الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > مشاركة غبطة المطران مار ميلس زيا في مؤتمر ” المسيحية في أزمة” في جامعة مكواري

مشاركة غبطة المطران مار ميلس زيا في مؤتمر ” المسيحية في أزمة” في جامعة مكواري

مشاركة غبطة المطران مار ميلس زيا في مؤتمر ” المسيحية في أزمة” في جامعة مكواري

 

 

عقد قسم التأريخ القديم في جامعة مكواري في سيدني، وبتاريخ 12/12/2014، مؤتمراً تحت عنوان ” المسيحية في أزمة” للتباحث حول مصير المسيحيين في الشرق الاوسط وبلاد الشتات.

 

وشارك في المؤتمر الذي بدأ أعماله من الساعة 9 صباحاً ولحد الساعة الرابعة بعد الظهر، اساتذة مختصين، ورؤوساء طوائف الكنائس المسيحية في سيدني، لغرض اغناء الصورة عن المسيحيين في الشرق الاوسط وتسليط الضوء على العوامل المؤثرة على استقرارهم وأسباب تحول أماكنهم الحضارية الى بيئة طاردة لهم.

 

وعقد هذا المؤتمر برعاية كلية الآداب، وقسم الدراسات المسيحية المبكرة، كجزء من برامج توعية المجتمع الاسترالي حول المخاطر المحدقة بالمسيحيين في الشرق الاوسط.

 

في البدء، رحبت أولاً البروفسور مارتينا موليرنك عميد كلية الاداب في الجامعة، بالحضور شاكرةً اياهم على تلبية الدعوة هذه، لتعقبها ترتيلة “الديان العادل” والتي أداها القس نينوس ايليا، الكاهن الروحي المشرف على المدارس الاشورية في سيدني، وعزف كل من، طالب الدكتوراه، القس نرساي يوخانس على الكمان، والشماس نينوس بابيشا على الكيبورد.

 

الدراسة الاولى التي قدمت في المؤتمر كانت للدكتور كين باري، الاستاذ في قسم التاريخ القديم في جامعة مكواري والتي سلطت الضوء عن “تاريخ المسيحية المشرقية والأزمة الحالية”.

 

الدراسة الثانية قدمها غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية لابرشيات استراليا ونيوزلاند ولبنان والتي دارت عن ” التحديات والمصاعب التي تواجه المسيحيين في أوطانهم وبلاد الغربة.

 

الدراسة الثالثة قدمها البروفسور رفعت عبيد، رئيس قسم الدراسات السامية والمحاضر لقسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة سيدني، والتي كانت ” وجهات نظر حول شهداء الكنيسة منذ مطلع المسيحية والى الوقت الحاضر”.

 

وبعد الاستراحة الاولى ألقى الانبا دانيال أسقف سيدني وتوابعها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دراسته التي دارت حول ” وضع الاقباط في مصر واستراليا”.

 

أعقبه الدكتور روس بورنز، السفير السابق لاستراليا في الشرق الأوسط والاستاذ المساعد في قسم التاريخ القديم في جامعة مكواري، الذي تحدث عن ” طور عابدين، المنطقة الاستيطانية المنسية في جنوب شرق تركيا”.

 

ثم القى سيادة المطران انطوان شربل طربيه راعي الابرشية المارونية في استراليا ونيوزيلندا بحثه بعنوان ” التحديات المستقبلية لمسيحي الشرق الاوسط” وهي كلمة مشتركة مع كلمة سيادة المطران مار ملاطيوس ملكي مطران استراليا و نيوزيلاندا للكنيسة السريانية الارثذوكسية.

 

أعقبه سيادة المطران بولس صليبا مطران الكنيسة الانطاكية الارثذوكسية في استراليا ونيوزيلندا بعنوان ” الوضع الحالي للمسيحيين في الشرق الاوسط.

 

وبعد فترة الغذاء واصل المؤتمر اعماله حيث القى سيادة المطران روبرت رباط، راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في استراليا ونيوزيلندا بحثه بعنوان ” ليس لكم قسم في الرب” (يشوع 22: 27 ).

 

ثم ألقى الدكتور بيتر ايدويل، الاستاذ في قسم التاريخ القديم في جامعة مكواري بحثه بعنوان ” المسيحية والتعددية الدينية في القرن الثالث.

 

ثم ألقى كل من السيد سركيس موراديان والانسة ميميت موراديان وبالانابة عن الكنيسة الارمنية في استراليا بحثاً بعنوان ” وضع المسيحيين الارمن والاقليات الاثنية في الشرق الاوسط وفي استراليا.

 

وبعد استراحة قصيرة عاد المحاضرون الى جلسة المؤتمر، عند الساعة 3:15 ظهراً لغرض الاستماع الى اسئلة الحضور.

 

ختم المؤتمر اعماله عند الساعة الرابعة والربع من بعد الظهر.

