الى السينودس المقدس لكنيسة المشرق الاشورية
ببالغ الحزن والاسى تلقينا نبأ وفاة قداسة مار دنخا الرابع… برحيله تنتهي مرحلة كاملة في تأريخ كنيسة المشرق الأشورية التي ترأسها قداسته قرابة اربعين عاما…
لقد تزامنت رئاسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع لكنيسة المشرق الأشورية مع حقبة زمنية عصيبة مرت بها الكنيسة، حينما تعرضت الى التبعثر ورئاستها الى الهجرة خارج الوطن!
وفي تلك الظروف المريرة، في الأحزان والأفراح، كان قداسته قريبا من الكهنة ورجال الكنيسة ورعيته، محيطا اياهم بحبه ورعايته الأبوية!
وقد تأثر قداسته في الأشهر الأخيرة من عمره بشكل خاص بما تعرضت له المدينة الأشورية العريقة، التي سبق وان مرت عبر التأريخ بالكثير من الكوارث والمأسي، حينما جرت ملاحقة اهلها على عقيدتهم وايمانهم، وشهد عن قرب ما جرى لنينوى والعديد من بلدات مابين النهرين التي ورد ذكرها في الانجيل، من قتل وتشريد الألاف من ابناء شعبه، مبتهلا في دعواته الى الله وطالبا منه في صلواته ان يلهمهم الصبر والسلوان، وان يعم الأمن والسلام في بلاد النهرين، وفي الشرق الاوسط عموما!
هذا وكان قداسته قد زار ارجاء روسيا الـتأريخية مرات عديدة وكان دوما صديقا عزيزا للكنيسة الروسية الأرثذوكسية وضيفا مكرما لديها… وانا اتذكر خصوصا وبألم شديد زيارته الاخيرة الى موسكو في شهر مايو من العام الماضي واللقاءات الدافئة بيننا، لا يسعني الا ان أعبر عن حزني ومواساتي الحارة للأسقفية ورجال الدين وكافة الطاقم الكنسي لكنيسة المشرق الأشورية على هذه الخسارة الفادحة…
قداسة البطريرك كيريل – بطريرك موسكو وعموم روسيا
هذا وقد وردت برقية عزاء مماثلة من صاحب السيادة المطران هيلاريون من فولوكولامسك ايضا…