الى السينودس المقدس لكنيسة المشرق الآشورية
أصحاب السيادة المطارنة والأساقفة:
تقبلوا تعازينا الصادقة والعميقة بشأن وفاة قداسة الكاثوليكوس البطريرك مار دنخا الرابع. وفاة أحد أقدم الزعماء الدينيين هو خسارة كبيرة للعالم المسيحي بأجمعه.
لقد خصص قداسته حياته كلها لخدمة الله وشعبه، كونه زعيم روحي حقيقي. كما قضى قداسة البطريرك مار دنخا أعواماً طويلة من حياة الشاقة خارج بلده، والتي أجبرت الآلاف من الآشوريين، على ترك وطنهم في فترات مختلفة من الزمن.
اليوم، وبعد مرور مائة عام منذ الأحداث المروعة للإبادة الجماعية للسكان المسيحيين على يد الدولة العثمانية، فإن الآشوريين يواجهون مرة أخرى اضطهاداً قاسيا بسبب إيمانهم. لقد وصل الحزن والمعاناة إلى أرض الكتاب المقدس أي بلاد ما بين النهرين، وبات تأثيرها ملموساً على حياة كل أسرة آشورية.
إن المأساة التي أصابت الآشوريين في وطنهم التاريخي، العراق وسوريا، سببت ألما كبيراً لقداسة مار دنخا. ففي لحظات المحن الصعبة عزز قداسته شعبه بشجاعته وصبره المسيحي. فكل من التقى بالزعيم الدينى الراحل يتذكر لطفه، شهامته، قلبه المحب والمتحمس وحكمته الأصيلة النابعة من الكتاب المقدس. أن الحياة الأرضية لقداسته تميزت بالكثير من الآلام، لكنه لم يفقد أبداً روحه ومعنوياته واجتهاده الملحوظ، حيث قام بدور فاعل في حياة رعيته. بفضل جهوده، تم إنشاء مجتمعات جديدة، بنيت الكنائس وفتحت مدارس الأحاد في الأبرشيات الآشورية في جميع أنحاء العالم.
خلال خدمته كزعيم ديني، جمع صاحب القداسة البطريرك مار دنخا الرابع بين إخلاصه للتقليد الروحي والانفتاح على الحوار الداخلي أي بين الكنائس المسيحية. وقد زار الزعيم الديني الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في عدة مناسبات، وكان ضيفاً مرحباً به.
أرفع صلواتي لراحة روحه في المساكن السماوية، التي سيصبح فيها شفيعاً متحمساً أمام الله لبلده الذي يعاني الاضطهاد الشديد ولكل أرض بلاد ما بين النهرين القديمة. وأطلب من الرب أن يجعل ذكراه مباركة وأبدية!
إخوتي الأعزاء، في هذه الأيام العصيبة، أتمنى لكم بكل إخلاص القوة الروحية والسلام والرفاهية والرخاء للشعب الآشوري الذي يعاني منذ فترة طويلة.
مع المحبة في الرب،
/ + هيلاريون /
مطران فولوكولامسك
رئيس قسم العلاقات الخارجية للكنيسة في بطريركية موسكو