نعمة ربانية وعرس روحاني في بيروت: رسامة ثلاثة كهنة لكنيسة المشرق الاشورية
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ونبتهج به
مع هذه الاية المقدسة والفرح والبهجة الروحانية كانت كنيسة المشرق الاشورية عموما، وابرشية لبنان خصوصا، على موعد مع الاحتفاء والزياح المهيب لرسامة ثلاثة كهنة من الشبيبة الاشورية المؤمنة من نذروا انفسهم لرسالة الخلاص الالهية وعلى خطى اباءهم في الايمان من كنيسة المشرق الرسولية الاشورية المقدسة الذين حملوا البشارة الى ارجاء بيت نهرين ومنها الى الشرق امتدادا الى الصين ومنغوليا.
ففي منتصف نهار يوم الاحد الموافق 6 تشرين الثاني 2011 وهو الاحد الثاني لتقديس البيعة بحسب التقويم الكنسي دقت اجراس كنيسة مار كيوركيس الشهيد في سد البوشرية بلبنان لانطلاق زياح الرسامة بموكب تقدمه الصليب المقدس ورائحة البخور وعلى الاصوات الشجية لفرقة الانشاد الكنسية وهي تنشد تراتيل كنيسة المشرق الاشورية (ܢܥܘܠ ܒܬܘܕܝܬܐ ܠܗܝܟܠܟ݂) ومعها شمامسة وكهنة الابرشية برداء الخدمة الكنسية وهم يتقدمون الشمامسة المرشحين للرسامة (سركون شينو، بحذي شليمون وجورج اسمايل) بردائهم الشمامسي حاملين الرداء الكهنوتي على اذرعهم ويتقدمون نيافة الاسقفين الجليلين مار ابرم خامس, اسقف ابرشية غرب الولالايات المتحدة، ومار نرساي بنيامين، اسقف ابرشية ايران، اللذان حضرا الى للبنان تلبية لدعوة صاحب الغبطة المتروبوليت مار ميلس زيا، مطران ابرشية استراليا ولبنان، للقيام بالرسامة نيابة عنه حيث حالت التزاماته الكنسية دون مجيئه الشخصي.
بعد سيره على انغام التراتيل وصوت الناقوس في االشارع المحاذي للكنيسة دخل الموكب كنيسة مار كوركيس التي كانت قد عجت بالضيوف المدعوين يتقدمهم نيافة الاسقف مار جرجس القس موسى، الوكيل البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك، والمؤمنين من مختلف رعيات الابرشية.
وبعد صعود موكب الرسامة الى المذبح المقدس ابتدات مراسم الرسامة الكهنوتية الرسولية حيث رحب الارشمندريت عمانوئيل يوخنا بالنيابة عن رئيس الابرشية واكليروسها بالمؤمنين داعيا اياهم الى المشاركة في الصلاة من اجل الكهنة المرتسمين.
بعدها قرا الكهنة المرشحين للرسامة وثيقة ايمانهم وتعهدهم بالعمل لمجد اسم الرب وصالح كنيسته وضمن الاطر العقائدية والطقسية والقانونية لكنيسة المشرق الاشورية برئاسة بطرس زماننا مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق والمتروبوليت مار ميلس زيا مطران الابرشية.
وبعد ختم وثيقة الايمان وتعهد الوفاء بتوقيعهم قدموها الى نيافة الاسقف مار ابرم خامس لتبتدا بعدها طقوس الرسامة.
وبعد الانتهاء من طقوس الرسامة القى الاب جورج اسمايل كلمة رائعة بالنيابة عن الكهنة المرتسمين (الاب يوحنا شليمون (وهو الاسم الكهنوتي للشماس بحذي شليمون) والاب سركون شينو). (النص في نهاية التقرير).
وبعدها رتل تلاميذ الاكليريكية االمارونية وهم من زملاء الدراسة اللاهوتية للكهنة االمرتسمين في جامعة الحكمة لابرشية بيروت للكنيسة المارونية ترتيلة روحانية رائعة كعربون مشاركة وتهنئة بالرسامة والكهنوتية لزملاءهم. (النص في نهاية التقرير).
