بتأريخ 10/10/2015 ، استقبل قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم، وفداً مشتركاً ضم كل من، الدكتور وليم اشعيا، معاون رئيس الدائرة الاعلامية في وزارة خارجية العراق، والمهندس هاني ابراهيم كوريال والسيد سركون مالك نمرود، عضو المكتب السياسي مسؤول مكتب العلاقات الوطنية المركزي في الحزب الوطني الآشوري، والسيد فكتور مالك نمرود مسؤول فرع الحزب وعضو اللجنة المركزية، والسيد منير هيدو وكيل مسؤول الفرع، والسيد رومانوس عوديشو عضو الفرع، والسيدة فريال ايليشا عضوة الفرع والآنسة ريتا فكتور من اعلام الفرع في بغداد، لغرض تقديم التهاني الى قداسته بمناسبة انتخابه بطريرك جديد لكنيسة المشرق الآشورية وعودة مقر الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق الآشورية الى ارض الوطن بيث نهرين.
وخلال اللقاء، أستعرض قداسته مراحل انتقال الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق الآشورية بسبب الحروب والمظالم والاهمية التاريخية لهذه العودة كعامل استقرار لابناء الكنيسة، والتحدث عن وضع شعبنا الآشوري في الوطن والشتات.
وفي هذا الصدد تم مناقشة الاثار الايجابية لعودة الكرسي الرسولي الى ارض الوطن على شعبنا للبقاء في الوطن والمطالبة بالحقوق وإعادة الاراضي انطلاقاً من حقيقة كون الشعب الآشوري هم السكان الأصليين في العراق ليعقبها مرحلة بدء العودة الى الوطن بعد سيادة الأمن والاستقرار والخيارات المتاحة للمطالبة بالحماية الدولية.
وفي نفس السياق وحسب القانون الدولي، فقد تم التوضيح المقصود بالحقوق الموجودة في ظل الاعتراف بحالة معينة لـلسكان الأصليين، والتي لا تقتصر على حقوق الإنسان الأساسية من حق الحياة وحق السلامة، بل تشمل المحافظة على أراضيهم واللغة والدين والعوامل الأخرى في التراث الثقافي التي هي جزء من وجودهم كشعب، حيث يمكن استخدام الحقوق الأصلية لتشكيل جزء من القانون الوطني في إقامة العلاقة بين الحكومة وحق تقرير المصير بين السكان الأصليين الذين يعيشون داخل حدود الدولة، أو في القانون الدولي لتكون حماية ضد الانتهاك الذي قد تمارسه الحكومات أو جماعات المصالح الخاصة.
وفي هذا الصدد فقد تم أساساً تمثيل السكان الأصليين ومصالحهم في الأمم المتحدة من خلال آليات مجموعة عمل السكان الأصليين حيث تبنت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في شهر نيسان من عام 2000 قراراً لإنشاء منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بقضايا السكان الأصليين كجهاز استشاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمراجعة مشاكل السكان الأصليين حول العالم.
وفي نهاية شهر كانون الأول عام 2004 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن العقد من 2005 إلى 2014 سيكون العقد الدولي الثاني للسكان الأصليين في العالم والهدف الأساسي من العقد الجديد هو تعزيز التعاون الدولي حول حل المشاكل التي تواجه السكان الأصليين مثل الثقافة والتعليم والصحة وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ويذكر انه وفي أيلول عام 2007، تبنت الجمعية العامة إعلان حقوق السكان الأصليين. ويتضمن الإعلان الغير ملزم، الحقوق الفردية والجماعية للسكان الأصليين، وكذلك حقوق الهوية والثقافة واللغة والعمل والصحة والتعليم ومسائل أخرى، حيث صوتت أربع دول لديها عدد كبير من السكان الأصليين ضد هذا الإعلان وهي الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وأستراليا. بينما صوتت 143 دولة لصالح الإعلان ومن ضمنها العراق.
ووتناول اللقاء ايضاً مسيرة استقرارأماكن انتقال الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق، فقد أنتقل مقر الكرسي في ساليق قطيسفون (سلمان باك في جنوب شرق بغداد) الى بغداد أيام الخليفة المنصور، وتغرب لأول مرة إثر رسامة مار يوالاها المغولي جاثيليقاً على كنيسة المشرق عام 1281م ،وبعد وفاته عام 1317م تم رسامة مار طيماثيوس عام 1318 جاثيليقاً على كنيسة المشرق ليعود الكرسي الى مدينة أربيل، وبعدها أنتقل الكرسي من نينوى الى ألقوش، وبعد قدوم الارساليات التبشيرية التابعة للكنيسة الرومانية عام 1838 وتحول ابناء شعبنا في سهل نينوى الى الكثلكة، استقر كرسي الجاثليق مار شمعون في قرية قوجانس في هكاري جنوب شرق تركيا وتمتع خلال تواجده في جبال هكاري بأستقلالية كاملة دون وصاية.
ولغاية اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث تعرض الاشوريون الى المذابح على يد القوات العثمانية، وبعد النزوح وتدمير القرى الآشورية للاعوام 1915-1918 وما تخللها من أعمال التطهير العرقي والإبادة الجماعية على أساس الهوية القومية والدينية، وتعرض الآشوريون الى مذبحة سميل في آب 1933، تم نفي بطريرك كنيسة المشرق خارج العراق لينتقل الكرسي البطريركي الى قبرص ومنها الى انكلترا وليستقر في نهاية المطاف في الولايات المتحدة.