الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > الرسالة البطريركية لمناسبة العيد المقدس لقيامة سيدنا يسوع المسيح لسنة 2014

الرسالة البطريركية لمناسبة العيد المقدس لقيامة سيدنا يسوع المسيح لسنة 2014

 

 الرسالة البطريركية لمناسبة العيد المقدس لقيامة سيدنا يسوع المسيح لسنة2014

إخوتنا الأحباء بالمسيحالرعاة الأجلاء، أبنائنا بالروح الكهنة المختارون، والشمامسة الموقرون، وجميع أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية وجميع إخوتناالمسيحيين في العالم:

 

صلواتاً وبركاتاً تقبلوا

اليوم الكنيسة المسيحية تحتفل بفرح كبير بالعيد المقدس لقيامة سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات. هذا هو عيدٌ عظيم ومفخرة كل الأعياد، نحتفل به بكل فرح، ونستقبل بوقار وإيمان لعيد قيامة يسوع المسيح، الذي أنار العالم بقيامته وأعطى الأمل والخلاص للجنس البشري وملأ قلوبنا بالسعادة، لكي نؤمن بقيامته بنفس الجسد البشري، لكن بقوة إلوهيته قد تغير هذا الجسد البشري إلى جسد روحي، وهو حيٌ وجالس من يمين الأب بالسماء. لذلك نُسبح للإله الآب الذي بنعمته ومساعدة روحه القدوس أعطانا الإيمان الكافي لكي نعيش به وهو الإيمان الحقيقي بأن يسوع المسيح سيدنا ومخلصنا قام بانتصار من بين الأموات وتغلب على موت الخطيئة بفداء جسده البشري. لهذا فنحن المسيحيين نحتفل بهذا العيد الكبير لقيامة سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات ونقول لكم جميعاً أبناء كنيستنا المقدسة ولأبناء أمتنا الآشورية ولجميع إخوتنا وأخواتنا المسيحيين بالعالم:

قيامة سيدنا يسوع المسيح مباركةٌ لكم جميعاً

 

جميعنا نحن المسيحيين يجب أن نفرح ونُسَر بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، بقيامته حياة جديدة دون نهاية نبعت لنا. كنيسة يسوع المسيح على الأرض قبلت الفرح والمسرة، لمحبة الإله الآب الكبيرة بإرساله إبنه الوحيد للعالم لخلاص الجنس البشري، وبقيامته المقدسة أشرق شمس الحقيقة وأنار عقول وإفكار البشر الخاطئة. بدمه الطاهر كتب الصكوك، وختمها وأعطى الحرية والخلاص للجنس البشري.

 

آباء الكنيسة المقدسة يشبهون الكنيسة كسفينة تُبحر في مسيرة روحية لكي توصل أبنائها وبناتها المؤمنين بيسوع المسيح إلى ميناء السلام، لهذا نطلب من جميع أعضاء كنيسة المشرق الآشورية أن يشاركوا بإيمان وإرداة صالحة وبقلبٍ نقي ومحبة حقيقية في سفينة كنيسة المشرق الآشورية المقدسة الرسولية الجامعة، التي تُقاد من قبل الملاح الحكيم والقدوس يسوع المسيح الذي يوصلها بسلام إلى ميناء السلام لملكوت السماء، حيث يطلب من أبيه قائلاً: “24أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي” يوحنا 17: 24 سمعتم المحبة التي يمتلكها مخلصنا يسوع المسيح تُجاهنا عندما يأتي في يوم الإنبعاث حيث تكون قيامة الأموات، هو سيكون الديان الحقيقي الذي يختار الصالحين من الأشرار، حيث يأخذ الصالحين معه للمكان الذي هو به لكي يروا المجد الذي أعطاه الآب له.

 

