الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > كلمة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بحضوره للقداس الأول بعد تعافيه من أزمته الصحية

كلمة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بحضوره للقداس الأول بعد تعافيه من أزمته الصحية

كلمة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بحضوره للقداس الأول بعد تعافيه من أزمته الصحية

 

_MG_2089 (Custom)

 

في صبيحة يوم الأحد السابع من أيلول 2014 والذي صادف السابوع الأول لمار ايليا، إمتلأت كاتدرائيـــة مار ﮔيورﮔيس الشهيد لكنيسة المشرق الآشورية في شيكاغو بعدد كبير من أبناء وبنات الكنيسة المؤمنين منتظرين بلهفة لإستقبال أبيهم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع جاثاليق كنيسة المشرق الآشورية في العالم بعد أزمة صحية آلمت بقداسته لكن بنعمة الرب وبصلاوات أبنائه وبناته أصبحت حالته الصحية أفضل، وفي حال وصول قداسته للكاتدرائية كان في إستقباله راعي الكنيسة الأب الفاضل ﮔيورﮔيس سليمان والشمامسة الأجلاء وجوق الكنيسة حيث استقبلوا قداسته بصلاة الآباء (ؤلوةكٌ اصون). حيث إبتدأ القداس الإلهي الذي ترأسه الأب ﮔيورﮔيس سليمان بحضور قداسة أبينا البطريرك. وقبل البدء بتناول جسد ودم الرب المخلص يسوع المسيح (له المجد) إلتمس الأب ﮔيورﮔيس سليمان من قداسة البطريرك أن يلقي كلمة للجمع الحاضر وأن يتلو صلاة المغفرة (ؤلوةأ دخوسيأ). حيث أبتدأ قداسته كلمته قائلاً:

 

قبل أن نتلو صلاة المغفرة أود أن أشكركم وأشكر كل أبناء كنيستنا وكل الآشوريين والمسيحيين لصلاتهم لي من أجل سلامتي، قوة الصلاة عظيمة جداً إذا صلاها الإنسان بإيمان وكذلك أيضاً قوة الصوم. مرة أخرى أقدم إمتناني لجميع أبناء كنيسة المشرق الآشورية ولمعظم المسيحيين.

 

عندما طلبنا أن يُصام صوم الباعوث لأجل أبناء شعبنا والمسيحيين الذين يعيشون في الضيقة في بلدان الشرق الأوسط، في العالم أجمع الكثيرين صاموا هذا الباعوث من أجلهم وفي يوم الأربعاء في جميع كنائس المشرق الآشورية تم أقامة القداديس وشارك فيها جميع أبناء كنيستنا وصلوا لأجلهم، الرب سيسمع صوتكم كما سمع صوت آبائنا أهل نينوى الذين صاموا وصلوا وقدموا باعوثاً، الرب سَمِع صوتهم ولم يموتوا وعاشوا لذلك كلي أملٌ بأن الله سيسمع صوتنا اليوم من أجل أبناء أمتنا وجميع المسيحين الذين هم في ضيقة كبيرة ومظلومين في هذه البلدان خلال هذين الشهرين، ولدى متابعتي للقاءات النازحين من على قناة عشتار جميعهم يعانون الضيقة ومطلبهم الوحيد هو أن يعودوا إلى مساكنهم وقراهم وإلى مدينتهم الموصل لكي يعيشوا براحةٍ كما كانوا سابقاً ومطلبهم الوحيد هو توفير الأمن لهم لكي يعيشوا بسلام لم يطلبوا المال أو الغذاء أو أي شيءٍ آخر مطلبهم فقط هو إن أردتم لنا البقاء هنا عليكم ضمان الأمن وإرسائه لكي لا نتعرض للسلب والقتل وأن نطرد من بيوتنا. لهذا نصلي من أجلهم لكي يرحمهم الرب.

 

أنا لم أكن في الوضع الذي يسمح لي أن أسافر وأصل اليهم لأن عند عودتي من روسيا تعرضت إلى وكعة صحية على أثرها أجريت لي عملية جراحية في الرأس، الحمد لله إنني بحال أفضل الآن وأستشرت الطبيب المختص في الواحد والعشرون من شهر آب الماضي أذا كان باستطاعتي السفر فأجابني بالموافقة لأنه في التاسع والعشرون من شهر أيلول بعون الرب سوف نغادر إلى روما للقاء بقداسة اﻟﭙﺎﭙﺎ حيث هذا اللقاء قد تم التحضير له قبل ستة أشهر لذلك لم أرد أن أُلغيه، أما رحلتي إلى أستراليا قد ألغيتها لأنني كنت في المستشفي وقتها وصحتي الآن وبنعمة من الرب أفضل لكنني أعاني أحياناً من بعض التعب وبمرور الوقت الطبيب قال لي ستعود صحتك كما كانت في السابق. لهذا في التاسع والعشرين من شهر أيلول أنا وبصحبتي هيئة تم اختيارها لبدء الحوار مع الكنيسة الرومانية مرة أخرى سوف نذهب إلى الفاتيكان وهذه الهيئة مكونة من غبطة المطران مار ميلس زيا مطران أستراليا ومار آوا روئيل أسقف كاليفورنيا ومار يوخنان يوسف أسقف الهند والأب الأركذياقون وليم توما والأب الخوري أسقف كيوركيس توما من شيكاغو هذه هي الهيئة التي سترافقني والتي سوف تبقى في الفاتيكان حتى الرابع من شهر تشرين الأول وبعون الرب في السادس من شهر تشرين الأول سوف نعود إلى شيكاغو. أما عن المشرق فقد أرسلت ممثلين عن كنيسة المشرق كل من غبطة المطران مار ميلس زيا مطران أستراليا، نيافة الأسقف مار آوا روئيل أسقف كاليفورنيا ونيافة الأسقف مار ﭙولص بنيامين أسقف شيكاغو حيث في الثاني من شهر أيلول غادروا إلى ﭬيينا ومن هناك وصلوا إلى أربيل وفي خلال أسبوع تفقدوا أربيل، شقلاوة، ديانا، كما وزاروا دهوك وتفقدوا بروار وقرى ﺻﭙنا وفي كل المناطق التي يقطن فيها أبناء شعبنا لمساندتهم وإقامة القداديس لهم.

