بحضور أساقفة كنيسة المشرق الآشورية، الهند ترعى المؤتمر العام لشباب الكنيسة في العالم
رعت أبرشية الهند لكنيسة المشرق الآشورية، المؤتمر العام لشباب الكنيسة، الذي اقيم للفترة من 21 وحتى 24 من شهر يوليو/ تموز عام 2016 في مدينة تريشور في ولاية كيرالا.
وعقد المؤتمر الشبابي تحت شعار “قوموا، ولا تخافوا” ( مت 7:17 ) حيث تم استخدام هذا الشعار للمؤتمر ليكون سلاحاً يتسلح به شبابنا اليوم، لمواجهة التحديات والمخاوف المعاصرة في المجتمع.
وأستمر المؤتمر لمدة أربعة أيام، حيث شهد تسجيل اكثر من 325 من شباب الكنيسة من بلدان أستراليا والولايات المتحدة الامريكية وايران، اضافة الى العراق.
وترأس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من، غبطة الدكتور مار ابرم موكان مطران أبرشيتي الهند والامارات، ونيافة مار آوا روئيل، أسقف كاليفورنيا وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة، والاسقفين، مار يوحنا يوسف ومار اوكن قورياقوس، من أبرشية الهند، ونيافة مار نرساي بنيامين، اسقف ايران، ونيافة مار بولس بنيامين، اسقف شرق الولايات المتحدة الاميركية.
وافتتح غبطة المطران مار أبرم موكان المؤتمر بشرح ينير عقول الشباب عن تاريخ كنيسة المشرق وشجعهم على نشر الايمان ليكونوا شهوداً مسؤولين امام كنيسة أنشئت عام 52م على يد مار توما، تلميذ يسوع المسيح.
ثم تحدث السيد اجيث كومار، الى الشباب بكلمة، حثهم فيها على الاستفادة من المعلومات المهمة المعروضة على شبكة الانترنت والاعلام، والابتعاد عن المعلومات الزائدة، مبيناً ان الغرض من مثل هذه المؤتمرات، تمكين الشباب على التعرف على مواهبهم الفطرية واستخدامها من أجل تحسين حياتهم وحياة الاخرين المحيطين بهم.
وقدم نيافة الاسقف مار آوا رويل، للشباب، أفكاراً ملهمة، عن مغزى الكنيسة وكيفية الدعوة لكي يصبحوا فيها، أعضاء حقيقيين ومؤمنين.
وتسلم المؤتمرون رسالة رسمية ومباركة من قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم الذي تعذر عليه حضور المؤتمر في هذه الاثناء، مبدياً رغبة قداسته في زيارة الأبرشية، قريباً.
وادناه رسالة قداسته:
غبطة المطران مار أبرم، مطران الهند
نيافة الاسقفين، مار يوحنا ومار اوكن
الكهنة الاجلاء والشمامسة المختارون
الاحبة المؤمنين في الهند
تقبلوا، سلام ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وتحياتنا وتحيات اخواننا المؤمنين في العراق.
كانت لي رغبة حقيقة في المشاركة في هذا الاحتفال البهيج لكنيستنا المقدسة على الارض المباركة في الهند، ولكنه وللاسف لم أتمكن من الحضور شخصياً بسبب صحتي الجسدية، حيث خضعت الى عملية جراحية غير متوقعة.
نشكر الرب انني أشعر بالافضل الان وانا أتعافى ببطء، لذا أطلب صلواتكم الى الرب القدير ليمنحني القوة والصحة، لأتمكن من السفر القريب الى بلدكم لتفقد احبتنا المؤمنين.
دون أدنى شك، لقد جاهدت كنيستنا المقدسة في الماضي، ولا تزال تفعل ذلك في الوقت الحاضر، لهدف نشر التراث الكنسي والروحي والثقافي بين الشباب، وأينما كانوا، لان الشباب هم عماد المستقبل لكنيستنا والتي عليها تشجيعهم باستمرار وتقويتهم لكي يكونوا مجتهدين في كل مرحلة من مراحل حياتهم.
مما لا شك فيه، ان مؤتمركم الحالي سيتمكن من التأثير في شباب الكنيسة، وعليه فانه يتوجب على كنيستنا المقدسة أن تحمل على أكتافها، دعم وتعزيز هذه الانشطة من أجل أن تكون مصدراً لرقي وتقدم شبابنا وسبب حوار لتقوية الروابط فيما بينهم، وهذا الشيء يجعلهم نشطين في كل جوانب الحياة الكنسية، وينعكس كأفضل ضمان لمواصلة تقدمهم في عصرنا الحاضر، وبطريقة لائقة.
