لمناسبة يوم الشهيد الاشوري الاغر اقامت شبيبة كنيسة المشرق الاشورية في لبنان برنامجا خاصا للاحتفاء بهذه المناسبة حيث وبمشاركة جماهيرية واسعة من ابناء الابرشية وبحضور عدد من النواب وممثيلين من مختلف الاحزاب اللبنانية وعدد من أعضاء بلدية جديدة البوشرية السد ومخاتيرها انطلقت في مساء يوم الثلاثاء السابع من اب فقرات البرنامج ابتداء بدق ناقوس كنيسة مار كيوركيس الشهيد لتليها الصلوات الخاصة بالشهادة والتي تضمنت فقراتها:
الصلاة الربانية ومقاطع مختارة من الحان وتراتيل الشهداء (ܥܘܢܝ̈ܬܐ ܕܣܗܕ̈ܐ) من طقس كنيسة المشرق ادتها فرقة الانشاد، ومدراشين للمناسبة وقراءة انجيلية وبركة الختام.
لينتقل الجميع بعدها الى باحة الكنيسة لمتابعة بقية فقرات البرنامج التي ابتدات بالنشيدين الوطني اللبناني والقومي الاشوري وبعدها دقيقة ضمت اجلالا لروح الشهداء الابرار.
وبعد الترحيب باللغتين الاشورية والعربية من مقدمي البرنامج، القى الارشمندريت عمانوئيل يوخنا كلمة الابرشية بهذه المناسبة مؤكدا فيها على ان يوم الشهيد الاشوري وان كان الاحتفاء به هو السابع من اب في ذكرى مذبحة سميل الا انه احتفاء بكل الشهداء الاشوريين الذين سقطوا قبل سميل في سيفو والقرون السابقة ورجوعا الى الاضطهاد الاربعيني، مثلما هو احتفاء بشهداء ما بعد سميل في صوريا والانفال ونينوى وبغداد ولبنان.
واكد الارشمندريت في كلمته ان الانسان المسيحي اذ لا يهاب او يهرب من الام الجلجثة فانه يشترك في القيامة ايضا.
وختم كلمته بالتضرع من اجل ان تسود قيم السلام والكرامة والعدالة في المشرق والمعمورة.
(نص الكلمة منشور في نهاية التقرير).
بعدها القى السيد نينوس عودة كلمة الشبيبة الاشورية التي اكد فيها على استعدادات الشبيبة للعطاء والتضحية من اجل الامة والوطن كما كانوا في كل الازمنة والامكنة. كما ركز في كلمته على الام وخسائر الهجرة والتهجير التي يتعرض لها شعبنا وشبيبتنا من الوطن الام الى بلدان الغتراب والمنافي.
كما دعا الدوائر المعنية للاهتمام وتقديم الدعم لبرامج الشبيبة الاشورية في لبنان في برامجهم لتفعيل الشبيبة وتطويرها ومعالجة ما هو موجود من مظاهر وممارسات سلبية هنا او هناك.
بعدها القى الاب يوحنا شليمون قصيدة باللغة الاشورية لاجلال الشهداء والوفاء لهم.
تلاها عرض ريبورتاج وثائقي وشهادات عيان عن الشهداء الاشوريين في سميل رواها شهداء عيان من الناجين من المذابح، كما تضمنت لقاءات مع عوائل شهداء اشوريين سقطوا في لبنان دفاعا عن لبنان ومن اجل لبنان والوجود المسيحي فيه.
كما تضمن التقرير مواقف لسياسيين لبنانيين عن الشعب الاشوري وشهداءه ودوره في حماية لبنان الارز والكرامة.
بعد هذا الريبورتاج كان الحضور على موعد مع مبادرة وعمل متميز للشبيبة الاشورية في لبنان وهو العرض المسرحي لاستشهاد الشهيد مار بنيامين شمعون وما تضمنه مخطط اغتياله من مخططات لاضعاف الشعب الاشوري وقضيته ومطاليبه العادلة, مثلما عكست المسرحية قيم التضحية التي ميزت الشهيد مار بنيامين شمعون.
اما مسك ختام الاحتفال فكان المبادرة الرائعة للاداء الجماعي لاطفال وشبيبة الابرشية لاغنية قومية اشورية للفنانة سعاد الياس.
وفي ختام الاحتفال توجه الدكتور كميل شمعون، ممثل حزب الوطنيين الاحرار وسعادة النائب غسان مخيبر والارشمندريت عمانوئيل يوخنا لوضع اكليل ورد تقدم به حزب الوطنيين الاحرار على مدخل ساحة الشهداء الاشوريين في مقابل الكنيسة.
من المبادرات الاخرى التي تضمنها البرنامج ان قناني المياه التي وزعهتها الشبيبة على الجمهور كانت تحمل لوغو احتفال الشهيد الاشوري.
