احتفت كنيسة المشرق الاشورية في لبنان بذكرى يوم الشهيد الاشوري حيث اقيمت الصلوات والقداديس في رعياتها صباح يوم الاحد الرابع من اب.
فقد اقام الاب يترون كوليانا قداسا بهذه المناسبة في كنيسة مار كيوركيس في سد البوشرية والقى فيه موعظة خاصة بالمناسبة وشارحا فيها المفاهيم الايمانية للشهادة.
وبعد القداس تناول المؤمنون طعام الافطار الذي قدمته الابرشية على نية الشهداء في يومهم.
كما اقام الاب يوحنا شليمون في كنيسة بيث خننيا في الاشرفية والاب سركون زومايا في كنيسة الربان بثيو في الحدث قداسا بهذه المناسبة المقدسة.
كما خاطبت الابرشية ابناءها بكلمة خاصة بهذه المناسبة جرى طبعها وتوزيعها على المؤمنين، وادناه نصها:
((ܘܪ̈ܕܐ ܒܓܢܢ̈ܐ ܫܦܝܪ ܒܚܙܬܗ ܘܝܬܝܪ ܡܢܗ ܣܗܕ̈ܐ ܒܩܛܠܝ̈ܗܘܢ
كلمة من الشهيد الآشوري في عيده الاغر
يحتفي شعبنا وكنيسته المشرقية الرسولية المقدسة في السابع من آب من كل عام بيوم الشهيد الآشوري.
واذا كنا في لبنان قد التزمنا احياء هذا اليوم والاحتفاء به كنسيا وشعبيا من خلال استذكار شهداء شعبنا الاشوري ووطننا لبنان باقامة الصلوات وتقديم القرابين المقدسة والقاء الكلمات والقصائد واقامة الفعاليات التي تليق بالشهيد في يومه، فاننا ارتاينا في هذا العام وبسبب الاوضاع التي تمر بها شعوبنا واوطاننا ان يقتصر احتفاءنا باقامة القداس الالهي فقط الذي فيه نتوجه بالدعاء الى الرب يسوع المسيح، له المجد، لان يمنح شهداء الشعب والكنيسة الاشورية وشهداء لبنان الراحة الابدية في ملكوته السماوي، ومتضرعين اليه في ذات الوقت ان ينير القلوب والعقول ويرشد بحكمة روحه القدوس اصحاب الارادات والقرار ان يعملوا من اجل الامن والامان والسلم والسلام في كل الاوطان وبين كل الشعوب، وبخاصة في دول بيت نهرين سوريا والعراق ولبنان ليعيش الجميع بكرامة تليق بالانسان صورة الله وخلقه دون تمييز او تمايز بسبب الانتماء القومي او الديني او المذهبي، فتعددية انتماءاتنا هي غنى لاوطاننا وشعوبنا ولا يجب ان تكون عامل فرقة وتناحر وتصارع.
وبذلك فاننا نتوجه بالاعتذار لعدم توجيهنا دعوات المشاركة في الاحتفاء الى الكنائس الشقيقة والمرجعيات والفعاليات الرسمية والمجتمعية والثقافية.
ايها الاحبة،
ونحن نحتفي بهذا اليوم بالصلاة والقداس فانه يجدر بنا التامل بما يمكن ان يقوله لنا شهيدنا في يومه، وليس فقط بما قلناه ونقوله نحن اليه. انه جدير بنا ان نصغي الى شهيدنا وهو يقول:
اليوم تحتفلون بيومي، يوم الشهيد، اشكركم من كل قلبي لتذكركم اياي، فنحن الاموات جسدا والراقدين على رجاء القيامة، نشعر بحرارة المحبة عندما تتذكرنا السنة الاحياء.
الاحتفال الحقيقي يكون قبل حضور التجمعات وسماع الكلمات. انه يكون بتجسيد قيم الشهادة.
نحن الشهداء لم نذهب للموت برغبتنا، والا لما كنا شهداء، لكنا مقاتلين او محاربين او غزاة حينها.
لقد جاء الموت الينا لاننا نحمل هوية وانتماء الى دين ولغة وثقافة وتاريخ وارض.
لغة بالكاد تعرفون قراءتها، رغم انها تجسد الالفة والوحدة. ازرعوها بقدر المستطاع بالحب والرعاية لدى ابناءكم.
وتاريخ تكادون ان تنسوه، لا اريد منكم ان تعيشوه، بل ان تتعضوا بتجاربه. لا تعتقدوا ان قاتلنا بالامس وقاتلكم اليوم يميز بينكم، كما انتم تميزون بين بعضكم، فهو غير معني اي اسم قومي او لغوي او عشائري تحملون، او باية كنيسة تلتزمون، فكلها في مرمى هدف اجتثاثه لكم.
وارض تكادون تخسروها، فها هي النصب تقام لنا في اوربا واستراليا واميركا، وليس في نوهدرا وصوريا وآمد واورمية. انكم يا احفادنا تنفذون مشروع من قضى على حياتنا. تنفذون اجندته من حيث تدرون او لا تدرون.
ألم يكن من ارعب الشعب بالقتل والسلب والاغتصاب والحرق يريد افراغ ارضنا منا؟ وها انتم تحققون له ذلك.
الشهادة ليست دعوة للاستمرار في تقديم الخسائر. الشهادة تعني التضحية لاجل الحياة.
الشهادة هي عنوان لاخر حصن في الدفاع عن الذات التي اراد ويريد البعض استلابها. انها اخر حصن يلتجاء اليه الانسان، بعد ان يصل حقد الاخر الى مداه الاقصى، وبعد ان يخسر المجتمع قواه للدفاع عن ذاته.
استشهادنا، كان بمذابح تتكرر بين الفينة والاخرى، وكم كنا نتمنى ان نبقى احياء لنرفد البشرية بمزيد من العطاء والخيرات.
الشهادة ليست الغاية، فالحياة بكرامة وحرية وعدالة هي الغاية.
ندعوكم للعمل من اجل تعزيز مقومات الحياة لديكم وليس هدمها او اضعافها.
تذكروا ان الاحتفاء بيوم الشهيد ليس لمتجيد الموت، بل لرفع شأن الحياة والحرية الى مرحلة القدسية، فنحن نحب الحياة ونتمسك بها ونعمل لاجلها لانه من خلالها يتوحد ايماننا الديني والقومي.
ليكن حبكم لبعضكم، كما اوصانا الهنا وربنا، بلسما يعالج كل ما حدث، لتجتمعوا وتتوحدوا وتتأملوا وتخططوا وتعملوا.
فالامة ورسالة الشهيد تعني نمو وتجذر ابناءها في الوطن، وليس بدفع الموجود للهروب الى المنافي.))
من ناحية اخرى كان الارشمندريت عمانوئيل يوخنا قد اقام قداسا في كنيسة ربان بثيو في يوم الاحد 28 تموز 2013 على نية فقيد الامة الشاعر الكبير نينوس احو. وفي موعظته اشاد الارشمندريت بالفقيد ومنطلقاته والتزاماته وعطاءاته من اجل الامة ووجودها ومستقبلها، مؤكدا ان الفقيد عاش ليعطي للامة لا لياخذ منها وهو بذلك قدوة لحياة ابناءها.