قدم غبطة المطران مار ميليس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية في استراليا، نيوزيلاند ولبنان، التعازي والمواساة الى نيافة الانبا دانيال، اسقف الكنيسة القبطية في سيدني وتوابعها، لسقوط ضحايا في جريمة تفجير كنيسة الصديقين في الاسكندرية.
ادناه نص رسالة التعزية باللغتين الانكليزية والعربية.
نيافة الأنبا دانيال أسقف الكنيسة القبطية في سيدني وتوابعها
سلام بالرب يسوع المسيح
بينما لم تشفى جراحنا في كنيسة سيدة النجاة على يد الإرهاب الأعمى في بغداد، نقلتنا الأحداث متسرعة لتحدث جرحاً جديداً في جسد المسيح تـَمثـّـلَ بالتفجير الدموي أمام كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، في فاجعة لا تقل عن سابقتها ثقلاً، في الهمجية والبربرية، فاختلطت دماء مار مرقس في الإسكندرية بدماء مار ماري في بلاد مابين النهرين، ليلتحق شهداء القديسين بركب شهداء سيدة النجاة، في حادثتين متشابهتين تمت خلال قداسين منفصلين، لينتقل المؤمنين الملتحفين بالصلاة من أمام المذبح المقدس إلى مذبح الاستشهاد، في عمليتين استهدفتا جذور شعبينا في الحضارة والإنسانية التي ترعرعوا فيها.
بحرارة، احمل لكم ومن خلالكم إلى قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ولأبناء الكنيسة القبطية عامة، صادق تعازي كنيسة المشرق الآشورية في أبرشيات استراليا، نيوزيلاند ولبنان، لنعبر لكم عن أسفنا وحزننا العميقين لسقوط ضحايا من أخواننا الأقباط.
لقد حان الوقت الآن للكنائس المسيحية قاطبة، أن تقف جنبا إلى جنب لدحر ثقافة العنف والإقصاء والتعصب التي يزرعها أعداء الإنسانية والسلام، في عقول الضعفاء اللذين يستغلون بيئة الفقر، لنشر بضاعة الجهل بالآخر، فليس للمسيحيين من خيار إلا الاتحاد وهجرة صراعات الماضي الزائل نحو الوفاق، والوقوف كأخوة وأعضاء في جسد واحد لربنا ومخلصنا ملك السلام يسوع المسيح. لزامٌ علينا أن نقف متحدين، متكاتفين وثابتين أمام هول ما نرى وما يصيبنا، نرفع قلوبنا بالصلاة تضامناً مع بعضنا البعض، ليزدهر السلام في وجه الإرهاب، ويحل الأمن حيثما حلَّ النزاع، فتكون دماء شهدائنا شعلة نور توحدنا نحن المسيحيين، فتبقى دائماً كنائسنا ملحاً على الأرض، ويبقى مؤمنينا حجراً لزاوية التألق الحضاري والإنساني والعلمي لخدمة البشرية جمعاء.
عميق الأسى لهذا الحادث الإرهابي الذي ترك بصماته في فترة الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة، وإذ نجدد رفضنا لكل أشكال التطرف الديني والفكري ورهاب الاختلاف، فإننا ندعو إلى إشاعة ثقافة الحوار والتعايش السلمي وحماية أبنائنا أينما كانوا. للشهداء الرحمة السماوية الواسعة، وليـَمنَّ الرب القدير على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ كنائسنا في مصر والعراق وفي كل مكان، من المخاطر القادمة من مكامن الإرهاب، صلاتنا أن تبقى مشاعل السلام منيرة ليستتب الأمن في أرجاء المعمورة.
المطرابوليت
مار ميليس زيا
الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الأشورية
في أبرشيات استراليا، نيوزيلاند ولبنان
سيدني 13 كانون الثاني عام 2011