قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يشارك في افتتاح المؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في اسطنبول
برعاية رئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب اردوغان، واستجابة لدعوة شخصية ومباشرة من معالي وزير الخارجية التركي، السيد أحمد داود أوغلو، شارك قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم، في افتتاح مؤتمر دولي حول السلام في إسطنبول، والذي عقد تحت شعار “الصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط: وجهات نظر اسلامية ومسيحية” للفترة من السابع والى الثامن من شهر أيلول/ سبتمبر للعام الجاري.
تضمن الوفد المرافق لقداسة البطريرك، كل من نيافة الأسقف الدكتور مار آوا روول، أسقف كاليفورنيا وسكرتير المجمع المقدس، ونيافة الأسقف مار بولص بنيامين، أسقف أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت دعوة قداسة البطريرك لحضور المؤتمر من قبل معالي وزير الخارجية التركي في أواخر شهر أيار/ مايو لهذا العام، أثناء حضور الاخير لمدينة شيكاغو للمشاركة في قمة ناتو. حيث قدم الضيف الزائر لقداسته الدعوة إلى المشاركة في المؤتمر الدولي الذي يعقد تحت رعاية مشتركة لمعهد دراسات الشرق الأوسط لجامعة مرمرة ومركز الدراسات الإسلامية في إسطنبول.
حضر المؤتمر ممثلي الطوائف الدينية التالية: كنيسة المشرق الآشورية، بطريركية الكنيسة الارثذوكسية اليونانية، بطريركية أورشليم لليونان الارثوذكس، الكرسي الرسولي، كنيسة الأرمن الارثذوكس (بطريركية إسطنبول)، كنيسة السريان الارثذوكس، الكنيسة المارونية الكاثوليكية والكنيسة العربية اللوثرية. بالإضافة الى حضور مختلف الطوائف الإسلامية من الشرق الأوسط ومن شمال أفريقيا، اضافة إلى حضور شخصيات حكومية بارزة يتقدمهم رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان، ووزير الخارجية التركي، السيد أحمد داود أوغلو، ورئيس الشؤون الدينية محمد كورموز، وقرابة 200 دبلوماسي واكاديمي وخبير من 19 بلداً مختلفاً.
ويهدف المؤتمر، إلى دراسة وإعادة تقييم العلاقات المسيحية ـ الإسلامية في ضوء الوضع الحالي للشرق الأوسط، الذي يُشارُ إليه بالصحوة العربية، حيث تم تسليط الضوء على التفاهم والتسامح المستقبلي بين الجانبين، من خلال مناقشات مستفيضة تمت خلال أعمال المؤتمر.
وفي الجلسة الأخيرة للمؤتمر تم إصدار البيان الرسمي التالي:
“لقد تمت مناقشة ظاهرة الصحوة العربية من وجهات نظرٍ مختلفة من قبل قادة سياسيين والعلماء، واصحاب الراي والصحفيين من داخل وخارج المنطقة. إن هذا المؤتمر قد نجح وللمرة الأولى في تقريب بين معظم القادة المسلمين والمسيحيين من العالم العربي، والخبراء ومسئولي المعتقدات، لمناقشة دَور الدين في الشرق الأوسط الجديد. حيث توصلت المناقشات والمناظرات إلى إدراك المشاكل والتحديات القادمة، مؤكدة على ضرورة غرس الوحدة والهوية الوطنية المبنية على تساوي حقوق المواطنة والاعتراف بالتعددية الدينية والتنوع الثقافي ضمن المراحل السياسية الراهنة للشرق الأوسط، حيث يعتبر هذا التنوع كمصدر غنى، عوضاً عن النظر إليه كمشكلة.
إن ارساء النظام والقانون لهو أمر في غاية الأهمية لحماية حريات الأفراد والمجتمعات الدينية المتنوعة. لذلك فإن القيم المختلفة للدولة، كمبادئ مساواة المواطنة، ونظام القانون وحماية الحريات تشكل الهياكل الأساسية لقيام مجتمعات مدنية قوية وفعالة. لقد استخدمت الأنظمة المتسلطة الأديان لأغراضها الشخصية، الامر الذي ادى اعتبارها جزءاً من المشكلة. ومع ذلك فقد ناقش المشاركون في المؤتمر السبل التي يمكن فيها للأديان أن تصبح مصدراً فعالاً في تحول مجتمعات الشرق الأوسط الجديد.
وقد ناقش المشاركون في المؤتمر، اهمية الخطابات واللغات المستعملة في وسائل الاعلام والثقافات الشعبية والمدارس والمراكز الدينية، لذلك فإن على القادة الدينيين وأصحاب القرار قيادة عملية الإصلاح ضمن هذه المجالات.
ومن المتوقع ان يكون هذا المؤتمر كبداية لإطلاق دراسات مستقبلية لمناقشة إمكانية تطبيق الإصلاحات ضمن الثقافات السياسية الراهنة في الشرق الأوسط.
مكتب الاعلام والثقافة لكنيسة المشرق الآشورية في سيدني