استقبل قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم، في المقر البطريركي، السيد ديفيد تام مدير زمالة “جينك جياو” “النسطورية” في هونك كونك.
حيث أَطلعَ السيد تام قداسة البطريرك، على الجهود المبذولة من قبل مجموعته، في نشر وعي وتعاليم كنيسة المشرق الآشورية تجاه الشعب الصيني، والخطوات المتخذة لحد الان في سبيل اعادة رسم انتشار خريطة الكنيسة من جديد.
حيث اضاف: ان جماعته بدأت بالتزايد تدريجياً لا كمجموعات لمؤمنين يرغبون بإعادة اكتشاف تراثهم الصيني المسيحي، الماضي فحسب، ولكن كباحثين من كلا المقاطعتين، هونك كونك والجزء الرئيسي للبلاد الصينية، الذين بدؤوا بالدراسة والكتابة عن النسطورية وعن الجهود التبشيرية الاولى التي توغلت في شواسع الصين.
وقدم السيد تام إلى قداسة البطريرك، أول نسخة موثقة ومجلدة كاملة للترجمة الصينية الوحيدة لطقس القربان المقدس حسب طقوس كنيسة المشرق الآشورية، على ضوء رتبة التقديس عند مار أداي ومار ماري، موضحاً ان الترجمة الصينية الأولى قد أُخِذَت مباشرة من مخطوطة كهنوتية للأب المرحوم يوسف قليتا (طبعة الموصل 1928).
من جانبه، قدم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، امتنانه ومباركته للسيد تام على جهوده الشخصية في تشكيل وإدارة زمالة جينك جياو، معرباً عن رغبة كنيسة المشرق في إعادة دورها التبشيري في المنطقة من جديد.
وتبادل الطرفان أيضًا، الحديث عن جهود عملية لبدء ودعم مهمة رسمية من جانب كنيسة المشرق الاشورية الى الصين، تتمثل في تدريب كهنة ومبشري من الكنيسة ومن الجانب الصيني وبصورة متبادلة، ليتم إعادة تأسيس وافتتاح كنيسة المشرق في هونك كونك وفي الجزء الرئيسي من البلاد الصينية.
وعلى أثر ذلك، قام قداسة البطريرك بتكليف لجنة تطوير العلاقات الكنسية والتعليمية لكنيسة المشرق الآشورية (CIRED)، لكي تقوم بوضع خطط عملية فعـّالة في هونك كونك في نهاية هذا العام، لوضع اللبنة الاساسية لاعادة هذا الانتشار، ونقل تراث كنيسة المشرق الروحي والفكري إلى الجانب الصيني.
ومن الجهود الأخرى التي تبذل حالياً، هي ترجمة الكتب اللاهوتية لمار نرساي ( المتوفي عام 502) ومار ثيادوروس (428 بعد الميلاد) الى اللغة الصينية. حيث تم تبني هذا المشروع من قبل معهد الدراسات الصينية ـ المسيحية، وهو منتدى طلابي للتبادل بين الكنائس ومقره هونك كونك، والذي اخذ على عاتقه الاسهام الفعـّـال في هذا الجانب.
وتم خلال اللقاء ايضاً، تقديم هدايا أخرى لقداسة البطريرك مستمدة من الثقافة والحضارة الصينية.
في ختام الزيارة، قدم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، الى السيد تام صليباً فضياً بنقشة نسطورية، كهدية تذكارية إضافة الى صورة لأعضاء مجمع الكنيسة المقدس، خاتماً لقاؤه بمنح بركاته لكافة المشاركين في بعثة جينك جياو.
يذكر ان كنيسة المشرق الآشورية أقدمت وبعد انقطاع دام 600 عام على احياء قداس ترأسه نيافة الاسقف مار آوا روئيل، بمعية القس جينارد لازار والشماس ألن يوسف، حسب طقس مار اداي ومار ماري في مقاطعة هونك كونك، في اواخر عام 2010.
حضر اللقاء كل من:
نيافة الأسقف الدكتور مار آوا روئيل، أسقف ولاية كاليفورنيا، ورئيس لجنة تطوير العلاقات الكنسية والتعليمية لكنيسة المشرق الآشورية (CIRED)،وسكرتير مجمعها المقدس، ونيافة الاسقف مار بولس بنيامين، اسقف شرق الولايات المتحدة الأمريكية، ونيافة الاسقف مار نرساي بنيامين أسقف أبرشية ايران، والاركذياقون الدكتور وليم توما، كاهن أبرشية مار سركيس في مدينة شيكاغو ورئيس كهنة المجمع المقدس.
جدير بالذكر ان الكنيسة النسطورية في بلاد ما بين النهرين، ارسلت مبشريها الى الصين في القرن السابع الميلادي ورغم تعرضها الى صعوبات عقائدية جمة فانها نجحت بالدخول الى مدينة شيآن الصينية واقامت نصبها الحجري التاريخي عام 781م ولتقيم علاقات مع اسرة الامبراطور تانغ وتحتفظ بابرشيات واسعة في اسيا، الا انها ما لبثت ان تعرضت للقمع بصدور امر امبراطوري بإبادة البوذية شمل معتنقي المسيحية في مناطق الصين الداخلية.
وفي النصف الثاني من القرن الثالث عشر، أعادت كنيسة المشرق دخولها للمرة الثانية الى الصين على ايدي مبشريها النساطرة، وكان معظم معتنقيها من منغوليا ذوي المكانة الاجتماعية العالية الا انها ما لبثت ان تقلصت لتنحسر في بيتها الحضاري الاول في ما بين النهرين للمرة الثانية، بانتهاء عهد اسرة يوان، لتحتفظ الكنيسة فقط بمسيحي توما الرسول في الهند.
وخـَـلــَّـفَ مبشري كنيسة المشرق، العشرات من الشواهد المسيحية التي تدل على ريادتهم في التبشير في المنطقة. ومنذ اكتشاف المسلة النسطورية في الصين انكَبَّ الباحثون في اسيا واوربا على دراسة معطيات هذا الانجاز وتسليط الضوء على كنيسة المشرق.
اللجنة الاعلامية المركزية لكنيسة المشرق الاشورية – سيدني