قداسة البطريرك مار دنخا الرابع يترأس قداس الأحد الأول للصوم الكبير
ترأس قداسة البطريرك (مار دنخا الرابع) جاثاليق كنيسة المشرق الآشورية في العالم في يوم الأحد المصادف 19 شباط 2012 قداساً إلهيا بمناسبة بدء الصوم الكبير وذلك في كنيســــة (مريم العذراء) في مدينة روزيل بولاية إلينوي.
ومن موعظة قداسته عن الصوم الكبير اقتطفنا لكم بعضاً منها:
نحن أبناء كنيسة المشرق الآشورية نبدأ صومنا هذا اليوم ولمدة 49 يوماً حيث نحتفل في اليوم الخمسين بعيد قيامة سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح (له المجد)، ويُطلق هذا على هذا الصـــــوم (الصوم الكبير – ؤومأ مرنيأ الذي صامه سيدنا المسيح أربعين يوماً وأربعين ليلة) هذا الصوم الذي صامه من أجلنا لكي يعلمنا كي نصوم، أما هو (له كل المجد) كان طاهراً وبلا خطيئة ولم يكن محتاجاً لهذا الصوم.
الصوم هو تهذيبٌ لجسد الإنسان الخاطئ، ولهذا السبب أيضاً هو لم يكن لازماً لسيدنا المسيح وإنما لنا نحن الخطاة وبه علمنا إذا أردنا أن نغلب الشرير كي لا يميتنا بموت الخطيئة علينا أن نصوم ونتوب قبل أن يموت جسدنا. ولأنه لم يذق الطعام لمدة 40 يوماً أصبح جسد يسوع المسيح الإنسان ضعيفاً، لهذا أتى الشيطان لتجربته.
هناك ثلاثة أنواع للتجربة شهوة الجسد، شهوة العينين، وتعظم المعيشة “لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ” رسالة يوحنا الأولى الإصحاح 2: 16. وسيدنا المسيح قد تم تجربته بجميع هذه التجارب.
وكما جُرب سيدنا المسيح بهذه التجارب الثلاث كذلك يحاول الشرير أن يُدخلنا في نفس هذه التجارب، علينا أن نكون حذرين وأن تكون تجربة السيد المسيح درساً لنا لكي لا نقع في شباك الشرير الذي يحاول دوماً أن يوقع المؤمنين في الخطيئة ليخطفهم من قطيع المسيح ومن يتبع تعاليم الشرير يكون ظالاً وبموت الخطيئة يموت. الصوم والصلاة هما السيف الروحاني الذي به نخوض حربنا ضد الشرير لأنه لا قوة ولا حول له ضد المؤمنين الصائمين والمصلين.
ومن كتاب الجوهرة للعلامة مار عوديشو النصيبيني نقرأ: (إن أُسس الفضائل الواجبة لمخافة الله لدى الذين يؤمنون بالقيامة ويواظبون عليها على رجاء العالم العتيد ثلاثة، وهي الصوم والصلاة والرحمة، شرط ان تمارس بروح الانجيل وليس لسبب آخر. وكما قال احد الحكماء: “ان الصوم افضل من كل اختلاء والصلاة افضل من كل عمل اما الرحمة فهي تشبه بالله”. ويقسم الصوم الى قسمين. الخارجي وهو الانقطاع عن الطعام. والباطني الانقطاع عن الشرور. والصوم كثيرًا ما يأتي دافعاً للاغنياء ليرحموا بعد ان ذاقوا بانفسهم مرارة الجوع والعطش وشعروا بما يعانيه الفقراء. وهو مع ذلك مقدس للحواس ومنزه للقوى وهو تشبه بالملائكة. اما الصلاة مع كونها مفتاحا لكنوز الله، هي مناجاة روحية كما قال احد الاباء “يا بني عندما تصلي تحدث الى الله، وعندما تقرأ في الكتاب المقدس فالله يتحدث اليك”).
ومن هذا نتعلم إن الصوم قد أُعطي للإنسان الكامل بالجسد والنفس ليس للجسد فقط من دون النفس ولا للنفس من دون الجسد، وإنما للنفس والجسد معاً بالتساوي. وكما يصوم الجسد من المأكل يجب أن تصوم النفس من الشهوات والأعمال الشريرة.
الصوم معين ومعزي لبني البشر الذين يصومونه حسب تعاليم الآباء، يعني للذين يصومونه بحق ليس فقط من الخبز والماء إنما من كل الأعمال التي تعرقل وتوقع الجسد والنفس في الخطيئة.
يقول بولس الرسول:”لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ”. أفسس الإصحاح 4: 29 – 32.
هذا وقد حضر هذا القداس كل من الآباء (الأب دنخا بوداغ، وكاهن الرعية الأب خوشابا بوزا، والأب تاور أندريوس) وعدد كبير من الشمامسة وأكتظت كنيسة (مريم العذراء) بالمؤمنين والمؤمنات.
أدناه بعض الصور التي ألتقطت أثناء القداس الإلهي
المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية – إلينوي/ شباط 2012