الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2012

الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2012

الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2012

 

 

إخوتنا الرعاة الأجلاء: أبنائنا بالروح الكهنة المختارون، والشمامسة الموقرون، أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية وجميع إخوتنا المسيحيين:

 

صلواتاً وبركاتاً تقبلوا

نحتفل اليوم بميلاد المسيح الملك لأنه عيد مقدس: كلنا نحن المسيحيين سعداء ومسرورين بهذا اليوم المقدس: يسوع الإبن قد ولد: وبميلاده نور حقيقي قد شَرَقَ (دَنَحَ) وأنار طريق الخلاص. نتذكر ذلك اليوم المبارك الذي جاء فيه ملاك الله للرعاة بالقرب من بيت لحم والذين كانوا يحرسون قطيعهم “وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.‏ قَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:”لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:‏ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.‏ وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ”.‏ وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:‏ “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”: هذه التسبيحة إلى الآن تُرتل في أوقات الصلاة وقداديس القربان المقدس في الكنيسة.

 

بميلاد المسيح أصبح سلامٌ على الأرض، وأمل صالح لبني البشر: هذا سر الله الكلمة من الآب قد ظهرت بشكل جسد آدمي ممسوح بالروح القدس: والذي وُلد من مريم البتول المقدسة. يقول الرسول: “5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” رسالة تيموثاوس الأولى: 2: 5

 

فكما أنار مجد الرب على الرعاة بميلاد مخلصنا يسوع المسيح: هكذا ينير قلوب وعقول جميعنا نحن المسيحيين لنحتفل بعيد ميلاد يسوع المسيح الذي هو عيد مقدس وفرحة ومسرة لكل المؤمنين بالمسيح. لهذا نقول لكم جميعاً أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية ولجميع إخواننا وأخواتنا المسيحيين

 

عيدُ ميلاد سيدُنا يسوع المسيح مباركٌ لجميعكم

 

كلنا أملٌ جميعكم أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية وكل اخوتنا المسيحيين أينما كنتم أن تحتفلوا بهذا العيد المقدس لميلاد يسوع المسيح بفرحٍ ومسرة وبصحة جيدة: وكأعظاء مرتبطين بالجسد الواحد لكنيسة المسيح أن تكونوا بمحبة وسلام مع بعضكم البعض لأن من أجل هذا السلام قد دُعيتم في كنيسته المقدسة.

 

نتعلم كم هي كبيرة موهبة الله الرحيم: بالماء روحه ألبسنا بالمعمودية، وبالخبز جسده قد أطعمنا، وبدمه الحي قد قدسنا، ومع الروحانيين قد خلطنا.

 

يجب أن نؤمن ونحب ونحترم، ونستمع ونحافظ على وصايا يسوع المسيح إبن الله لكي نستطيع أن نكون أبناءٌ مؤمنين لأبانا الذي في السماء، ليكون سلاماً بيننا: يقول يسوع: “34وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ” يوحنا 13: 34.

 

لجميع أبناء كنيستنا نقول: كلنا حاملي الدرجات الكنيسّة مع العلمانيين مسؤولين أن نعمل بأمانة وصدق وطاعة لتوفيق كنيستنا المقدسة: سيدنا المسيح يعلمنا أن نكون فاعلي سلام، كذلك يعلمنا ويقول: “16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” متى 5: 16. نورُ المسيحي هي أعماله الحسنة. هذا النور نحصل عليه فقط من سيد النور: وسيد النور هو يسوع: “12أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ”. يوحنا 8: 12 عليه لن نستبدل طريقنا، ولن نخرج عن طريق المسيح لكي لا نقع في طريق ظلمة الشيطان ونضيع. وكذلك يقول يسوع: “‏6أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” يوحنا 14: 6. يجب أن نؤمن بالكلمات المكتوبة في كتاب الإنجيل المقدس والتي قيلت بالفم المقدس ليسوع المسيح: هي كلمات الله. يقول يسوع لليهود: “‏45وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي” يوحنا 8: 45 ويقول أيضاً: “‏49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.‏ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ” يوحنا 12: 49.

 

كلمات وكرازات سيدنا يسوع المسيح نسمعها ونتعلمها في الكنيسة: لذلك قد بنى سيدنا المسيح الكنيسة على الأرض، الكنيسة مقدسة ومتقدسة بالروح القدوس للأب المُقدس، لتقديس الداخلين المصلين للصلوات فيها، الكنيسة على الأرض هي جزء من كنيسة السماء، وهي مقدسة بالروح القدس: حيث الروح القدس موجودٌ بها ومعها للأبد، وكذلك الروح القدس يقدس المؤمنين المسيحيين بأسرار نعمته الإلهية، لكي يصلوا للملكوت السماوي ويرثون الحياة الأبدية. الكنيسة لها أبنية الكنائس التي بُنيت وقُدست لتقديم التسبيح والسجود لله، ويطلق عليها بيوت الله. الله هناك في جماعة المؤمنين المسيحيين ليسمع صلواتهم ويتقبل مطالبهم ولغفران خطايا الذين بالإيمان وبالروح المتواضعة يطلبون منه.