من ثم القى الارشمندريت عمانوئيل يوخنا كلمة مقتضبة ومعبرة بالمناسبة. (نصها في نهاية التقرير)
وليقرا بعدها كلمة بالاشورية للمتروبوليت مار ميلس زيا والتي كان ارسلها بالمناسبة وهنا فيها الكهنة الجدد مصليا من ااجلهم ومتمنيا لهم النجاح والحكمة في خدمتهم الكهنوتية، وشاكرا فيها اخوته الاجلاء مار ابرم خامس ومار نرساي بنيامين لتلبيتهما دعوة غبطته للحضور واجراء الرسامة، وشاكرا ايضا ككل الكهنة ولجان الابرشية ممن عملوا من اجل هذا اليوم والرسامة.
كما تضمنت رسالة غبطته التنسيب الاداري للكهنة الجدد بان يعملوا كهنة مساعدين في الفترة الحالية في رعيات الكنيسة في بيروت الى ان يتم تنسيبهم لاحقا في زيارة غبطته الى الابرشية.
بعدها قدم الاسقف مار ابرم خامس شهادة الرسامة الكهنوتية الى الاباء المرتسمين كما قدم الاسقف مار نرساي بنيامين هدايا تذكارية لهم بالمناسبة، وكان قد سبق للمتروبوليت مار ميلس زيا والارشمندريت عمانوئيل يوخنا ان قدموا هدايا الرسامة للكهنة الجدد وهي رداء الخدمة الكهنوتية والتي ارتداها الكهنة في طقس الرسامة.
بعد تقديم االهدايا تقبل الكهنة المرتسمين التهاني من الضيوف الذين حالت التزاماتهم البقاء والمشاركة في القداس الالهي الذي تلا الرسامة والذي اقامه نيافة الاسقف مار ابرم خامس وحضره نيافة المطران مار جورج صليبا، مطران جبل لبنان لكنيسة السريان الارثوذكس، الذي حضر للمشاركة والتهنئة بالرسامة.
في نهاية القداس الالهي القى نيافة مار ابرم خامس كلمة قيمة عن الخدمة الكهنوتية متمنيا فيها للكهنة الجدد النعمة والرعاية الالهية في خدمتهم.
وبعد تناول المؤمنين للقربان المقدس انتقل الجميع الى قاعة المناسبات المجاورة للاحتفاء وتقديم التهاني بالرسامة وفي ذات الوقت للاحتفال بالذكرى 35 للرسامة البطريركية لسيدنا البطريرك مار دنخا الرابع حيث القى الاسقف مار ابرم خامس كلمة قيمة عن سيدنا البطريرك وحكمته ورعايته وقيادته للكنيسة المشرقية في اوقات صعبة وامام تحديات كبيرة.
بعدها شكر الارشمندريت عمانوئيل يوخنا الاباء الاساقفة لحضورهم الى لبنان وقيامهم بالرسامة الكهنوتية وقدم لهم وللمطران مار جورج صليبا هدية تذكارية هي لوحة بانوراما اشورية رائعة.
ندعو الرب ان يكون مع كنيسته وكهنته وشعبه كما كان وسيبقى دائما مصدرا للنعمة والسلام والامان والرعاية والحكمة.
نص كلمة الاشمندريت عمانوئيل يوخنا:
(بسم الآب والأبن والروح القدس، إله واحد آمين
كم هو صالح ورحوم الهنا
وكم هو حكيم ومعطاء ربنا
ففي ازمنة الخريف الروحي للبشرية وفي ازمنة الاختبارات الصعبة للايمان حيث ينزف الانسان الاشوري المسيحي وجميع الكنيسة المتالمة في شرقنا دموعا ودماء بسبب ايمانهم انتماءهم وهويتهم لتبقى الكنيسة كما كانت دوما شاهدة وشهيدة
وفي الوقت الذي يسعى الياس والاحباط حثيثا ليجد طريقه الى انفسنا وعوائلنا وشعبنا ليطرق باب الاغتراب والانقطاع عن الجذور
في هذا الوقت بالذات يحقق الرب وعده لنا بانه لن يتركمنا يتامى،
فها هو يرسل روحه المعزي ليحل معنا وفي وسطنا وليرشدنا ويمنحنا الثقة والطمانينة.. او ليس هو القائل في كتابه المقدس: لا تخافوا.. لقد غلبت العالم..