 

وأبرزت الدراسة التي قدمها غبطة المطران مار ميلس زيا، واقع الكنيسة في العراق بصورة عامة خلال 100 سنة الاخيرة، والتحديات ومستقبل الكنيسة في المهجر، والاستراتيجيات المتخذة لمواجهة المخاطر المحدقة بها.

 

حيث تحدث في المحور الاول، عن احوال  كنيسة المشرق بصورة عامة بعد الاضطهادات والمجازر التي مرت بها الكنيسة في اعقاب الحرب العالمية الاولى ونتائج اقتلاع المسيحيين من ديارهم والتي شهدت نفي بطريرك الكنيسة الى خارج العراق، والتحديات التي واجهتها الكنيسة على الصعيد الديني والاجتماعي والاقتصادي، وما آلت اليه الاحوال خلال أنظمة الحكم المتتابعة للعراق وبالاخص في مجالات تضيق الخناق على الحريات والانشطة الكنسية والثقافية، والفوضى التي اعقبت أحداث عام 2003 وكيف بدأت آمال المسيحيين بالتلاشي لكونهم اقلية مشتتة وضعيفة ومسالمة وغير قادرة على حماية نفسها من حملات الارهاب والعنف التي تستهدفها افراداً وعوائلاً وكنائس والتي بلغت أوجها بعد احتلال الموصل وافراغ المدينة وضواحيها من الوجود المسيحي، وضارباً امثلة على التغير الديمغرافي للمسيحيين في العراق، لافراغ المنطقة من جزء أصيل من سكانها وهويتها الدينية والحضارية.

 

مستقبل الكنيسة في العراق كان الجزء الاهم والثاني في البحث، فقد تناول غبطته مسالة استهداف التنوع الديني والعرقي والتدافع المذهبي والحضاري في المنطقة والتي تلقي بظلالها على مستقبل الحضور المسيحي في الاجيال القادمة، متناولاً تاثير رحى الحروب على افراز حركات اصولية ومتطرفة التي تعمل على انماء ثقافة الكراهية والاقصائية تجاه الاخر من اجل تحويل المنطقة الى بيئة طاردة للتواجد المسيحي، متناولاً وسائل وطرق نشر الرعب والخوف بين مسيحيي العراق والتحديات الاقتلاعية والدموية التي احاطتهم والتي أدت بهم الى الهجرة القسرية او الطوعية، ومبيناً خريطة هجرة المسيحيين الداخلية والخارجية.

 

وفي محور آخر، قدم غبطته اسباب الدافعة الى التطرف، وأسباب اختيارها للمسيحيين، وسبب انحسار الشعور بالانتماء والهوية الوطنية العراقية امام الهوية المذهبية والدينية الامر الذي ادى الى اتساع الفجوة بين الجماعات السياسية والدينية، مشدداً على أهمية ارتكاز مستقبل الوجود المسيحي في العراق وعموم الشرق بتحسن العلاقة والحوار مع المسلمين لان المسيحيين يرغبون من الحكومات ان لا تتهرب من مسؤوليتها التاريخية في حماية أبنائها، وعملها الجاد مع الرجال الدين المسلمين، في تطويق التطرف الأعمى الذي يعمل على تبديد ارث التسامح والتعايش المشترك على مدى أربع عشرة قرناً من عمق الانتماء.

 

وفي المحور الرابع والاخير، فقد تحدث غبطته عن مستقبل الكنيسة في المهجر، حيث أوضح غبطته ان هجرة المسيحيين من الوطن الام ودوله الى دول الاغتراب ليست مطلقا نتاج هذا السياق الطبيعي بل هي نتاج ظروف ووقائع سياسية حيث انها عملية تهجير اكثر من كونها هجرة، متطرقاً الى التحديات التي تواجه الكنيسة المهجرية، كالهوية القومية، والتحديات الدينية، الثقافية والاخلاقية والنتائج الخطيرة التي تجابه الكنيسة في حالة عدم تشريح امراض الهجرة، والاكتفاء بنظرة نرجسية في تقمص هوية سريعة جاهزة، تثقل وتفقد المواطن الشرقي لتوازنه في الغرب، متطرقاً الى سبل تعاطي الكنيسة مع محطات الهجرة الموقتة والدائمية لاتباعها، ودورها نحو الاندماج الايجابي لهم في المجتمعات الغربية، ومتناولاً الدور السلبي للمهجر المسيحي حيث قام بتصوير المهجر وطنا بديلا لمسيحيي المشرق وعلى انه الحل للازمات في الوطن عوض تشجيع الشعب في الوطن على ايجاد حلول له في الوطن، الامر الذي جعل مسيحيي الشرق يبحثون عن حل ومستقبل لهم خارج الوطن وليس داخله.

 

حضر أيضاً المؤتمر عن كنيسة المشرق الاشورية كل من، القس نرساي يوخانس، القس نينوس ايليا، الشماس سامي القس شمعون، الشماس نينوس ايليا، الشماس رامن يوخانس.

 

 

مكتب الاعلام والثقافة لكنيسة المشرق الاشورية في سيدني