القى غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية لابرشيات استراليا ونيوزلاند ولبنان، وفي كاتدرائية القديس ربان هرمزد، اربع محاضرات تناولت الاولتين منها، بدعة الادفنتس ( السبتيين)، في يومي الاثنين المصادفين 29/7/ 2013 و 26/8/2013.
حيث قدم غبطته الاصول الكتابية لاعتبار العهد القديم ليوم السبت كيوم الراحة لله ومكانته بين الوصايا الالهية، مبيناً معنى هذا اليوم ودلالاته، وكيفية توظيف الجهود والحجج التي تسوقها هذه الطائفة من اجل اخضاع المسيحيين الى شريعة حفظ يوم السبت والتشبث الحرفي بها، من خلال اجتهادات كتابية من العهد القديم تارةً، وتارة اخرى من العهد الجديد، لشرعنة معتقدها بين الطوائف المسيحية.
وقدم غبطته شرحاً لمعنى كلمة “راحة الله” ومعنى الدخول اليها، عارضاً عقائد السبتيين والرد عليها وبالاخص تلك المتعلقة بموت الروح مع الجسد واعتقاداتهم حول يسوع المسيح واعتبارهم ليوم السبت كيوم للرب، مبيناً معنى الوصية الالهية التي توجب حفظ هذا اليوم، باعتبارها وصية مهمة لتذكير الانسان في مكانته الاولى التي خلق منها وما تعنيه له من تذكير لحفظ الوصايا الالهية على الدوام.
وشرح غبطته الاختلاف الطائفي الموجود بين كنائس المسيح الواحد المبني على اختلاف تفاسير ايات محددة من الكتاب المقدس وبين البدع التي تنكر لاهوت المسيح وما تشكله من انتقاصة لخطة الله لخلاص الانسان.
ثم بين غبطته اسباب حفظ المسيحيين ليوم الاحد، كيوم مكرس للرب بسبب قيامة المسيح في هذا اليوم واطلاق الرسل لهذا اليوم ” يوم الرب”، واعتباره اليوم الذي تقوم الكنيسة فيه بواجب القربان المقدس، تذكاراً للرب يسوع المسيح، اضافة الى وقوع حادثة العنصرة ” حلول الروح القدس” في هذا اليوم ايضاً.
وفي المحاضرتين التاليتين والتي القيت يومي الاثنين المصادفين 16/9/2013، و23/9/2013، قدم غبطته وفي اجزاء، تفسيراً للصلاة الربية، ومعانيها واهميتها الروحية للكبار والتربوية للصغار. حيث دعا غبطته المؤمنين الى الالتفات وبعمق الى معاني كلماتها السامية وهضمها في الصلاة من اجل النمو الانساني والروحاني معاً.
وشرح غبطته وفي المحاضرة الاولى معنى كلمة “ابانا” كنموذج حي للانسان يعيشه لكي يفهم علاقته مع الله، كابن حامل لصورة الله السماوي على الارض، ومدلولات هذه الكلمة التي تشكل فعل تواضع ومحبة من الله والتي تنقل الانسان من العبودية الى البنوة لله، والتي توحد المؤمنين من خلال صيغة الجمع المنادي لكلمة ابانا التي تجعل صلاة واحدة مشتركة بين كثيرين، يوحدهم جسد مشترك مع يسوع المسيح من خلال القربان المقدس.
ثم تناول غبطته مسألة المسافات بين الله والانسان وكيف ان كلمة ” أبانا” تشكل اعترافاً بقرب الله من البشر واختزال المسافات بينهما من جهة، وما يشكله الهتاف بهذه الكلمة من رسالة الهية للتآخي للعيش في روح الجماعة المؤمنة الواحدة من خلال نعمة البنوة لله، من الجهة الاخرى.
وفي المحاضرة الرابعة، قدم غبطته شرحاً عن معنى عبارة “الذي في السموات” والفرق بين الاب الانساني والاب الروحاني والفرق بين السماء المادية والروحية وما تستوحيه كلمة ” في السموات” من دلالات مغايرة لمحدودية المكان.
وعلى ضوء اصحاح السادس من سفر اشعيا في العهد القديم، قدم غبطته مدخلا لشرح عبارة ” الذي في السموات ” حيث فسر رؤية اشعيا التي تدور حول تسبحة السرافييم في الهيكل واجنحتهم الست، والتقديسات الثلاث التي قيلت واهتزاز الاساسات، ومعنى وضع الجمرة على شفتي اشعيا من تقديسها لانتزاع الاثم وتكفير عن خطيئته، مع ملاحظة عدم امكانية اشعيا والانبياء في العهد القديم من رؤية الله.
وقارن غبطته ذلك مع المؤمنين في العهد الجديد الذين رؤوا الرب يسوع المسيح بينهم وكيفية غفران خطاياهم والاتحاد مع يسوع المسيح من خلال القربان المقدس، متحدثاً عن المسافة بين قداسة الله والانسان.