البابا فرنسيس يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، مار كيوركيس الثالث صليوا، والوفد المرافق معه
نقلاً عن اذاعة الفاتيكان
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان بطريرك كنيسة المشرق الآشورية مار كيوركيس الثالث، ووجه له كلمة استهلها معبرا له عن سروره للقائه بالقرب من ضريح القديس بطرس ومحييا أساقفة وكهنة ومؤمني هذه الكنيسة. وأكد البابا أن الكنيستين رفعتا اليوم الصلاة المشتركة إلى الرب من أجل ابتهال عطية السلام، خصوصا إزاء القلق الناجم عن التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، لاسيما في كل من سورية والعراق. ولفت إلى أن الرجال والنساء والأطفال يعانون هناك من العنف الرهيب والصراعات الدامية، التي لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال مؤكدا أن المعاناة والآلام باتت الخبز اليومي للأخوة والأخوات المسيحيين في تلك البقاع، شأنهم شأن باقي الأقليات الدينية والعرقية.
هذا ثم أكد البابا أنه إزاء هذه الآلام الكبيرة نرى اليوم العديد من المسيحيين الذين يسيرون في درب الصليب، ماشين على خطى المسيح ومتحدين معه وبصليبه الذي صالح العالم من خلاله. ولفت فرنسيس إلى أن هؤلاء الأخوة والأخوات يشكلون بالنسبة لنا مثالا ونموذجا ويحثوننا على البقاء متحدين مع الرب ومعانقة صليبه ووضع ثقتنا بمحبته. إن هؤلاء المسيحيين يُظهرون لنا أن حضور يسوع يبقى محورا لإيمانهم، وهم يدعونا للمثابرة في إعلان رسالة المحبة والمصالحة والغفران حتى في أوقات المحن. وهذا الأمر نتعلّمه بشكل خاص من الشهداء الذين حافظوا على أمانتهم للرب ودفعوا حياتهم ثمنا لهذه الأمانة.
بعدها رفع البابا فرنسيس الشكر لله على العلاقات الأخوية الوطيدة القائمة بين الكنيستين متذكرا لقاءه بالبطريرك الراحل مار دنخا الرابع لسنتين خلتا، والذي كان قد وقع في روما على إعلان مشترك مع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقد شكلت هذه الوثيقة محطة تاريخية فتحت الباب أمام مسيرة الحج المشتركة نحو الشركة التامة. في هذا السياق أكد البابا لضيفه التزام الكنيسة الكاثوليكية في الحوار المكسوني الذي سيعود بالفائدة على الجماعتين في المستقبل. وتمنى أيضا أن يكون التقارب بين الكنيستين خميرة للوحدة، مذكرا أن المؤمنين مدعوون إلى العمل معا في إطار المحبة التي تسمح بتخطي الانقسامات.
هذا ثم تحدث البابا عن الجذور التاريخية للكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية الرسولية التي تعود إلى كنيسة العصور الأولى التي انطلقت منها رسالة الإنجيل إلى أصقاع الأرض كلها، ووصلت إلى روما وبلاد ما بين النهرين التي تشكل مهدا للحضارات القديمة. في الختام عبّر البابا عن امتنانه للبطريرك كيوركيس الثالث على زيارته إلى روما وعلى هبة الصلاة معا طلبا لحماية الرب وكي تقبل الكنيستان بمشيئته وتشهد لها بالكامل.