أحياء تذكار القديسة مريم العذراء في سيدني
اكتظت كنيسة مريم العذراء التابعة لكنيسة المشرق الآشورية في سيدني، ومنذ ليل الأربعاء بالمصلين والمؤمنين الذين قدموا الى هذه الكنيسة للتبرك منها لمناسبة تذكار مريم العذراء.
فعند الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء الموافق 14/8/2012، ومن خلال اذاعة صوت المحبة الماروني والذي يبث برامجه المباشرة الى اربع ولايات استرالية، وعبر الانترنت ايضاً، بثت كنيسة المشرق الآشورية وعبر برنامجها الاسبوعي ” صفحات من الانجيل المقدس” برنامجاً خاصاً عن القديسة مريم العذراء، قدمه الاب يوسف جزراوي.
وعند الساعة الثامنة من مساء ذات اليوم ايضاً، وأمام المؤمنين المحتشدين ليلا في كنيسة مريم العذراء في فيرفيلد، القى الاب يوسف جزراوي محاضرة على ضوء الشموع مصحوبة بموسيقى تأملية وتراتيل شجية، تدور عن مكانة العذراء في حياة المؤمن.
وفي يوم الاربعاء المصادف 15/8/2012، كانت هناك اربعة قداديس في سيدني:
الاول: القداس الصباحي الذي اقامه غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية لأبرشيات استراليا ونيوزيلاند ولبنان، في صباح يوم الاربعاء في كنيسة مريم العذراء في منطقة فيرفيلد، يعاونه القس نينوس ايليا والاب يوسف جزراوي.
الثاني: قداس في كاتدرائية القديس ربان هرمزد في منطقة كرينفيلد اقامه الخور اسقف اشور لازار.
الثالث: قداس اقيم لطلبة كلية مار نرساي الآشورية في قاعة الكلية، اقامه القس نرساي يوخانس، يعاونه الاب جون خوشابا.
الرابع: القداس المسائي الذي اقامه الاب يوسف جزراوي في كنيسة مريم العذراء عند الساعة السادسة والنصف مساءاً.
في عظة القداس، دعا غبطته الى اكتشاف معاني السلام الملائكي الذي القي على مريم العذراء، ككنز ثمين ورثته الكنيسة من الانجيل المقدس، موضحاً ماهية السلام الملقى عليها ومدلولاته اللاهوتية، ومعاني “الرب معك” هذا الوعد الذي حمله الملاك من الله لمريم ومن خلالها للبشر المنقادين لإرادته الصالحة، كل الايام والى انقضاء الدهر.
ثم تحدث غبطته ايضاً عن فضائل القديسة مريم العذراء، والتي بطاعتها لإرادة الله على الأرض مـَحـَـتْ عصيان حواء السابق في الفردوس، وحـَـلـَّـت للخليقة حواءاً ثانية، موضحاً قيمة الانسان في فكر الله الازلي وفي مخطط الخلاص، وما رافقتها من عدم امانة من جانب الانسان عندما وقع فريسة للخطيئة، وكيف قاده الله عبر محطات العهد القديم، الى الخلاص بابنه يسوع المسيح في العهد المجاني الجديد.
ثم وضح غبطته الرؤية الالهية من خلال فعلي التجسد والفداء ودور العذراء فيها، وعلامات المحبة الالهية من ذلك، والابعاد المجانية للمصالحة التي عرضها الله على البشر والوعد بالسلام الالهي الذي يفوق اي سلام خادع على الأرض بعد ان حلت بهم الضعفات منذ الرغبة في الاستقلال عن الله.
ثم بين غبطته ان ميل الانسان نحو شهواته الناتجة من الجري نحو رغباته الارضية، لم يمنع الله الكلي العظمة والقدرة من ان يقدم عهداً مجانياً موقعاً بدم يسوع المسيح على الصليب من اجل خلاص البشر، لمنع استعلاء الشر على الهدف الذي خلق به الله الانسان.
ثم تطرق غبطته الى مواقف العذراء التي رافقت اسرار الفرح والحزن في حياة ابنها يسوع المسيح، والممتدة من اللقاء مع الملاك وانتهاءاً باحداث الصليب والمجد، مشدداً على اهمية عدم مرور هذه المناسبة على وتيرة حياة المؤمنين، كمناسبة تاريخية حدثت في الماضي فقط، بل كضرورة تأملية وداعمة لحياتنا الروحية على الارض من خلال الاهتمام بالمحتاجين والمتضايقين والمتألمين حقاً، وان يكون هذا التذكار في ممارسته، متوافقاً مع تعاليم المسيح للارتقاء بالقيم الروحية السامية.
مقام القديسة مريم العذراء السامي في طقس كنيسة المشرق ألآشورية، كان محوراً جديداً في الموعظة، والتي خصصت لها الكنيسة اربع تذكارات في السنة الطقسية، وبطريقة تكاد لا تخلو صلاة يومية او قداس، عماذ، زواج، او جناز، من ذكرها، كممجدة ومعظمة دائماً على شفاه المصلين، ويفتخر الطقس بكمال سيرتها من خلال اطلاق تسمية ” السماء الثانية” عليها.
ثم تحدث غبطته عن الابعاد الروحية من امومة مريم ليسوع المسيح ومفهوم الشفاعة لديها،على ضوء معجزة عرس قانا، وما رافقه من احداث ابرزت مكانتها السامية، واستجابة المسيح لطلبها بشفاعة اهل العرس، رغم ان ساعة المسيح لم تأتي بعد. ودعا المؤمنين، الى الاستسلام الى حمايتها وطلب معونتها وقت الشدة والغربة، لانها قد اختبرت هذه الاوقات الصعبة في حياتها.
وعن اساليب المؤمنين بالاحتفال بهذا التذكار، قدم غبطته طرق التفاعل الروحي مع هذه المناسبة لتكون مـُرْضية ومقبولة امام الله من خلال عيش حياة الشركة مع المحتاجين الحقيقيين وتقديم المساعدة لاهلها، من اجل الانسحاب الى الفكر الالهي وتعاليم الانجيل السامية، لا الشكلية الناجمة عن الرياء في الافعال، داعياً الى الاستفاقة من المظاهر الخادعة لانه من الانصاف الالهي، مشاركة المحتاجين حقاً، والتصدق على المعوزين.
وفي الشأن الاسري، دعا غبطته النساء للاقتداء بسيرة العذراء والتمرس على فضائلها، والامتثال لخضوعها لارادة الله، لكي تكون الحياة الروحية نشطة ضمن العائلة المسيحية، اضافة الى الاستمرار بمسيرة تطويب العذراء على مدى الاجيال القادمة من اجل تثبيت ابصارنا نحو الامجاد العليا.
في الختام رفع غبطته صلاته بان يحفظ الجميع بهذا اليوم المبارك، وان تغدق امنا العذراء من علياء السماء بوافر نعمها المباركة على جميع المسيحيين في بيوتهم وتكون ساندة لهم على الدوام، بالاخص على المهجرين خارج أوطانهم لان العذراء مريم قد اختبرت بهروب العائلة المقدسة الى مصر، محنهم.
لتحل بركات العذراء وصلواتها ورحمتها عليكم جميعاً
اللجنة الاعلامية المركزية لكنيسة المشرق الآشورية – سيدني