 

واليوم الأحد السابع من أيلول سوف يقدسون قداساً إلاهياً في عنكاوا وبعدها سوف يلتقون بالسيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم وبعدها سيغــــادرون متوجهين إلى ﭬيينــا، ومن ﭬيينا مار ميلس زيا سيعود إلى أستراليـــــا ومار آوا ومار ﭙولص سيتوجهون إلى واشنطن حيث سيكون هناك إجتماع للبطاركة الذي كنت قد دُعيت له لكن لم أستطيع حضوره لذلك أرسلتهم كسفراء لكنيسة المشرق الآشورية وكممثلين عني للفترة من التاسع إلى الحادي عشر من أيلول ليعودوا بعدها إلى هنا.

 

بدون شك إننا نقوم بكل ما هو بمقدورنا القيام به من أجل شعبنا وكنيستنا وكل المسيحيين، نحن نريد أن يبقى أبناء شعبنا في ذلك البلد بشرط المحافظة عليهم سالمين، والبارحة أرسلت رسالة إلى رئيس جمهورية العراق الجديد حيث أرسلتها إلى غبطة المطران مار ﮔيورﮔيس لكي يوصلها شخصياً له ممثلاً عن كنيستنا في العراق حيث طلبت في رسالتي منه أن يتم المحافظة على أبناء شعبنا سالمين، بلاشك فإن الحكومة الحالية للعراق تم تشكيلها حديثاً، وبلاشك يجب على حكومة العراق الحفاظ على أبناء العراق بالرغم من أستطاعة منظمة الأمم المتحدة القيام بذلك لكنهم بعيدون ولا يمكنهم عمل الكثير لكن عليهم أيضاً مسؤولية الحفاظ على المسيحيين في ذلك البلد.

 

نحن كُنا قد طلبنا واليوم جميع أحزابنا ومؤسساتنا وكنائسنا يوافقون أن يكون لنا محافظة أو إقليماً في العراق في سهل نينوى لكي يمكننا المحافظة على أنفسنا بأنفسنا، الكثير من النازحين من الموصل ومن قرى سهل نينوى أفادوا قائلين بأن جيراننا قد سلبونا وهم الذين ظلمونا وهم الذين حملوا السلاح وانظموا إلى الإرهابيين القتلة لذلك علينا جميعاً أن نتحد في مطلبنا هذا من الأمم المتحدة وحكومة العراق لكي يتحقق مطلبنا بمحافظة في سهل نينوى لأن القسم الأكبر من أبناء شعبنا المسيحيين يعيشون هناك.

 

دعائنا للرب أن يُستجاب مطلبنا هذا، إذا توحدنا جميعاً مع بعضنا البعض هذا الأمر يتوقف علينا نحن الكنائس المسيحية في الشرق وكذلك أحزابنا السياسية، نحن قلنا يجب في حكومة العراق أن يتم الاعتراف بنا كأمة لا كمسيحيين فقط لكن يجب أن يعترف بنا كأمة آشورية لكي يعرفوننا كأمة في ذلك البلد لكي تكون لنا حقوق أكثر، عندما يقال عنا دائماً مسحيين مسيحيين يعتقدون بأننا مرتبطين بالغرب (بأوروﭙﺎ وأميركا) حيث عندما يغضبون من أوروﭙﺎ وأميركا يقومون بالتعدي علينا هناك، شاهدتم كيف تم ذبح أمريكيين حيث هم لم يقوموا بقتل أي شخص لكن ذبحوا كونهم أميركيين لكي يُغضبوا أميركا، لذلك في بعض الأحيان يحصل التعدي علينا عندما يغضبون من الغربيين المسيحيين لإعتقادهم بأننا نتعاون معهم لذلك يتعدون علينا، لكن إذا تم الإعتراف بنا كامة حيث في التاريخ الكل يقرأ إن الآشوريين كانوا في بلاد النهرين قبل 7000 سنة حكموا حيث كان لديهم مملكة وأمبراطورية، لم نأتي من الغرب إلى هناك وكمسيحيين نحن كنا أول شعب إعتنق المسيحية في بلاد النهرين في العراق كنيستنا تأسست قبل 500 أو 600 سنة قبل الإسلام في العراق، لسنا بغرباء عن ذلك البلد لذلك هذه الأشياء يجب أن يتم شرحها لجيراننا ولحكومتنا أنا أعتقد إننا سوف نعيش براحة وحرية في تلك البلدان المشرقية.

 

تقبل الله باعوثكم حيث كان صومكم للحفاظ على أبناء شعبنا وجميع المسيحيين سالمين وبقدرة الرب سوف يقبل صلاتنا جميعنا كما قبل باعوث أهل نينوى، ليعودوا إلى قراهم ومدنهم، كلي أمل أن ألتقيكم مرة أخرى في السابع عشر من شهر تشرين الأول القادم لكي أتكلم معكم أكثر لأنني أشعر بالإجهاد الآن لكن بنعمة الرب سوف أكون أحسن مستقبلاً وأرجو أن تطمئنوا من هذه الناحية.

 

ترجمة

المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية

إلينوي/ أيلول 2014