قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يترأس قداس عيد الدنح في كاتدرائيـــــة مار كيوركيــــس الشهيد في مدينة شيكاغو
ترأس قداسة أبينا الحبر الأعظم (مار دنخا الرابع) بطريرك كنيسة المشرق الآشوريــــــة في العالم في كاتدرائيـــــة (مار كيوركيــــس الشهيد) في مدينة شيكاغو قداساً مهيباً بمناسبـــــــة (عيد الدنح) وذلك في صبيحة يوم الأحد المصادف السادس من كانون الثاني لعام 2013.
حيث بدأ القــــــــداس الذي حضره عدد من الآباء الكهنـــــــة وهم كلٌ من الأركذياقـــــــون (أﭘرم دي باز)، الأركذياقــون (شليمون حزقيال) أركذياقون القلاية البطريركيـــــــة، الخـــــــوري أسقف (أثاناسيــــــوس يوسف)، الأب (أدي فرنسيس)، والأب (ﮔيورﮔيس سليمان) راعي الكاتدرائية والذي شارك مع قداسته في خدمة القداس الإلهي والشمامسة وعدد غفير من أبناء الرعية الذين أمتلأت بهم الكنيسة في تمام الساعة التاسعة صباحاً، حيث تلى قداسته الإنجيل الخاص بهذا اليوم والذي كان من إنجيل (متى) الإصحاح الثالث، وقبل البدء بمناولة (جسد ودم الرب يسوع المسيح له المجد) للجمع المؤمن قدم قداسة البطريرك في كرازته شرحاً عن معاني عيد الدنح وقد أخترنا مقتطفات منها حيث قال قداسته:
• عيد “الدنح” هو أحد الأعياد الربية السبعة حسب طقس كنيسة المشرق الآشورية المقدسة الرسولية الجامعة، وأن “الدنح” معناه الشروق (النور) حيث يكتب يوحنا البشير “6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ” يوحنا 1: 6 المسيح يقول: “12أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” يوحنا 8: 12 ونحن نؤمن بأن “يسوع المسيح” هو نور الحق الذي ينير كل أنسان يأتي لهذا العالم.
• بداية سر المعموذية المقدسة قد تأسس بواسطة سيدنا يسوع المسيح، “حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: “أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!” فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:”اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ”. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:” هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ”، وعليه فقد تجلت الأقانيم الثلاثة (الآب الإبن والروح القدس) الآب بصوته قد برهن بأنه الآب حقاً، والإبن هو الذي تعمذ، والروح التي حلت على الإبن الذي تعمذ كانت حقاً الروح القدس.
• معمودية المسيح الذي تعمذ من قبل يوحنا كانت من أجل تجديد جنس الإنسان العتيق، الذي كان بالياً بخطيئة أب الإنسان الأول، والذي كان فاقداً أمله بالتوبة، لكن بعمودية سيدنا يسوع المسيح الذي هو أب الإنسان الجديد، جددت وغسلت الخطيئة التي كان واقع فيها الجنس الآدمي الأول وفتحت طريق التوبة لكل جنس البشر الذي يؤمنون به ويحفظون وصاياه ومن خلالها يصل للحياة الأبدية، بقبول موهبة الروح القدس تكون لهم حياة جديدة. والذين يؤمنون ويتعمذون فإن أبنائهم كذلك ينالون الموهبة الروحية للمعمودية المقدسة عن طريق إيمان عوائلهم.
• “1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ.2هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:”يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ”.3أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:”الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ”.4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:”كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟”5أَجَابَ يَسُوعُ:”الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.7لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ”.يوحنا 3: 1- 7 عندما تلدنا أمهاتنا من الجسد نكون جسداً، لكن عندما تلدنا أمنا المعمودية بالماء والروح نكون روحاً، لذلك بالروح نُدعى أبناء الله.
• كما نتعلم من كتاب الإنجيل المقدس، فالمعمودية هي الغطس بالماء، فعندما يتعمذ الإنسان يشارك في موت وقيامة المسيح: الغطس في الماء هي المعمودية المقبولة والحقيقية كما يقول بولس الرسول: “4أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ،فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ” الرسالة إلى رومية 6: 4
• كما نُسمي عيد الدنح “بعيد المياه الجديدة” حيث بعماذ سيدنا يسوع المسيح في نهر الأردن، تجددت كل ينابيع المياه على وجه الأرض، عندما نضع الصليب في الماء لتقديسه هو رمز لعماذ المسيح في نهر الأردن.
هذه كانت بعض المقتطفات التي اخترناها لكم من كرازة قداسة أبينا البطريرك لهذا العيد المقدس بعدها ناول قداسته الجمع المؤمن (جسد ودم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد)، وأثناء المناولة تم رسامة المتناولين على جباههم بعلامة الصليب بالماء المقدس من قبل الآباء الكهنة الأفاضل، هذا ومن الجدير بالذكر فإن الطفل (نارام جوزيف نمرود) قد تم إختياره ليكون الإشبين لهذا لعام والذي تم تعميذه بعد الإنتهاء من رتبة القداس الإلهي.
المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية
إلينوي/ كانون الثاني 2013