رسالة مباركة من غبطة المطران مار ميلس زيا الى المشاركين في اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة، في لبنان
بارك غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية لابرشيات، استراليا، نيوزلندا ولبنان، المشاركين في اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة، في لبنان والذي شاركت فيه ابرشية لبنان للكنيسة، الى جانب شبيبة اخرين من 43 دولة حول العالم.
ادناه نص الرسالة:
الى الشبيبة المجتمعين في الاجتماع المسكوني العالمي في لبنان
تحية بالرب يسوع المسيح
أتوجه اليكم من خلال هذه الرسالة، لمباركة اجتماعكم المسكوني الشبابي هذا، لتعيشوا بفرح الانجيل كل التحديات التي تواجه الكنيسة وتواجهكم، وأدعوكم الى بذل المزيد من السعي والجهد من خلال روح الصلاة والتأمل، لفرز كل ما هو ضار وخانق في حياتكم الجسدية والروحية، لكي تسموا اجسادكم فتكون هياكل للروح القدس لتعطى المسيحية من خلالكم، الكرامة اللائقة.
أنتم الشبيبة، شعاع نور المسيح على الأرض، بصيص امل ورجاء لا يخزى، لأنكم سر بقاء المسيحية وشبابها، مهما مرت عليها الازمان، فطيلة الفي عام من الشهادة للإنجيل في المشرق، كان المسيحيون ولازالوا أبناء سلام، يعلنون حضور المسيح الدائم وسط العالم، دواءً للمتألمين، وخبزاً للجائعين، وفرحاً للحزانى.
أتوجه اليكم أنتم الشبيبة الأغنياء بالطاقات الإبداعية، لكي لا تهدروا طاقاتهم، الا لاستخراج افضل مكنوناتكم الشبابية، لغرس قيم الانجيل الجميلة المطلقة في العالم، كالحوار، المحبة، العطاء، الوفاء والتسامح والأخلاق الحميدة، لكي تكون اساس بناء حضارة إنسانية واحدة ومشتركة لفائدة البشرية الجمعاء، حضارة المحبة، لبناء حضارة تعلـّي قيم التآخي والتآلف، فالعالم اليوم يحتاج كثيرا الى رموز السلام، وفكر السلام، الى أبناء السلام.
أدعوكم أيها الشبيبة الى السير سوية مع الرب يسوع، لتتلألأ لكم مشيئته الدائمة، لكي تدركوا سر وجودكم في قلب الكنيسة والعالم، لتنظروا بشفافية الروح الى المسيح المصلوب، فتدركوا حجم احتياج اخيكم الانسان المتألم، الجائع، العطشان، والغريب، عريان، المريض والسجين، لكي تكونوا نبض الصليب في رحلتكم الارضية الى ملكوت السماء، وبروح التسامح المتبادل والمحبة الإلهية المتسامية، احبوا بعضكم البعض، احبوا الآخر المختلف بغض النظر على حدوده العرقية او الدينية.
انقلوا جمال الايمان الى العالم، واوقدوا فيه الروح وعيشوا شبابكم مع يسوع لكي تنقلوا صدى هذه الخبرة الروحية الى العالم، وتسلحوا بالشجاعة الكاملة التي تؤازرها الصلاة، لكي تستمدوا قوتكم من الروح القدس فتكونوا اغنياء بروح الانجيل، لتكتشفوا رسالتكم الى العالم من خلال تراثكم الديني الأصيل، ولا تتخلوا عن احلامكم لأنكم ستكونون غداً، أصحاب القرار في الكنيسة والعالم، فأنتم مستقبل الكنيسة، انتم ثروتها.
بركة الرب يسوع المسيح ونعمته، تكون معكم دوماً.
المترابوليت
مار ميلس زيا
الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية
لأبرشيات، استراليا، نيوزلندا ولبنان