دعا معالي سفير العراق في استراليا، من مقر مطرانية كنيسة المشرق الآشورية في سيدني، المسيحيين الى عدم الرضوخ الى الاستفزازات التي يتعرضون إليها والتمسك في أرضهم باعتبارهم الأصل، فيما أشار الى ان المسلمين يشاركون المسيحيين في الاضطهاد الذي يستهدفهم.
جاء هذا الحديث، خلال استقبال غبطة المطران مار ميليس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية في أبرشيات، استراليا، نيوزيلندا ولبنان، معالي السفير مؤيد صالح، سفير جمهورية العراق في استراليا، والسيد محسن السامرائي، القائم بأعمال قنصلية العراق في سيدني، والسيد يعرب العنبكي، القنصل العراقي في السفارة.
وبعد الترحيب بالوفد الزائر، دار حديث حول التغيرات التي تحصل في العالم العربي ومدى تأثيرها على تواجد اللاجئين العراقيين فيها، والقلق المتزايد حيال قضايا التي تواجه مستقبلهم.
ثم تناول الطرفان، قضايا المواطنة ومسار الانتماءات والولاءات المتعددة وضرورة ان يتبلور حق الوطن على مشاعر أبنائه، لكي يسمو على رواسب هذه الولاءات والانتماءات، بغية إرساء قواعد انتماء الى الوطن الواحد، والوعي في مسالة المواطنة واكتناز معانيها، واعتبار المسيحي متساوي في الحقوق والمشاركة ضمن حدود الوطن الجغرافية.
وأكد غبطة المطران مار ميليس لضيوفه، ان مسالة تسلح العراقي بالوعي الوطني المخلص ضروري لقبول الآخر، لضمان عدم الانحراف نحو المناخات السلبية المحدقة بالوطن والتي تعمل على تأصيل الطائفية، وضرورة ان تضطلع المدارس، الجامعات، الكنائس والجوامع بالتصدي لدعاوي رفض الآخر، من اجل تكريس التآخي في بنى الوطن، وضرورة مواجهة الظروف الطارئة في العراق، والتي حولته الى بيئة طاردة ومُصَدِرة للكفاءات العلمية نحو الخارج.
وتابع غبطته القول، بأن هناك مشتركات تاريخية، علمية وثقافية عميقة، بين المسيحيين والمسلمين، فقد سبق ان أسهمت المسيحية في رقي الحضارات العربية والإسلامية، من خلال الإسهام في توطين العلوم والمعرفة.
من ناحيته، تحدث معالي السفير عن أهمية المسيحيين للمكون العراقي، باعتبارهم الأصل وان الشعب العراقي برمته يشاركهم في اضطهادهم من قبل قوى الإرهاب، داعيا المسيحيين الى التمسك بالأرض وعدم الخضوع للافتزازات.
ثم تناول اللقاء الأصوات الصادرة من الخارج والتي تزايد على مطاليب أبنائنا في الداخل وضرورة ان تعطى هذه الأولوية للمتمسكين على الأرض، ولهم وحدهم حق تقرير مصيرهم.
مسالة الأقاليم، وموضوع استحداث محافظة، كانت محورا اخراً في اللقاء، حيث استعرض غبطته موقف الكنائس من هذه المسالة، والتحدث عن مطاليب شعبنا وتحركاتهم ضمن الدستور، وان الكنيسة لا تقبل بخطوات غير مقبولة تتعارض مع صون النسيج الوحدوي للعراق.
وجدد غبطته موقف الكنيسة الوطني الرافض لتوظيف محنتها للتدخل الخارجي، وحث الحكومة على المحافظة وحماية هذا التنوع والتعدد وعقائد الآخر، وضرورة ان ينظر الى المسيحي الى انه عراقي أصيل للوطن تمتد جذوره الى آلاف السنين.
واعرب غبطة المطران مار ميليس زيا عن رفض كنيسة المشرق الآشورية لما جرى في زاخو وشمال العراق، من اعتداء وترويع لشعبنا وممتلكاته، بنفس القوة التي رفضت بها سابقاً، جرائم القتل والتفجير في الرمادي، وما حصل ايضاً، من اعتداء على مسيرات العاشوراء في العراق.
في الختام، اعرب معالي السفير مؤيد صالح، عن سعادته الى الاستماع الى صوت الكنيسة ومعرفة توجهاتها، مشيداً بدورها في التوعية بين ابنائها بما يخدم مسيرة العراق لتحقيق اهدافه في الرقي والتقدم، ومقدماً الدعوة الى غبطة المطران مار ميليس زيا، لزيارة سفارة جمهورية العراق في كانبرا.
حضر اللقاء ايضاً، القس نرساي يوخانس، المرشد الروحي لكلية مار نرساي الآشورية ولرابطة شباب كنيسة المشرق الآشورية في سيدني.