 

في الكنيسة التي أسسها سيدنا المسيح كلنا نُعرف بالمسيحيين، نحتاج إلى الوحدة والسلام ليكون بيننا، خاصةً للمسيحيين الذين يعيشون في بلاد الشرق والذين يؤمنون بأنهم من الجنس الآشوري، بالرغم من أنهم معروفون بأسماء ثلاث كنائس: وهي الكنيسة الكلدانية، الكنيسة السريانية، وكنيسة المشرق الآشورية: كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة. وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ أمتنا كشعبٌ واحد، لكي نكون معروفين ومقبولين في القوانين التشريعية لبلدان الشرق الأوسط كأمة واحدة.

 

بلا شك في المجال السياسي لأمتنا نحنُ الرعاة والكهنة لن نتدخل ولن نعمل كمسؤولين، حيث لدينا أحزاب سياسية ومجالس شعبية ومؤسسات قومية هم من تقع على عاتقهم مسؤولية المحافظة والمطالبة بالحقوق المدنية لأمتنا الآشورية.

 

كآشوريين نحن أيضاً أصحاب قومية، ونكون سعداء ومسرورين بتوفيق كل أنشطة أمتنا على يد رجال ونساء من أبناء أمتنا الآشورية الذين يعملون بايمان وصدق للنهوض والتوفيق باسم أمةٌ آشورية واحدة. نحن نُصلي لهم لكي يكونوا بسلام دائماً ويعملون معاً جميعاً كأبناء وبنات أمةٌ واحدة بمشيئة صالحة وروحٌ متواضعة بايمان واحترام وطاعة بعضهم للآخر لكي يتوفقوا. لأن توفيق أمتنا هي فرحة وتوفيق لجميعنا، وحزن وندم أبناء أمتنا هو لجميعنا أيضاً. لذلك جميع أبناء أمتنا من أيَ كنيسةٍ يكونون يجب أن يكونوا منتبهين وساهرين لكي يحافظوا على السلام والأمن والاتحاد، يعملوا بايمان مع بعضهم البعض كشعبٌ آشوري واحد. وأن يبتعدوا عن الكراهية والغيرة والجِدالات الهدامة التي تجلب خسائر وانقسامات كبيرة لنجاحات أي أمة.

 

نَطلُبُ من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة، في أي رعيةً تكونون: أن تأخذوا أبنائكم الصغار إلى مدرسة الرعية، وأبنائكم الشباب والشابات أن يشاركوا كأعضاء في لجان الشباب للرعية وفي جوقة الكنيسة: وعلى جميع أبناء الرعية أن يشاركوا في دروس التعليم المسيحي ليكون بُنيان إيمانكم المسيحي قوي وجميل بالقراءة والإستماع لكلام الله. نطلب من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية في أي بلد تعيشون كرعايا لذلك البلد أن تحافظوا بصدق على قوانين بلدكم ومطيعين لمسؤولي حكومتكم، لكي تكونوا محبوبين ومقدرين من قبلهم كي تكونوا فرحين وتعيشوا بسلامٍ مع جيرانكم. وكمسيحيين أبناء وبنات كنيسة المشرق الآشورية يجب أن تكونوا غيوريين للمحافظة على إيمانكم وعلى الطقوس والأسرار والقوانين السونهادوسية لكنيستكم من التغيير، وفي كل بلد تعيشون فيه عاداتكم يجب أن تكون جميلة كمسيحيين مؤمنين ولا تخافوا ولا تخجلوا من مسيحيتكم.

 

كأمة واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا بأنكم آشوريين، يجب عليكم المحافظة على لغتكم الآشورية الأم، وثقافتكم، وتاريخكم، ووحدتكم، ومحبتكم تجاه بعضكم البعض تكون طاهرة وحقيقية.

 

ختاماً نقول لكم مجدداً: عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح يكون مبارك عليكم جميعاً، والسنة الميلادية 2013 مباركة عليكم أيضاً.

 

نصلي لكي تكون السنة الجديدة سنة أمن وسلام في كل أنحاء العالم: خاصةً في بُلدان الشرق الأوسط، وكذلك نصلي للتقرب والتفاهم بين كل المسيحيين، والسلامة والموفقية لكل أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية.

 

 

نعمة ورحمات سيدنا يسوع المسيح تكون معكم جميعاً إلى أبد الآبدين

 

 

ء خننيا دنخا الرابع

بالنعمة: جاثاليق وبطريرك

كنيسة المشرق الآشورية

 

 

 

كُتب في القلاية البطريركية

في مورتون ﮔروف / إلينوي

عيد ميلاد سيدنا المسيح 2012