نص كلمة الارشمندريت عمانوئيل يوخنا في يوم الشهيد الاشوري في لبنان 7 اب 2012
الاباء الافاضل
الضيوف الكرام
المؤمنون الاحبة
سلام عليكم في المسيح الحي والرب القائم والمنتصر على الموت والذي منحنا الشركة في هذا الانتصار لنعيش مؤمنين ونرقد واثقين بالحياة الابدية في ملكوته السماوي.
نجتمع اليوم هنا، كما في كل عام وكما في كل رعية ومكان يعيش فيه شعبنا في الوطن والمنافي، لنحتفي بيوم الشهيد الآشوري، هذا الشهيد المنتصر على الموت والراقد على رجاء القيامة.
نجتمع لنحتفي اكراما واجلالا له.
واذا كان يوم الاحتفاء مرتبطا بتاريخ مذبحة سميل 1933 المرتكبة بحق الاشوريين وطنهم التاريخي بيت نهرين العراق، فان الاحتفاء بمعانيه ومضامينه يتجاوز زمنيا 7 اب ويتجاوز مكانا منطقة سميل, كونه احتفاء بكل شهداء الشعب الاشوري الذين سقطوا بسبب هويتهم وانتماءهم القومي وعقيدتهم وايمانهم المسيحي عبر التاريخ السابق لسميل باجيال وعقود ابتداء بمذابح السيفو ورجوعا الى مذابح القرون السابقة الى الاضطهاد الاربعيني في القرون المسيحية الاولى، والتاريخ اللاحق لسميل بعقود في صوريا والانفال وبغداد ونينوى وكنيسة سيدة النجاة وصولا الى ما يمكن ان نتوقعه من مذابح جديدة هنا وهناك، بهذه الاداوت او تلك، بهذا الغطاء او ذاك.
فالاماكن والازمنة والادوات والاحجام تتنوع والجوهر واحد هو الغاء الاخر واجتثاثه.
كيف لا وثقافة الغاء الاخر تهيمن على منطقتنا وتسود فيها، وهي الثقافة التي جعلت من الاشوريين الشعب الاصيل لبيت نهرين اقلية في وطنه.
واذا كان اجتماعنا واحتفاءنا هو الحد الادنى لما يتوجب علينا من التزام تجاه الشهيد الشاهد على انتماءه الديني والقومي والوطني فانه من حق الشهداء علينا ان نواجه انفسنا بالسؤال عن سقف هذا الالتزام وهل انه محدد بيوم واحد في السنة وبلقاء خطابي او قصيدة وفاء او عرض توثيقي وغيرها من الانشطة التي تليق بيوم الشهيد، ام انه يتوجب علينا ان نحول هذا الالتزام المعنوي والادبي الى التزام عمل وممارسة نحو اسباب الشهادة واهدافها.
المسيحي انسانا وكنيسة ومجتمعا وعقيدة في الوقت الذي لا يهاب فيه الام الجلجثة فانه لا يبقى اسيرا لها.
الم يتبع الرب الام جلجلثته بفرح انتصار قيامته؟
اولسنا نحن ورثة القيامة وشركاء فيها مثلما نحن شركاء في الام الجلجثة؟
ما اشبه اليوم بالامس..
فقبل ما يقارب القرن من الزمان عاشت منطقتنا واوطاننا مخاضا واعيد تشكيلها، وكان شعبنا كبش المحرقة في هذا التشكيل حين تعرض الاشوريين والارمن للابادة في مذابح السيفو في اناتوليا.
وكنا كبش محرقة تشكيل الدولة العراقية عندما ارتكبت مذبحة سميل لتكون اول جريمة ابادة جماعية في التاريخ المعاصر للعراق والمنطقة بعد الحرب الاولى. بل وكان تاثير سميل اوسع واعمق, فبعد تكريم الجنرالات الذين ارتكبوا المذبحة وتوشيحهم باوسمة وانواط الشجاعة تفتحت شهية السلطة لديهم ليقوم من ارتكب مذبحة سميل عام 1933 باول انقلاب عسكري في المنطقة عام 1936 وهو فاتحة عسكرة الدولة وهيمنة الاستبداد الذي عانت شعوبنا جميعا واوطاننا جميعا وما زالت تعاني منه.
اولسنا اليوم نعيش مشهدا مشابها.. فالبعض يسميه ربيعا والاخر خريفا.. اما انا فاسميه مخاضا غير واضح من حيث النتائج.. يقول الكتاب المقدس: من ثمارهم تعرفونهم..
لذلك فاننا نامل ان تكون الثمار محبة وكرامة وسلام وامن واستقرار وازدهار.
وحينها، وحينها فقط، يكون الربيع مزهرا.. والحياة كريمة.. ورسالة الشهادة والشهداء قد تحققت.. ودماءهم قد اثمرت ثلاثونا وستونا ومائة.
تحية وفاء لروح الشهيد الاشوري في ذكراه السنوية.
تحية اجلال لروح الشهيد الاشوري في لبنان الارز ومن اجل لبنان الكرامة والعدالة.
لا تخافوا فقد غلبت العالم.. هذا هو وعد الرب لنا والى وعوده نحن مطمئنون وبها واثقون. والرب يبارككم.