نعم انه يبعث روحه القدوس الى كنيسته المقدسة، كل كنيسته بكل تلاوينها ومسمياتها، ليعمل فيها تارة بدعوات كهنوتية واخرى بملافنة ومعلمين واخرى بشهداء امواتا واحياء
واليوم، الاحد الثاني من سابوع تقديس البيعة، يعمل الروح القدس في كنيسة الرب، كنيسة المشرق الاشورية، اذ يختار ويدعو ثلاثة من شبيبتها الى الكهنوت الرسولي
فشكرا لك ايها الروح القدس لتعزيتك ايانا بهذه الدعوة وبهؤلاء الكهنة ليمنحوا الامل لابناء الكنيسة
وشكرا لكم ايها الاحبة الكهنة يا من اصغيتم للنداء وتقبلتم الدعوة وحملتم طواعية نير الكهنوت والعمل في كرمة الرب
اصحاب النيافة الاجلاء مار ابرم خامس اسقف ابرشية غرب اميركا لكنيسة المشرق الاشورية
مار نرسي بنيامين اسقف ابرشية ايران لكنيسة المشرق الاشورية
مار جرجس القس موسى النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك
الاباء الكهنة والاخوة الشمامسة
السادة رئيس واعضاء المجلس البلدي
الاستاذ حبيب افرام
السيدات والسادة المخاتير
جمع المؤمنات والمؤمنين
بالنيابة عن صاحب الغبطة المتروبوليت مار ميلس زيا رئيس الطائفة الاشورية في لبنان والذي حالت التزاماته الكنسية من المشاركة الشخصية في الرسامة فدعا اصحاب النيافة مار ابرم خامس ومار نرسي بنيامين لاقامتها مشكورين
وبالنيابة عن اخوتي اكليروس كنيسة المشرق الاشورية في لبنان واعضاء الهيئات الادارية واللجان العاملة في الابرشية، وتحديدا لجنة الشبيبة،
وبالاصالة عن نفسي اتوجه اليكم جميعا بالشكر العميق والامتنان الكبير لمشاركتكم ايانا هذا العرس الروحي الكبير برسامة اخوتنا الكهنة كيوركيس اسمايل ويوحنا شليمون وسركون شينو
واتوجه اليكم بالمحبة المسيحية ان تصلوا من اجلهم وهم ينطلقون في حياتهم الجديدة.. الحياة بالمسيح ومع المسيح ومن اجل المسيح.)
نص كلمة الاب جورج اسميل بالنيابة عن الكهنة المرتسمين:
(بسم الآب والابن والروح القدس
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ونبتهج به
المتربوليت مار ميلس زيا السامي الاحترام راعي انطلاقتنا الجديدة في مسيرة العنصرة الدائمة.
اصحاب النيافة مار ابرم خامس راعي ابرشية غرب اميركا لكنيسة المشرق الاشورية
مار نرساي بنيامين راعي ابرشية ايران لكنيسة المشرق الاشورية
مار جرجس القس موسى المعاون البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك
ابائنا الافاضل..
اخواتنا واخوتنا بالمسيح…
الاب على محبته نشكر… والابن على نعمته نشكر… والروح على شركته نشكر…
امنا الكنيسة على عطفها وثقتها نشكر…
اهلنا واصدقاؤنا الاعزاء…
ضرب الله لنا موعدا في هذا الوجود، التقينا، وكان العيد. عيدنا ان نقف امام الله وامامكم لنجعل من ذواتنا شهودا للكلمة التي كشفت لنا جوهر المحبة ووهبتنا عربون الخلاص والحياة.
بالامس القريب وفي رسامتنا الشماسية اقسمنا يمينا برعاية المتربوليت مار نرساي دي باز على ان نكون شهودا ليسوع، شهود قيامته الحقيقية.
قال يسوع: “دعوتكم” فأجبنا “ها نحن ذا ارسلنا”.
يسوع الروح مندفع، وسرنا مندفعين بقوته، وعزمنا على الا يضع احد حجر عثرة في مسيرتنا معه.
واليوم وبمباركة غبطة المتربوليت مار ميلس زيا وبوضع اليمين المباركة لصاحبي النيافة مار ابرم خامس ومار نرساي بنيامين نراكم شهودا على بدء انطلاقتنا كعدائين في سباق تمجيد الله القائم من الموت.
انطلاقتنا معركة لتحقيق حلم نسجته يد العناية، حلم ينمو ويكبر ويتحقق بقدر اصغائنا لهمسات الروح القدوس الذي يقوينا ويشجعنا حتى اذا ترددنا لنهرب فان لمثل هذه الساعة اتينا.