أقدم شكري الى غبطة المطران مار أبرم والى نيافة الاسقفين مار يوحنا ومار اوكن، لرعايتكم هذا النشاط المثمر، والى كل رجال الدين والمؤمنين من اخوتنا في الهند، الذين ساهموا وساعدوا على إنجاح مؤتمر الشباب هذا. كما أحيي، وبشكل عام، جميع الضيوف في هذا المؤتمر وعلى وجه الخصوص أولئك الضيوف الذين يشاركون من دول خارج الهند.
نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معنا جميعاً
أمين
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، أفتتح نيافة الاسقف مار يوحنا يوسف المؤتمر بمحاضرة عن كيفية اعادة بناء (تجديد) الجسد وتجديد الروح، مستوحاة من قصة المرأة النازفة (متى 25:5)، وقصة زكا (لوقا 19: 1- 10 ).
كما قدم الاب جيري كوريان من الكلية اللاهوتية المتحدة – بانكالور صورة ملخصة للشباب عن الطريقة التي يكونوا بها صالحين بجد، حاثاً اياهم أن يكون اصدقاء حقيقيين للمسيح الذي اعطانا حياته لنكون افضل، مشجعاً أياهم على المشاركة في مراكز صنع القرار الرئيسية في الكنائس، لانهم عوامل تغير أساسية فيها.
ثم قدم نيافة الاسقف مار آوا رويل، محاضرة عن “القديسيين في لاهوت كنيسة المشرق” حيث سلط نيافته الضوء على المكانة الخاصة، الاعتراف، التبجيل للقديسيين واهميتهم في كنيستنا.
ثم أعقب هذا القسم نيافة الاسقف مار بولس بنيامين، الذي استعرض افكاره مع الحضور حول التحديات المعاصرة ونقاط الضعف وكيفية مواجهتها في الكنيسة، مسلطاً الضوء على الآثار السلبية للعولمة، والحداثة والعلمانية والنزعة الاستهلاكية، وشجعهم على العيش على خطى تقليد آباء الكنيسة الاوائل.
وجرت فعاليات اليوم الثالث في المركز الشبابي في كنارا، حيث أفتتح نيافة الاسقف مار اوجين قورياقوس المنهاج بدراسة بيبلية، ثم تحدث عن التحديات التي تواجه الشباب، ومعنى الحب ودراسة في حقائق الخوف واللاخوف من وجهة نظر الكتاب المقدس، مشجعا أياهم على تقوية ايمانهم اكثر من خوفهم.
وشرح الأب ابراهام توماس من المعهد اللاهوتي الارثودوكسي كلمة “الارادة الحرة” المبنية على كلام المسيح “قوموا، ولا تخافوا” وقارن حالة التغيير في تجربة رحلة الصعود، الشهود، المزاملة، والصلاة للتحرر من الخوف على ضوء حدث التجلي، والعودة الى العالم مرة أخرى للعمل لملكوت الله، دون خوف.
كما قدم الأب ابرم الخوري، محاضرة عن الوعي بين الشباب، حول القانون الكنسي لكنيسة المشرق، فيما يتعلق بالزواج والخطوبة والطلاق حسب القوانين مار عبديشوع الصوباوي 1318م.
كما اشترك البروفيسور رافين دراناث، وزير التعليم في حكومة كيرالا، بمحاضرة تثقيفية للشباب عن التنوع البيولوجي واهمية الحفاظ على البيئة والتوازن البيئي.
واختتم اليوم الثالث بمخيم شبابي تخللته فعاليات وأنشطة مختلفة لغرض التعارف الودي بين الوفود.
وأفتتح اليوم الرابع من المؤتمر بقداس الهي اقامه نيافة الاسقف مار نرساي بنيامين مع حضور كبير في كاتدرائية القديسة مريم العذراء في تريشور، اعقبته رحلة للوفود الشبابية الى سد بومالا الذي يستخدم بشكل اساسي للري، و الى اكليريكية الكنيسة في ثيرور.
واختتم المؤتمر اعماله بحفل رسمي ترأسه غبطة المطران مار أبرم موكان، بحضور أصحاب النيافة من أساقفة الهند والولايات المتحدة الاميركية وإيران، وأعضاء مجلس امناء الكنيسة والمدعوين من جنوب آسيا، ووزير الزراعة السيد سونيل كومار وآخرين.
مكتب الاعلام والثقافة لكنيسة المشرق الآشورية في سيدني