لذلك فما دمنا أحياء في هذا العالم، يجب أن نكون متيقضين لا نبتعد عن الكنيسة، لنقرأ ونستمع ونتعلم ونحافظ على كلمات الله التي قيلت بالفم المقدس ليسوع المسيح، والتي كُتبت بواسطة المبشرين الآربعة: متى، مرقس، لوقا ويوحنا. يقول يسوع في كتاب الإنجيل المقدس:”15إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ” يوحنا 14: 15إذا لم نحافظ على وصاياه ولا نتوب قبل مماتنا، لن يأخذنا معه في ملكوت السماء إينما هو موجود لكي نرى المجد الذي أعطاه الآب للجنس البشري. علينا أن نُثابر لكي نكون مسيحيين مؤمنين، ونكون متواضعين، رُحماء، مسامحين، أنقياء بقلوبنا، فاعلي سلام، لإتمام كلمة سيدنا الذي يقول:”16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”.‏ متى 5: 17. ولكي يكون لنا نور وأعمال صالحة يجب أن نكون بالقرب من سيدنا المسيح، ولكي نكون بالقرب من السيد المسيح يجب أن يكون لنا إيمان وأعمال صالحة. الإيمان يأتي من الإستماع لكلمات الكتب المقدسة التي تُتلى وتُكرز من قبل الكهنة والمكرزين الحقيقيين للكنيسة، والأعمال الصالحة تأتي من المحبة لله. الإيمان المسيحي يجب أن يتحقق بالأعمال الصالحة، فكما تُعرف الشجرة من ثمارها، كذلك الإنسان يُعرف من أعماله الصالحة مثل: الصوم، الصلاة، التواضع، الرحمة، المسامحـــــة، الخضوع لمُدبر وسيد الكنيسة يسوع المسيـــح، كما يقول:12“أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” يوحنا 8: 12 فعلينا أن لا نبتعد عن الطريق المُشرق ليسوع المسيح، لكي لا نقع في الطريق المظلم للشيطان ونضيع.

 

اليوم نرى ونسمع بأن أبناء كنيستنا وأمتنا الآشورية يعيشون في الكثير من البلدان مع القوميات والأمم الذين لديهم معتقدات مختلفة، لذلك نطلب منكم أينما تعيشون لا تنسوا كمسيحيين أبناء وبنات كنيسة المشرق الآشورية، أن تكونوا مؤمنين وقريبين من كنيستكم وأن تكونوا عاملين صادقين فيها وغيورين للمحافظة على طقوسها وأسرارها ووصاياها الرسولية وقوانينها السنهاديقية، واللغة والكلام الآشوري الفصيح للكنسية.

 

كأمة آشورية واحدة: لا تكونوا بشك من تكونون: لأن أجدادنا أبناء كنيسة المشرق الآشورية حافظوا على إسم ولغة أمتنا الآشورية الفصحى وعلى إيمانهم المسيحي. كأمة آشورية واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا بتاريخكم وثقافتكم. لدينا هاتين الهبتين من الله، من واجبنا المحافظة عليهما أينما نعيش. لا نخاف أو نستحي بإيماننا كمسيحيي كنيسة المشرق الآشورية، وباسمنا القومي كآشوريين، لآنه تفوق وتقدير أمتنا الآشورية فرحة لنا جميعاً، وحزن وإخفاق أمتنا أسفٌ لنا جميعاً.

 

لذلك نطلب من جميع أبناء أمتنا الآشورية المسيحيين من أي كنيسة يكونوا أن يكونوا حذرين ومتيقضين للحفاظ على السلام والأمن والوحدة وأن يعملوا بإيمان معاً كشعب آشوري واحد، وأن يكونوا بعيدين عن الكراهيه والبغض والغيرة والنقاشات الهادمة، التي تسبب الخسارة والتفرقة لنجاح ووحدة أي أمة.

 

نطلب من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية في أي بلد تعيشون به كرعايا لذلك البلد، أن تكونوا دؤوبين للمحافظة على القوانين التشريعية للبلد الذي تعيشون به وأن تكونوا مطيعين لمسؤولي سلطتكم لكي تكونوا مُقدرين ومُحترمين وأن تكونوا سعداء وبســــلام مع جيرانكــــم.

 

ختاماً مرة أخرى نقول لكم: قيامة سيدنا يسوع المسيح مباركةٌ لكم جميعاً ونصلي ونطلب من الله الآب أن يحفظكم سالمين وسُعداء. نأمل أن تحتفلوا بهذا العيد المقدس لقيامة سيدنا يسوع المسيح بالسعادة والسلام أينما تعيشون جميعكم أبناء كنيستنا وأمتنا الآشورية مع جميع إخوتكم المسيحين في العالم.

 

نصلي للإله الآب من أجل السلام والأمن في المعمورة جمعاء عامة، وفي جميع الدول المضطربة بالحروب المضرة، وفي بلدان المشرق خاصة.

 

نعمة ورحمات سيدنا يسوع المسيح معكم جميعاً لأبد الآبدين

 

 

 

                                                                          خننيا دنخا الرابع

                                                                       بالنعمة: جاثاليق وبطريرك

                                                                      كنيسة المشرق الآشورية

 

 

كُتب في قلايتنا البطريركية

مورتون ﮔروف، إلينوي

عيد القيامة 2014 للميلاد