غبطة المطران مار ميلس زيا، يقيم قداساً في كنيسة مار جيوارجيوس في بيروت
في يوم الاحد المصادف 23/10/2016، أقام غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لابرشيات، استراليا ونيوزلندا ولبنان، قداساً في كنيسة مار جيوارجيوس في سدة البوشرية في بيروت، لبنان.
وبحضور الاباء الكهنة الموقرون والشمامسة الكرام، والجمع المؤمن، تحدث غبطته في عظة القداس عن المعطيات الخاصة في معجزة المسيح في حادثة شفاء المقعد عن بركة بيت حسدا، وجمال صبره طوال هذه الاعوام الطويلة، وكيف تقابل مع عطية يسوع المسيح المجانية، ليشفيه شفاءاً روحياً الى جانب شفائه الجسدي، ونقاء النيّات التي يعتبرها المسيح المحور الاساسي للشفاء، وكيف علينا نحن ان نتضرع الى الله من أجل خلاصنا أيضاً.
وتحدث غبطته امام الحضور على اهمية تماسك امتنا الاشورية في هذه الاحوال الاستثنائية التي نمر بها، من أجل ابعاد مخاطر الاندثار والتفكك عنا وتبعاتها على مختلف الجوانب، من خلال التمسك بمقوماتها الاساسية لأية أمة، وبالاخص في جوهرتها، اللغة، لانها عامل تماسك واحتراس ضد التشتت والضياع، وبالاخص في بلاد الغربة التي تتزايد فيها عوامل الانصهار، وضرورة وضع بدائل فاعلة لتجنب هذه المخاطر.
واستشهد غبطته بعمل الكنيسة في استراليا والتي تعمل الان على الحفاظ على كياننا الديني، التاريخي والقومي، من خلال بناء مدارس آشورية تحتضن الان قرابة 1500 طالب وطالبة، لغرض ابعاد شبح الانصهار عن أبنائنا المغتربين، الى أبعد زمن ممكن.
وشدد غبطته على اهمية تعلم اللغة لكونها مفتاحاً يرتبط بنيل المطالب والحقوق القومية، والتي بدون تحقيقها فينا، لا يمكن ان نطالب الاخرين في تحقيقها لنا.
وفي الجغرافية البشرية لابناء كنيسة المشرق الآشورية، تناول غبطته التوزيع السكاني لابناء امتنا سابقاً، في المحافظات العراقية، وسوريا، وكيف هاجر الاشوريين من هذه الاماكن واختفاء علامات حضورهم فيها، أو ينحصر عددهم في اماكن أخرى كانت تعتبر مركزاً لتجمعنا السكاني فيها، وكيف تحولت الى بيئة طاردة لهم.
واكد غبطته على اهمية المصالحة في داخل البيت الآشوري، بين احزابه ومؤسساته و أقسامه الاخرى، وضرورة تناسي ما مضى من خلافات وانقسامات، لغرض رفع سقف التحدي والاداء، والمجابهة الواحدة، للظروف التي تعصف بنا، وضرورة احترام قوانين البلدان التي نقطن بها لكي نكون مواطنين صالحين بها، نعكس عمق انتماءاتنا، وضرورة عدم الخجل من لغتنا، قوميتنا، ثقافتنا وايماننا والافتخار بمسيحيتنا وبالهنا الذي اخرجنا سالمين من وسط تجارب مهلكة، كان من الممكن ان تتخضب بدماء اكثر وبنتائج أسوأ، لولا الرعاية الالهية لنا.
وأثنى غبطته على الدور السخي لابناء الكنيسة في دول المهجر في دعم ابناء امتنا من خلال تبرعاتهم السخية، فرغم كوننا كنيسة صغيرة في العالم، الا ان افعالها كانت كبيرة في درء المخاطر عن أبنائها، من خلال تقديم التبرعات السخية للمحتاجين، والدور الايجابي الذي تقوم به أبرشية استراليا في دعم أبرشية لبنان.
حضر القداس كل من الخوراسقف يترون كوليانا والاب سافر خميس والاب ارام وردة والاب يوسف كيوركيس.
مكتب الاعلام والثقافة لكنيسة المشرق الاشورية في سيدني