الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > الارشمندريت عمانوئيل يوخنا في توديعه لابرشية لبنان: المؤمنون لا يقولون وداعا بل الى اللقاء

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا في توديعه لابرشية لبنان: المؤمنون لا يقولون وداعا بل الى اللقاء

بعد قرابة اربع سنوات من الخدمة في لبنان ممثلا لرئيس الطائفة والابرشية غبطة المتروفوليت مار ميلس زيا ودع الارشمندريت عمانوئيل يوخنا الابرشية مسلما مسؤوليته فيها الى الاب يترون كوليانا.
ففي زيارة هي الاخيرة له كممثل لرئيس الطائفة  في لبنان اقام الارشمندريت عمانوئيل يوخنا قداسا الهيا مساء 12 ايلول عشية عيد الصليب في كنيسة مار زيا الطوباوي في كسارة – زحلة، ومن ثم القداس الوداعي مع اكليروس ومؤمني الابرشية في كنيسة مار كيوركيس في البوشرية – بيروت صباح الاحد 15 ايلول وتلاه مشاركة الجميع في تناول الفطور في قاعة المناسبات.
يذكر ان الارشمندريت عمانوئيل يوخنا تولى مهمته في لبنان منذ بداية عام 2010، وبسبب حالته الصحية كان مقررا ان يغادر الابرشية مع عيد الميلاد السابق ولكن ونزولا عند رغبة المتروفوليت مار ميلس زيا فقد قام بتمديد خدمته الى عيد القيامة، قبل ان يمددها مرة اخرى نزولا عند رغبة وطلب الاكليروس واللجان الادارية الى عيد الصليب، حيث ورغم طلب الابرشية تمديدها لفترة اطول الا ان الارشمندريت يوخنا اعتذر عن ذلك بسبب حالته الصحية وكثرة التزاماته الاخرى ومن بينها مسؤوليته كسكرتير للجنة الادبية للكنيسة التي تشكلت في المجمع السنهاديقي السابق والتي يتراسها غبطة المتروفوليت مار ميلس زيا.
كان حزن الفراق والذي هو من الطبيعة البشرية واضحا عند الارشمندريت يوخنا والاكليروس والمؤمنين على حد سواء، ذلك ان الاربع سنوات من الخدمة في الابرشية خلقت علاقة انسانية متميزة بينهم كانت ثمارها اعمال المحبة والعطاء مثلما كانت وسائلها هيكلة ادارية للابرشية ومؤسساتها من لجان ادارية ومدرسة وجمعيات ونشاطات شبابية ونسوية تقوم على مشاركة الجميع في التخطيط والتنفيذ والتقييم والتقويم.
وسعى الارشمندريت يوخنا لتخفيف حزن الفراق الذي بدا واضحا في نبرة موعظته بتقديم الشكر للجميع وحثهم على مواصلة العمل في خدمة الكنيسة وتحت رعايتها ومؤكدا ايمانه بان المؤمنين لا يقولون وداعا بل الى اللقاء.
كلمة التوديع ارتجلها الارشمندريت بالاشورية في نهاية القداس فيما تم توزيع نسخة منها بالعربية وادناه نصها:

