الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > الخور اسقف يترون كوليانة يرأس قداس بدء الصوم الرباني في كاتدرائية مار جيوارجيوس الآشورية

الخور اسقف يترون كوليانة يرأس قداس بدء الصوم الرباني في كاتدرائية مار جيوارجيوس الآشورية

 

الخور اسقف يترون كوليانة  يرأس قداس بدء الصوم الرباني في كاتدرائية مار جيوارجيوس الآشورية

يؤاش الشماس جاني ashuramshlama@yahoo.com

ترأس يوم الأحد المصادف 15/2/2015 وفي كاتدرائية مار جيوارجيوس، الخور اسقف يترون كوليانة وكيل كنيسة المشرق الآشورية في لبنان قداس بدء الصوم الكبير، والذكرى الخامسة على رحيل مثلث الرحمات مارنرساي الياس دي باز مطران لبنان وسوريا واوربا، وبمعاونة الأب سرجون زومايا ومشاركة لفيف من الأخوة الشمامسة، وحضور جمع غفير من ابناء الرعية.

 

وخلال عظته والتي خصت عن الصوم الكبير اكد الخور اسقف يترون كوليانة بأن الصوم هو الوسيلة لضبط الأهواء والشهوات حتى تنسجم حياة المسيحي مع روح الله، وليس الصوم تعذيباً للجسد بل انطلاقاً للروح للسير فيه مع الرب يسوع ينبغي أن يكون صيامنا وعبادتنا داخل إطارالقصد الإلهي في حياتنا لذلك لو لم نعط الفرصة أمام الله ليحقق قصده فينا نكون قد خيبنا أمـل الله فينا وهذا أشد ما يحزن قلب الله الصوم مع الصلاة وسيلة توصلنا بالإيمان إلى إتمام قصد الله فينا .

 

الصوم يعني صلب الذات .. الصوم يبدأ بالتوبة وينتهي بالقيامة يؤهل الشخص الصائم صوماً مقبولاً.. فشهوة الأكل يجب أن تراقب بالصوم .. الصوم هو شركة حب مع آلام ربنا .. الصوم هو الطعام اليومي للحياة الروحية .. أهم ثمار الصوم أن تبدأ عيون قلوبنا الروحية ترى الله .. الصـوم هو أروع مجال لظـهور بـر الله فى حـياة التائبين. إن العلاقة السرية بين النفس البشرية والمسيح هي علاقة خفية تبدأ فى المخدع. لذلك يلازم الصوم قلة الكلام وقلة الزيارات والانعكاف على القراءات الروحية وحضور القداديس هدف رحلة صومنا هو الدخول إلى داخل النفس ( في الخفاء ) . القصد الإلهي من الصوم هو الجهاد المستمر بإيمان ضد الذات وإغراءات العالم والجسد حتى نصل إلى نقاوة القلب التي بها نعاين الله .

 

الذين ساروا بإيمان واجتهاد فى صومهم وعاشوا شركة آلام الرب بفرح يعطيهم الله بركة قوة القيامة الله بذاته سائر معنا طول الرحلة (رحلة الصوم ) هذا إيمان الكنيسة أن السيد المسيح صام عنا ومعنا . إن أبانا السماوي يدعونا إلى شركة مقدسة معه فى الخفاء نبدأ بها صومنا وصلواتنا وصدقتنا فاحذر أن نهملها، إن رحلة الصوم تبدأ بعد غلق الباب الذى يطل على العالم عندئذ ينفتح أمامنا باب آخر يطل على السماء دستور سيرنا فى رحلة الصوم أمل وحياة جديدة في المسيح وفرح وشجاعة وعدم يأس وانطلاقات روحية ونمو مستمر. إنها رحلة لا تعرف التوقف أبداً التجهيز لرحلة الصوم يحمل معنى تصفية الأركان الضعيفة بنعمة المسيح، تصفية الشهوات، تصفية محبة العالم، تصفية محبة الذات، تصفية الكسل والفتور، تصفية البغض والكراهية، فعندما تفقد الكنيسة الصوم فإنها تفقد حياة التوبة حياة الجهاد الروحي حياة الطهارة. وايضا خلال عظته تحدث الخور اسقف يترون كوليانة عن المطران مار نرساي مؤكداً في ذكرى رحيله الخامسة بأنه مثالا من واجبنا ان نقتدي به حيث استذكرت كنيسة المشرق الآشورية اليوم الذكرى السنوية الخامسة لرحيل مثلث الرحمات المطران مار نرساي دي باز، المطران السابق لكنيسة المشرق الآشورية في لبنان وسوريا واوربا. تلقى علومه الكنسية على يد اقاربه وكان محبا للادب والشعر والعلوم الكنسية. رسم غبطته عددا كبيرا من الكهنة والشمامسة، وعمل بإخلاص ونشاط في كنيسة المشرق أبان حرب لبنان، حيث كان مساعدا للكثير من لاجئي أبناء امتنا. اسس مدرسة ابتدائية في لبنان، لحقتها ثانوية، وبنى كنائس في زحلة، اشترك المرحوم في (11) مجمعا كنسيا برئاسة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، وفي رسامة عدد من المطارنة والأساقفة، كان وكيلا لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع في مجمع بطاركة المشرق، وشارك في الكثير من المجامع الكنسية، وفي عام 1994 أختير من قبل قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ليصبح وكيلا بطريركيا لكنيسة المشرق الأشورية في العالم. أنتقل المطران مار نرساي دي باز الى الأخدار السماوية في يوم الأحد الأول من الصوم الرباني الموافق الرابع عشر من شهر شباط 2010 ابناء كنيسة المشرق الآشورية الكرام في لبنان اننا نعجز عن وصفه بعبارات وخصوصا نحن نعبرعن هذه الشخصية الكنسية والأجتمـاعية الكبيرة نظرا لمسيرته الطويلة الحـافلة بـالعطـاء لخدمة الكلمة ورعـاية ابـنـاء شعبه المؤمن ، فمهمـا تحدثنا وكتبنـــا عنه لا نستطيع ايفـائه ، ولكن ذكراه ستبقى خـالدة في اذهـاننـا وذهن كل انسان عرفه . وخلال عظته اضاف الخور اسقف يترون قائلا ( اننا ننشد دائما في قداديس الصوم الكبير العبارة الرائعة التي تقول طوبى للرحمة على المساكين). فالرحمة على المسكين بعد روحي جميل وضعته الكنيسة بناء على وصايا الرب لنا ليكون تدريب اخر نقوم به في خلال هذه الفتره المقدسه المباركة، وهكذا الصوم المقدس هو رحلة نذوق فيها حلاوة الرب من خلال الممارسات الروحية المختلفة . لذلك نصلي الى الرب لتكون ايام الصيام الكبير ايام بركة للكنيسة والعالم كله، نصوم جميعنا بقلب واحد ونصلي بنفس واحدة ليستجيب الرب لنا، ويرفع عنا كل ضيق، فنصلي من اجل خير كنيستنا ومن اجل النفوس المضطهدة، نصلي من اجل ان يعم السلام لبنان وسوريا والعراق والعالم كله، نصلي في صومنا من اجل ان يعرف الجميع المسيح الاله الحقيقي ويكشف الرب لهم عن نوره ويرفع عن قلوبهم الظلمة، نصلي ليدافع الرب عن كنيسته وشعبه وان يحافظ على الكنيسة وعلى راعينا قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وجميع الخدام والرعاة معه.

وليقبل الرب منا صومنا وصلاتنا امين