الرئيسية > البلدان > قداسة الحبر الأعظم (مار دنخا الرابع) بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم يترأس قداس الأحد الأول للصوم الكبير

قداسة الحبر الأعظم (مار دنخا الرابع) بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم يترأس قداس الأحد الأول للصوم الكبير

 

 

  

قداسة  البطريرك مار دنخا الرابع يترأس قداس الأحد الأول للصوم الكبير

 

1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.‏2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.

متى 3: 1 – 2

     في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد المصادف 2 آذار 2014، ترأس قداسة أبينا الحبر الأعظم البطريرك (مار دنخا الرابع) جاثاليق كنيسة المشرق الآشورية في العالم قداساً إلاهياً مهيباً بمناسبة بدء الصوم الكبير وذلك في كنيســــة (مار أندريوس الرسول) في مدينة ﮔﻟﻧﭬيو بولاية إلينوي.

حيث حضر هذا القداس المهيب كل من الآباء الخور أسقف (ﮔيورﮔيس توما) راعي الكنيسة والذي عاون قداسته في خدمة القداس الإلهي والمناولة والأب (سمعان داود) وعدد من شمامسة الكنيسة وجمع كبير من المؤمنين من أبناء وبنات كنيستنا المقدسة.

 قراءة الإنجيل لهذه المناسبة العظيمة كانت من إنجيل البشير متى 3: 16 – 4: 12 حيث بعد قراءة قداسته للكلمات المقدسة التي خرجت من الفم المقدس لمخلصنا وسيدنا يسوع المسيح (له المجد) قدم قداسته شرحاً وافياً لفصول الإنجيل التي تُليت من قبله وتكلم عن الصوم ودوره في حياتنا، هذا وإليكم بعض المقتطفات من كرازته القيمّة:

اليوم يبتدء الصوم الكبير حيث من تاريخ اليوم ولمدة 49 يوماً سوف نصوم: وفي اليوم الخمسين نحتفل بعيد قيامة سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح (له المجد) من بين الأموات، في قراءة الإنجيل لهذا اليوم  قرأنا وسمعنا ما يلي: “1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.‏2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا” كإنسانٍ قد جاع: لإنه إله كامل وإنسان كامل: بناسوته صام وجاع، وبعد إنتهاء الأربعين يوماً حيث كان جسد يسوع المسيح ضعيفاً: جاء الشيطان ليجربه.

 يوحنا الرسول يذكر في رسالته بأنه هناك ثلاثة أنواع للتجربة (شهوة الجسد، شهوة العينين، وتعظم المعيشة) وقد جُرب سيدنا يسوع المسيح بهذه التجارب من قبل الشيطان، حيث استعمل سهامه الثلاثة ضد سيدنا المسيح، لكن سيدنا المسيح كان هو المنتصر، وها هو الشرير اليوم يحاول أن يوجه سهامه ضدنا نحن المسيحيين لكن يجب علينا أن نكون حذرين كي لا يصيبنا بسهامه المسمومة.  الصوم هو تهذيبٌ لجسد الإنسان الخاطئ، ولهذا السبب أيضاً هو لم يكن لازماً لسيدنا المسيح لكنه صام ليعلمنا أن نصوم كذلك، لإنه إذا أردنا أن نغلب الشرير يجب أن نصلي ونصوم، كما هو مذكور في الكتب المقدسة ثلاثة هي جذور طريق الله القويم لنا نحن المسيحيين (الصوم والصلاة والرحمة).

 لكل شخص يريد أن يصوم صوماً نقياً وصادقاً فيجب عليه أن يكون نقي القلب والفكر أن لا تخرج من فمه الكلمات السيئة، الكذب، الكره، الثرثرة، الخداع وغيرها من الأفكار الشريرة، لكن يجب أن يكون كلامه صالحاً بنّاء لا يُحزن روح الله القدوس، كما ويجب أن تكونوا متسامحين ورحماء لبعضكم البعض لأن أجسادكم هي هيكل لله لأن الرسول بولص في رسالته يقول: ” 16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟‏17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ” كورنثوس الأولى 3: 16 – 17 عليه يجب أن تكون أجسادنا طاهرة من كل خطيئة وأن تكون جميلة أيضاً: لأن الله قدوس: وفي الهيكل المقدس يحل ويستريح. فيجب أن نكون حذرين: لأنه بعد أن نتناول جسد ودم يسوع المسيح المقدس: يجب أن لا تخرج من أفواهنا الكلمات السيئة والكاذبة.

كما سمعتم إن سيدنا يسوع المسيح قد صام أربعين يوماً وأربعين ليلةً: لكن نحن أبناء كنيسة المشرق نصوم خمسين يوماً: الكنيسة قد أضافت عشرة أيام: والسبب لكي تكون بداية الصوم الكبير في يوم الأحد: وكذلك لكي يصادف عيد القيامة في يوم الأحد من كل عام: لذلك نقول صوم الخمسين بدلاً من الأربعين يوماً: وأيضاً الأيام العشرة التي إضافتها (جمعة الأربعيــــــن) عندما أقام سيدنا المسيــــح لاعازار من بين الأمـــــوات: (أحد السعانين) عندما ذهب سيدنا يسوع المسيح لأورشليم ليحتفل بعيد الفصح وتم إستقباله كملك الملوك (ويوم الأربعاء) عندما أمر قيافا رئيس الكهنة بصلب يسوع المسيح: يوم الخميس (خميس فصح اليهود) عندما ذهب المسيح مع تلاميذه لبستان جتسيماني وهناك اُلقي القبض عليه وتم تعذيبه طوال الليل وحُكم عليه بالموت: (يوم الجمعة) التي عُلق بها على الصليب: وبعد منتصف اليوم مات بناسوته ووضع في القبر: الجمعة والسبت: وصباح يوم الأحد باكراً قبل طلوع الفجر قام من بين الأموات: بجسد متغير من آدمي إلى روحاني وعليه تم إضافة هذه الأيام العشرة لصوم الأربعين ليكون صوم الخمسين.

كذلك المسيحيين لا يأكلون اللحوم في يوم الأربعاء : لأنه في يوم الأربعاء إتفق اليهود على قتل المسيح: وكذلك يوم الجمعة لأن عُلق المسيح على الصليب: وحتى الحيوانات المفترسة في ذلك اليوم لم تتقرب على اللحوم: عليه فإن الصوم أيام الأربعاء والجمع هو قانون على أبناء كنيسة المشرق الآشورية: حتى وإن صادف العيد يوم الأربعاء أو الجمعة عليهم أن لا يأكلوا اللحوم.

هذا وفي ختام كرازته الرائعة طلب قداسته من جميع أبنائه وبناته المؤمنين بأن يصوموا من أجل أن يحل الأمن السلام، وأيضاً ومن أجل سلامة أبناء الأمة الآشورية وجميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم.

المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية

إلينوي/آذار 2014