غير انانية، قد أثارت موجة ساخطة من الاحتجاجات في بلدنا، في عدد لا يحصى من المدن والبلدات.

 

ان الاحتجاجات السلمية والبناءة، وفقاً لقوانين بلادنا، لا تؤدي فقط الى التنفيس عن الغضب الذي يشعر به العديد من المواطنين، أصحاب التفكير الأخلاقي، تجاه هذا التصرف القاسي واللاإنساني ضد حياة الأبرياء، ولكن هو واجب أخلاقي للمواطنين المعنيين والمشاركين للتعبير علناً عن الضمير الجماعي للامة في مواجهة الظلم، وخاصة في التجاهل الصارخ للحياة البشرية الثمينة.

 

وهكذا فاننا نصلي من اجل راحة روح المرحوم جورج فلويد، ونصلي من أجل أفراد عائلته وأصدقائه الذين تألموا على الفقدان المفجع، لحياته.

ومع ذلك، فان الفزع والغضب الحاليين لمواطنينا يمكن ان يؤدي الى خطر التحول الى مواجهات عنيفة واعمال شغب ونهب وتدمير ممتلكات المواطنين العاديين.

 

للأسف، فاننا نشهد هذا الارتباك وفقدان أرواح الأبرياء في العديد من مدننا، اليوم، بحيث ان الوفاة الماساوية لقائد الشرطة المتقاعد، الراحل ديفيد دورن، من سانت لويس في الثاني من حزيران، هي شاهد على هذه الحقيقة المحزنة، ويجب ايضاً ادانة هذا الامر باعتباره إهانة لأبسط حقوق مواطنينا وحقهم في الحياة.

ومع ذلك، فان التعبير الحر عن حقوقنا، يجب ان لا يمنعنا ان نكون مدركين وحريصين بما يكفي، حتى لا نضر حقوق الآخرين.

ندعو مواطنينا الى ممارسة ضبط النفس والحكمة في اطار الاحتجاجات السلمية الهادفة، وليس في تدمير الممتلكات الشخصية والعامة، لان مثل هذا السلوك لا يخدم ابداً مقاصد السلام والعدالة في مجتمعنا، او أي مجتمع آخر.

 

كمسيحيين، سواءً كنا، مؤمني كنيسة المشرق الآشورية، او الكنائس المسيحية الأخرى، فاننا مدعوين لان نكون منارات نور وخلاص المسيح، لجميع الناس.

الانجيل يعلمنا ان مدعويين ان نكون “ملح الأرض” و ” نور العالم” (متى 5: 13 – 14). يجب ان لا نتوافق مع طرق العالم، بل يجب ان نغير طرق العالم من خلال حياتنا وشهادتنا المسيحية.

بالإضافة الى ذلك، نحن مدعوون لتقديم شفاء المسيح الى عالم مكسور، تشوبه الخطيئة والصراع، وبشكل خاص، جعل تلك القوة الشافية لمخلصنا، حقيقية وحاضرة في مجتمعنا وأحيائنا ومجتمعاتنا ككل.

 

من الواضح لنا جميعاً ان خطيئتين عظيمتين ابتلي بهما بلدنا اليوم وهما، التجاهل للحياة البشرية، والازدراء التام لاخينا، والذي يتم التعبير عنه بشكل خاص في فظاعة العنصرية والتعصب العنصري.

يعلمنا الكتاب المقدس، اننا خلقنا جميعاً على صورة الله ومثاله، على حد سواء، وان المسيح مات ليحمل الخلاص لجميع البشر، بغض النظر عن العرق او الطبقة الاجتماعية. نحن ندرك ان هذه خطيئة عانت منها بلدنا لقرون، وما زلنا نعاني مع التعصب العنصري، حتى في أيامنا هذه.

ومع ذلك، فانه لا يمكن الشفاء من هذه الشرور والعلل، الا عندما ننقل نحن المسيحيين وبنشاط رسالة المصالحة للانجيل، الى مواطنينا ومجتمعاتنا، ويتألف هذا الشفاء من ادراك فهم بعضنا لبعض على أساس اننا مخلوق فريد في عيون الله، ونسامح بعضنا البعض لخطايانا المجتمعية الماضية والحاضرة وفي حب اخينا في الانسانية دون قيد او شرط، بقلب كامل والرغبة بالمصالحة.

 

ان دور الكنائس وقادة الايمان في جميع انحاء بلدنا، أمر حيوي في تعزيز هذه العناصر، لشفاء لمجتمعنا المنكسر والمقسّم هذا اليوم. العنف ليس، ولا يمكن ان يكون ابداً، الجواب لمعالجة مشاكلنا الاجتماعية.

وبدلاً من ذلك، فان العنف يخدم فقط توسيع الفجوة بين المواطنين، والذي هو موجود اصلاً، مما يجعل الامر أكثر صعوبة على كل واحد منا للتواصل والتقارب مع الآخر.

لذلك ندعو جميعاً، سواءً أكنا قادة دينيين، موظفين مدنيين منتخبين، ونشطاء المجتمع والمواطنين من النوايا الحسنة، لان نقوم بدورنا الفريد الذي لا غنى عنه في تعزيز السلام والتفاهم بين مواطنينا الاميركيين.

 

كشعب، عانى تاريخياً من الظلم والتميز بسبب ايماننا المسيحي وهويتنا الآشورية، ندعو جميع مؤمنينا للصلاة من أجل أولئك الذين حرموا بشكل مأساوي في حياتهم بسبب العنف والكراهية، ابذل قصارى جهدك  لتعزيز المصالحة والتسامح بين اصدقائك وجيرانك وفي مجتمعك في جميع انحاء بلدنا. لنحترم بعضنا البعض كأخوة وأخوات حقيقين في المسيح، بكلماتك وأفعالك، وتذكر انك امة عريقة قدمت مساهمات عظيمة للمجتمع البشري منذ آلاف السنين.

لنكن جميعاً معاً، كأفراد وجماعات كأمريكيين، نقدم التوبة امام الله بسبب احتياجنا الى محبة بعضنا لبعض.

الان هو الوقت المناسب، لكي يبتدأ بلدنا في شفاء نفسه من هذه الجروح الحالية للكراهية واللامبالاة تجاه بعضنا البعض، وهذا لا يتم الا بان نقدم نحن المسيحيين، المسيح في العالم الذي نعيش فيه اليوم.

 

نطلب نحن، رؤساء الابرشيات الثلاث، ان يكون هذا الاحد القادم السابع من حزيران الذي يصادف الاحتفال به بتذكار جميع جثالقة بطاركة كنيستنا المقدسة، ان تقام صلوات خاصة في جميع رعايانا من أجل إحلال السلام والمصالحة في بلدنا.

 

ليبارك الرب كل واحد منا، بغض النظر عن عرقنا، لان الله يحبنا بالتساوي وينظر الى جميع الاجناس التي خلقها بتجرد، لكي نتمكن من البدء في حب جارنا بكل ذواتنا.

بارك الله اميركا

نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب، وشركة الروح القدس مع جميعكم، الان وفي كل الأوقات والى الابد. آمين

 

كتبت في اليوم الثالث من حزيران من عام 2020 للرب.

 

 

  مار أبرم خامس                      مار آوا رويل                      مار بولص بنيامين

أسقف غرب أمريكا               أسقف كاليفورنيا                أسقف شرق أمريكا

 

HIERARCHICAL STATEMENT OF THE BISHOPS OF THE DIOCESES OF THE ASSYRIAN CHURCH OF THE EAST IN THE UNITED STATES