تم انعقاد الاجتماع الرابع عشر للمجمع المقدس برئاسة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية من 25 مايو إلى 1 حزيران لعام 2012 ميلادية في مدينة شيكاغو بولاية إلينويس الأمريكية في كنيسة القديس مار أندراوس. وقد ترأس الاجتماع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بحضور المطارنة والأساقفة المدرجة أسمائهم أدناه:
- غبطة المطران مار أفرام، مطران الهند
- غبطة المطران مار كيوركيس صليوا، مطران العراق وروسيا
- غبطة المطران مار ميلس، مطران أستراليا ونيوزيلاند ولبنان
- نيافة الأسقف مار يوسف سركيس
- نيافة الأسقف مار أفرام خامس، أسقف غرب الولايات المتحدة الأمريكية
- نيافة الأسقف مار عمانوئيل يوسف، أسقف كندا
- نيافة الأسقف مار أوديشو أوراهام، أسقف أوروبا
- نيافة الأسقف مار آوا روول، أسقف كاليفورنيا وسكرتير المجمع المقدس
- نيافة الأسقف مار يوحنا جوزيف، أسقف الهند
- نيافة الأسقف مار أوكن قرياقوس، أسقف الهند
- نيافة الأسقف مار نرساي بنيامين، أسقف إيران
- نيافة الأسقف مار بولص بنيامين، أسقف شرق الولايات المتحدة الأمريكية
وتعذر حضور كل من، نيافة الأسقف مار أفرام أثنيل، أسقف سوريا، و نيافة الأسقف مار إسحاق يوسف، أسقف نوهدرا (محافظة دهوك حالياً) وروسيا، بسبب الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط. وقد قام الأركذياقون وليم توما بتدوين أعمال ومناقشات اجتماع المجمع المقدس.
ناقش المجمع المقدس أوجهاً متعددة من حياة كنيسة المشرق الآشورية في وقتنا الحاضر، وأصدر عدداً من القرارات التي لها طابع داخلي يخص الكنيسة فقط، وستتم مناقشتها مع الكهنة حصرياً.
ومن ناحية أخرى، فإن قرارات المجمع المقدس تضمنت ترشيح الأركذياقون بولص بنيامين الذي شغل منصب كاهن كنيسة مار كيوركيس في شيكاغو ورفعه إلى منصب أعلى ليكون أسقفاً لأبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم تسمية الأسقف الجديد باسمه الكنسي مار بولص.
رفع المجمع المقدس في بداية الاجتماع صلواته وتضرعاته إلى الله العلي القدير نيابة عن كافة أعضاء أسقفيات وأبرشيات كنيسة المشرق الآشورية الذين يعيشون حالياً في الشرق الأوسط معرباً عن قلقه الروحي تجاه أبناء شعبنا الآشوري في كل من العراق، بلد أجدادنا، وسوريا أيضاً. وقد رفع المجمع المقدس الصلوات طالباً من الله أن يُعيد الأمن والاستقرار لكلا البلدين لما فيه خير وسلامة المواطنين.
وناقش المجمع المقدس ايضاً، عدة أمور ذات علاقة بصلة كنيسة المشرق الآشورية مع الكنائس الأخرى، وخاصة في علاقتها المسكونية. حيث يؤمن المجمع المقدس ولكي تكون شهادتنا بالرب يسوع المسيح أكثر مصداقية وحيوية، فإن بناء علاقات وثيقة وتعزيز الحب الأخوي والتعاون لهو أمر في غاية الأهمية بين الكنائس التي تأسست على يد الرسل المباركين لربنا يسوع المسيح.
إضافة إلى ذلك، فقد ناقش المجمع المقدس موضوع الكنائس التاريخية والأديرة المتعددة العائدة لكنيسة المشرق الآشورية والموجودة في تركيا، وتحديداً في جنوب شرق تركيا ومنطقة هكاري. حيث عاش في هذه الأراضي أجدادنا القدامى. إن استمرار وجود دور العبادة التاريخية هذه، هو شاهد على أصالة وجود كنيسة المشرق الآشورية لقرون مضت في هذا الجزء من الشرق الأوسط.