اليوم قسمنا اليمين على ان نكون كهنة ومعلمين، انه يمين الحرية التي وهبنا اياها، كهنة احرارا على مثاله، احرارا بالثبات وقول الحقيقية الالهية.
ها نحن اليوم امامكم نقسم كشهود للحقيقة المتجسدة ونعلن مع بطرس الرسول “انت هو المسيح ابن الله الحي”.
سنين انصرمت مليئة بالعطاء فيها زاد وخمر لمشوارنا الطويل على دروب الحياة لنعيش عنصرتنا في قلب كنيستنا ومجتمعنا وعائلاتنا.
نحن ايها الاحبة، عاهدنا انفسنا منذ البداية، رغم الضعف البشري ان نكون رسل الايمان والقداسة مدعومين بالمعرفة وبالعلم، ولا عجب ان نكون مصممين على الوصول الى ابعد الحدود للمتاجرة بالوزنات ونحن من كنيسة وامة يشهد لهما التاريخ بالقداسة والشهادة والعطاء الانساني والقومي والوطني.
ايها الاحبة: المستقبل للطامحين… ونحن معكم كنيسة المستقبل… كنيسة الخلاص… خلاص كل انسان وكل الانسان.
رسالتنا ان تبقى كنيستنا واحدة جامعة مقدسة رسولية. ان ما حصلناه في كنيستنا او في كنيسة احبتنا واحببناها سيكون في خدمة هذه الرسالة.
يقول الرسول بولس: “بالشكر تدوم النعم” لا بد لنا اذن ان نشكر قبل كل شيء الله واهب الحياة ومعطيها…
كما نشكر كنيستنا التي احتضنتنا ورافقتنا بسخاء ورعاية، بنوع خاص رأس كنيستنا بشخص البطريرك قداسة ابينا مار دنخا الرابع، وابينا صاحب الغبطة المتربوليت مار ميلس زيا رئيس ابرشية لبنان، وصاحبي النيافة مار ابرم خامس ومار نرساي بنيامين لتحملهما عناء السفر للمشاركة في يومنا الرباني ووضع يمينيهما المباركتان ورسامتنا، ونشكر اخوتنا الاكليروس كهنة وشمامسة ممن تعلمنا منهم الكثير، ولن ننسى معهدا او جامعة تفيأنا بجناحيها، ولا راهبا او مربيا او معلما سهر وضحى واعطى، وجميع المعلمين الذين تعهدوا ورافقوا وصبروا وانتظروا…
ولن ننسى بالتاكيد ان نشكر شكرا خاصا ممتلئا بالمحبة والوفاء والتقدير لعائلاتنا التي ولدنا وتربينا في كنفها والتي علمتنا الصلاة ومحبة الله.
وفي الختام فمن اجل مواصلة عمل الشهادة، وبناء حضارة المحبة، نريد ان نكمل ما عاشه المسيحيون الاولون في نشوة القيامة والعنصرة لكي يحظى المجتمع المسيحي بتجدد دائم ويكون منارة لكل المجتمعات.
مصيرنا ان نموت ونعيش كل يوم، فما قاله السيد المسيح عن حبة الحنطة التي ان لم تقع وتمت في الارض تبقى مفردة هو قناعة ايماننا وقلبنا وفكرنا.
اللهم اعطنا ان نموت عن الانا والذات لنحيا بك ولك وللانسان. معك وبقوة روحك نغير وجه الارض ليكون لك خلق جديد يسبحك ويمجدك حتى انقضاء الدهور.
عشتم مسيحيين شهودا للرب، نمت كنيستنا وتقدست وعاشت شاهدة للقيامة والخلاص وستبقى كذلك كنيسة مشرقية رسولية اشورية جامعة. صلوا لاجلنا)
ترتيلة طلبة الاكليريكية المارونية:
حسبي ان اكون خادما
اللازمة: (حسبي ان اكون خادما في بيتك طوال ايام حياتي) 2
منذ صبائي قلبي يهفو اليك، وليس احد بسواك يملأ فراغه
حنين يشدني اليك ونعمتك تكتنفني، فعندك هدوء القلب وصفو الافكار
وامامك ندرك حقيقة الوجود.
بفيض حبك ادخل في بيتك، وبخشيتك اسجد في هيكل قدسك
فمحبتك اطيب من الحياة، ولك تسبح شفتاي