ترأس قداسة البطريرك (مار دنخا الرابع) في يوم الجمعة المصادف 17 شباط 2012 قداس جمعة الموتى وذلك في كاتدرائية (مار كوركيس) في شيكاغو حضره جمعٌ غفير من أبناء كنيستنا وشارك فيه كلٌ من (الأركذياقون أﭘرم دي باز، الأركذياقون شليمون خزقيال، الأركذياقون قرداغ حكيم، الخوري أسقف أثناسيوس يوسف، الخوري أسقف كوركيس توما، الخوري أسقف بولص بنيامين، والأب خوشابا بوزا، الأب أنطوان لاجين، والأب وليم توما) وعدد كبير من الشمامسة.
اليكم مقطتفات من موعظة قداسته من إنجيل متى الإصحاح 25: “وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ،فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.” “ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ”.
كما وقال يكتب الرسول بولس في رسالة كورنثوس الأولى الإصحاح 15: “فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ” وأيضاً: “وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ”.
ومن إنجيل يوحنا الإصحاح 16: “إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي”.
لا يطلب المسيح منا لا نستطيع فعله، حيث يقول ” هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ” إنجيل يوحنا الإصحاح 15.
كم هي كبيرة فرحة الإنسان عندما يكون حبيباً للسسيد المسيح، حيث سأل أحد الفريسيين وهو ناموسي السيد المسيح قائلاً: ” يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟”فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:”تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ.هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ”. إنجيل متى الإصحاح 22.
محبة الله هي حفظ وصاياه وإطاعة كلماته، والحب والوقار والطاعة يأتون من الإيمان، إذا آمن الإنسان بالله سيحبه ويوقره ويحفظ وصاياه، عليه إذا أطعنا كلماته وآمنا وعملنا بها في هذا العالم سيحفظنا من الشرير. المسيح إبن الله أُرسل لبني البشر لكي يُهدي الخطاة إلى طريق التوبة “مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:”تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ”. إنجيل متى الإصحاح 4.
علينا أن نعلم أنه بعد الممات ليس هنالك توبة، ما دمنا أحياءاً وقبل مماتنا علينا أن نصوم ونصلي ونتوب ونعمل بوصاياه ونطلب منه المغفرة فالله غفورٌ للذين يتوبون ويرجعون إليه، لأنه لا يطيب له بموت الخطاة إلى أن يتوبوا عن خطاياهم ويرجعوا إليه فهو نور الحياة.
لهذا فموت الجسد هو زمني، إلى يوم القيامة حيث مجيء سيدنا يسوع المسيح، لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع “وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ” رسالة كورنثوس الأولى الإصحاح 15، إنه أمر الله شئنا أم أبينا ان يموت هذا الجسد أما موت الخطيئة فنموته برضانا لأنه نحن من نرتكبها وإذا أردنا ان لا نموت موت الخطيئة علينا أن نحفظ وصايا الله، لهذا يقول لنا السيد المسيح: “إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي”. ولأن هذا اليوم هو تذكار الموتى، وكل واحد يتذكر موتاه إستذكرنا الذكرى السنوية الثانية لرحيل أخينا المثلث الرحمات المطران (مار نرساي دي باز) إلى الأخدار السماوية في هذا القداس الإلهي.
وبعد إختتام القداس توجه قداسة البطريرك يرافقه الكهنة والشمامسة إلى مقبرة (مونتروس) لزيارة ضريح المثلث الرحمات المطران (مار نرساي دي باز) لوضع إكليل الورد وإقامة الصلاة على روحه.