باسم الاب والابن والروح القدس
(اشكر الله عند كل ذكري اياكم) فيليبي 1: 3

الاحبة اكليروس ومؤمني ابرشية لبنان لكنيسة المشرق الاشورية:
تحية المحبة في الرب يسوع المسيح،
اما وقد بلغت خدمتي معكم التي استمرت قرابة الاربع سنوات نهايتها حيث وجدت نفسي مضطرا لطلب اعفائي منها بسبب حالتي الصحية، وبعد ان قمنا بتمديدها من عيد الميلاد 2012 الى عيد القيامة 2013 تلبية لرغبة غبطة المتروفوليت مار ميلس زيا رئيس الابرشية، وبعدها قمنا بتمديدها مرة اخرى الى عيد الصليب 2013 تلبية لطلب الاباء الكهنة واللجان العاملة للابرشية، فانه اذ اغادر الابرشية بالجسد والجغرافيا، وليس بالروح والانتماء، فاني اتوجه اليكم ايها الاحبة بهذه الرسالة في هذا الاحد المبارك 15 ايلول ومن بعد مشاركتنا جميعا بروح الايمان في الاحتفاء بالقربان المقدس لجسد ودم مخلصنا يسوع المسيح لاقول:
اشكر الرب في كل حين لتاهيلي انا العبد الخاطئ، لاكون عاملا في كرمه المقدس. اشكره على كل عطاياه واتضرع اليه ان يغفر لي ذنوبي وتقصيري في حمل صليبه وخدمة كنيسته ومضاعفة ما ائتمنني من وزنات.
اشكر كنيسة الرب، كنيسة المشرق الرسولية المقدسة وبمرجعيتها البطريركية قداسة أبينا مار دنخا الرابع على منح الثقة لشخصي الضعيف لهذه الرسالة الروحية والمسؤولية الادارية.
واشكر على وجه التحديد غبطة المتروفوليت مار ميلس زيا، رئيس ابرشية لبنان، على هذه السنوات من العمل تحت ارشاده الابوي.. فقد كان خلالها ابا واخا وصديقا معي ومع اخوتي الكهنة واللجان العاملة.. انها شهادة اقولها امام المذبح المقدس ان امتلاك غبطته للرؤية المستقبلية وتمتعه بروح الاخوة والشراكة والمحبة والتواضع في تعامله مع الاكليروس الذي تحت مسؤوليته، وقبول الاصغاء والحوار والشراكة في القرار والعمل هي روحية افتقدتها وتفتقدها الكثير من الابرشيات في العديد من الكنائس الرسولية.. انها روحية الكتاب المقدس، انها الروحية المثمرة، انها روح الخدمة لا السلطة.. ولا اظنني مخطئا ان قلت ان ثمار عمل غبطته في الابرشيات التي يتولى مسؤوليتها هي من ثمار هذه الروحية التي نصلي للرب ان تسود في جميع ابرشيات كنيستنا المقدسة.
اشكر الاباء الكهنة وشمامسة الابرشية الذين كانوا معينين لي في خدمتي، فلولا عونهم لما كان لنا ان نخدم ونقدم ما قدمناه مجتمعين رغم تواضعه وصغره، وصلاتنا ان يزيدوا عليه بما يمتلكون من امكانات، والاهم بما تلمسناه وعايشناه فيهم من ايمان مسيحي واخلاص كنسي ومحبة للمؤمنين وتفان واستعداد للعطاء.
اشكر اللجان الادارية واللجان الشبابية والنسوية وفرق الانشاد في الابرشية واعتذر اليهم لتحميلنا اياهم اعباء كبيرة تطوعوا لانجازها رغم كل التزامات العائلة والعمل والدراسة ولكنهم منحوا وقتهم وجهدهم الذهني والعملي لخدمة الكنيسة غير مكترثين بما يتعرض له بالعادة العاملين المتطوعين في الكنيسة من اساءات وملامات وتشويهات.. لقد عملوا وضحوا لتمجيد اسم الرب متاملين الطوبى التي وعدهم بها حين قال رب المجد: (طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات) متي 5: 11-12
اشكر ادارة وكادر مدرسة مار جرجس لسعيهم وحرصهم الكبيرين لتطوير المدرسة رغم محدودية مواردها المادية لتستوعب ابناء الطائفة واللاجئين اليها وتقديم المستوى العلمي، والاهم منه الارشاد التربوي، لابناء الكنيسة واجيالها.
ومع كل هؤلاء واكثر من كل هؤلاء اتوجه بالشكر والامتنان الى جميع ابناء الابرشية الذين احتضنوني بينهم ابنا واخا وصديقا، وكانوا صبورين متحملين لما اثقلنا عليهم من احمال، فكانوا لي العائلة الكبيرة التي منحتني دفء المحبة.
واشكر عائلتي، زوجتي بلندينة، واولادي اترن، هدرا، يترانا وايتوتا، الذين وبدافع محبتهم لكنيستهم وشعبهم فقد صبروا وشجعوني في تحمل هذه الخدمة رغم ما فرضته من ابتعاد عنهم لفترات كثيرة ومناسبات تجتمع فيها العائلة، وبخاصة الاعياد المارانية.
ان شكري للجميع لن يكتمل دون تقديمي الاعتذار القلبي الصادق من الجميع لما يمكن قد بدر مني انا المجبول من تراب الخطيئة، من اساءات او تقصير او اهمال بحقهم بمعرفة او دونها، بقصد او دونه.. اني اطمع بمحبتكم في قبول اعتذاري.
مثلما اتوجه اليكم بالرجاء لتصلوا الى الرب من اجلي ومن اجل عائلتي ليرشدني في حياتي وخدمتي لكنيستي وشعبي. فالصلاة هي منبع الحكمة والقدرة.
وختاما اقول ان المؤمنين لا يقولون وداعا بل الى اللقاء..
فالى لقاءات ارضية مقبلة في بيت نهرين، ان كان في بيت نهرين العراق او سوريا او هكاري او طورعبدين او لبنان او اورمية، في كل بيت نهرين حيث جذور ومستقبل شعبنا الاشوري، وحيث انطلاقة كنيسة المشرق ومراقد قديسيها وشهداءها واباءها، وحيث موطن كرسيها البطريركي الرسولي.. فالوطن رغم آلامه ومعاناته في الوضع الراهن يبقى الأمل بمستقبل يليق بالانسان صورة الله، مستقبل يحقق الكرامة والعدالة، مستقبل سنبلغه بالصبر والمشاركة مع جميع ابناء الوطن لا بالتذمر والهروب.. بعكس المهجر الذي ورغم كل مادياته ومظاهر “نعمته” كان وسيبقى نقمة ومقبرة لخصوصيتنا وهويتنا القومية والكنسية والثقافية..
والى اللقاء السماوي الذي نتطلع اليه مصلين ومتضرعين ان يؤهلنا الرب له في مجيئه الثاني..
ليبارككم الرب… وصلوا لاجلي…