وقد لاحظت أمانة سر المجمع أيضاً أن لقاءاً ودياً جرى على مستوى شخصي بين قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية ومعالي وزير الخارجية التركي، السيد أحمد داود أوغلو في مقر البطريركية في مورتن كروف بولاية إلينويس يوم الثلاثاء المصادف 22 أيار(مايو) لعام 2012. حيث قام معالي وزير الخارجية التركي بزيارة قصيرة إلى البطريركية مستجيباً لدعوة من قداسة البطريرك مار دنخا الذي بدوره أطلع الدبلوماسي التركي، عن حالة الكنائس والأديرة التاريخية في تركيا وأهميتها التاريخية والدينية لا للشعب التركي فحسب، وإنما لحضارة المنطقة بصورة عامة. وقد تعهد معالي وزير الخارجية بالعمل بكل ما في وسعه للمحافظة على هذه الكنائس، موجهاً الدعوة إلى قداسة البطريرك لزيارة تركيا.
وضمن أعمال المجمع المقدس، تم وبإسهاب مناقشة امكانية تبني مهمة عملية ومُدعَمة لكنيسة المشرق الآشورية إلى الصين. لكون الحقيقة التاريخية التي لا يمكن نكرانها، وهي أن أول كنيسة مسيحية وصلت إلى الشعب الصيني كان أعضاؤها مبشرين من كنيسة المشرق الآشورية في مطلع عام 635 ب.م، لذلك هناك رغبة مجددة في إعادة تأسيس الكنيسة مرة أخرى في الجزء الرئيسي للصين وفي هونك كونك والمعروفة تاريخياً بإسم جينك جياو. وقد قام السيد ديفيد تام، القادم من هونك كونك، والذي يترأس زمالة جينك جياو، التي مقرها في الجزيرة، بزيارة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وعبر له عن رغبة الزمالة في إعادة تأسيس كنيسة المشرق الآشورية في الصين مرة ثانية. حيث تم مناقشة إرسال كهنة مبشرين لاعادة ارساء الإيمان الرسمي في كل من هونك كونك والجزء الرئيسي. وتخللت المناقشات إمكانية تدريب مؤمنين من أصل صيني وتعليمهم الإيمان والطقس الكنسي لكنيسة المشرق. وقد قُدِّمَت دعوة من زمالة جينكجياو لقداسة البطريرك، لزيارة كل من هونك كونك والجزء الرئيسي للصين.
إضافة إلى ذلك، فقد ناقش المجمع المقدس بعض الأمور التي تُحدِّد الحياة اليومية للكنيسة ورجال الدين المرسومين فيها. حيث شدَّد الآباء في المجمع المقدس على ان رجال الدين المنتمين لكنيسة المشرق الآشورية، سواء اكانوا، كهنة منهم أو شماسين أو أقل رتبة، ملازمة واجباتهم تجاه الخدمة الطقسية في أيام الآحاد، تذكار القديسين وأيام الأعياد في كنائسهم وعدم تركها للمشاركة في خدمات الطقوس الدينية في كنائس اخرى. لان لرجل الدين المرسوم، التزام أمام الله والكنيسة بأن يخدم المؤمنين ضمن كنيسته بأمانة وروحية، فليس مقبولاً أن يترك كنيسته في الأيام الطقسية المحددة ويشارك في تقديم الخدمة في مكان آخر. وتقع مسؤولية متابعة هذا الأمر على الأسقف المسؤول عن كل رعية.
وفي ختام الاجتماع، احتفل المجمع المقدس باليوبيل الذهبي لرسامة قداسة البطريرك مار دنخا أسقفاً. حيث أكمل قداسته في 11 شباط 2012 الذكرى الخمسين لرسمه أسقفاً في 11 شباط 1962 على يد قداسة البطريرك السابق مار شمعون الثالث والعشرين في كاتدرائية مار كيوركيس في مدينة طهران في ايران. في 27 أيار(مايو) 2012، حيث تم الاحتفال ببهجة بهذا اليوبيل الذهبي من قبل أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة شيكاغو بولاية إلينويس بإقامة مأدبة عشاء وبحضور أكثر من 1400 مؤمن جنباً إلى جنب مع العديد من الشخصيات، من بينهم نيافة الكاردينال فرنسيس جورج، مطران الرومان الكاثوليك بمدينة شيكاغو. وقد قدم كافة أساقفة كنيسة المشرق الآشورية المشاركين في المجمع المقدس لقداسته التهنئة لرسامته المبارَكَة معبرين عن سعادتهم بهذه الذكرى ومصلين إلى الله الآب والابن والروح القدس وطالبين بدوام صحة وسلامة على قداسته وداعين له بالعمر المديد لسنين قادمة ليستمر بقيادة ورعاية الكنيسة المقدسة.
تم تدوين هذه الوثيقة في 7 حزيران لعام 2012 بعد الميلاد من قبل أمانة سر المجمع المقدس لكنيسة المشرق الآشورية
نيافة الاسقف
مار آوا روول
أمين سر المجمع المقدس