اخوكم في الرب وخادمكم في كنيسته
الارشمندريت عمانوئيل يوخنا
بيروت 15 ايلول 2013

وادناه بعض ما تحقق في الابرشية خلال الاربع سنوات المنصرمة تحت رعاية غبطة المتروفوليت مار ميلس زيا والذي كان الارشمندريت يوخنا ممثلا له خلالها في لبنان:
•   تهيئة ثلاثة شمامسة انجيليين من الشبيبة ورسامتهم للخدمة الكهنوتية مع تلقيهم التعليم الاكاديمي الكنسي في جامعة الحكمة ببيروت
•   تحديث مدرسة مار جرجيس للطائفة الاشورية لتكون واحدة من افضل المدارس في منطقة البوشرية
•   الهيكلة الادارية والمالية لرعيات الابرشية الاربعة وللابرشية من خلال انتخاب هيئات ادارية في كل رعية وتشكيل مجلس مركزي للابرشية
•   تشكيل لجان الشبيبة الكنسية ودعمها وتشجيعها للقيام بنشاطات متنوعة ومستمرة منها الكنسي ومنها التعليمي ومنها القومي والتي نالت تقدير واعجاب ابناء شعبنا في الوطن والمهجر
•   تشكيل ودعم اللجان النسوية وبرامجها الاجتماعية في الابرشية
•   ترتيب وتوسيع مكتبة الابرشية
•   تنفيذ برامج انسانية لمساعدة اللاجئين من ابناء الطائفة من العراق وسوريا، وتشمل البرامج مساعدات انسانية وعلاجية وتعليمية تربوية وغيرها
•   تنشيط حضور الابرشية في المشهد اللبناني الرسمي والكنسي وعلى مختلف المستويات سواء القمم الروحية او مؤسسات العمل المسكوني المشترك او المؤسسات الاعلامية او البرامج الروحية وغيرها
•   تهيئة ونشر الكتب الكنسية الطقسية حيث تم ولاول مرة نشر مجموعة كتب الصلوات الطقسية للاعياد المارنية السبعة، بالاضافة الى التقويم الكنسي السنوي حيث تميز بالابداع من حيث الشكل والمضمون