مقابلة غبطة المتروبوليت مار ميلس زيا مع مجلة “الأفكار” اللبنانية السياسية
نقلا عن موقع عينكاوة كوم /Melta Magazine
لبنان يحضن اليوم آلاف العائلات الأشورية التي هربت من العراق وسوريا متوجهة الى لبنان بعد سلسلة العنف والقتل والخطف التي طالتها في قراها وبلداتها، وإن عملية نزوح الأشوريين من العراق الى لبنان ليست جديدة اذ شهدت ثلاثينات القرن الماضي نزوح أعداد كبيرة منهم، لتعود حركة النزوح من جديد خلال الحرب الأميركية في العراق عام 2003، وصولاً الى الأعمال العنفية التي يرتكبها <داعش> في العراق وتحديداً في الموصل التي سكن فيها الأشوريون منذ آلاف السنين ليُهجروا منها قسراً بعد دخول <داعش> اليها. كذلك هُجرت الآف العائلات الأشورية من الخابور في سوريا الى لبنان بعد تعرضها للقتل والخطف مع دخول <داعش> الى قراها. واليوم القسم الأكبر من العائلات الأشورية ينتظر التأشيرة للسفر الى اوروبا وأميركا وأستراليا اذ لا يمكن لأفرادها العودة الى الوطن في ظل العنف والاستهداف المباشر، كما انهم لا يقدرون ان يتحملوا أعباء الحياة في لبنان على الصعيد المعيشي والاجتماعي.
ومهمة غبطة الميتروبوليت مار ميليس زيا مطران أستراليا ونيوزيلندا ولبنان لكنيسة المشرق الأشورية ليست سهلة، فهو يحمل هموم ومشاكل ابناء رعيته المنتشرين في أقاصي الأرض، وهو يزور لبنان مرتين في السنة ليتفقد اوضاع ابناء الرعية حيث يلتقي أبناء العائلات الأشورية ليطلع على أوضاعهم واحتياجاتهم.
<الافكار> زارت غبطة الميتروبوليت مار ميليس زيا في مطرانية كنيسة المشرق الأشورية في حي الأشوريين عند سد البوشرية، وكان لنا مع غبطته حديث مطول عن شؤون وشجون الأشوريين النازحين في لبنان، وبدأ حوارنا:
ــ ما أهمية زيارتك للبنان بالتزامن مع تزايد أعداد الأشوريين النازحين من العراق؟
– انني على تواصل دائم مع الأبرشية في لبنان، ولكن تعلمين ان أبرشيتي كبيرة في استراليا ونيوزيلاند ولبنان، والمسافة بعيدة بين هذه الدول، ولكنني أعرف لبنان جيداً اذ أتيت الى البلد في العام 1973 وأعرف ما يحدث فيه على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وهناك تواصل دائم مع راعي الكنيسة في لبنان ولجنة الدعم التي تساعد الأشوريين المهجرين، فأنا ازور لبنان مرة أو مرتين في السنة وذلك حسب الظروف، ولا يكفي ان ازور لبنان في مدة قصيرة ولكنني رتبت أمور الأبرشية بحيث انها صارت تعمل حتى بدون وجود المطران، اذ لدى الأبرشية في لبنان لجان متعددة، ومنها: لجنة نسائية، ولجنة شبابية، ولجنة الدعم، ولجنة مركزية للأبرشية مثـــل الرعيـــــة في الحـــــدث وســـد البوشريـــــــــة والأشرفية وزحلة، ويجتمع أهل اللجان مرة في الشهر ويرسلون لي تقريراً عن الأمور التي تحتاجها كل لجنة او ما اذا كان هناك مشاكل وما شابه. وعندما أزور لبنان احرص ان تكون مدة الزيارة ثلاثة أسابيع او شهراً، ولكن السنوات التي مرت كانت صعبة بسبب مشكلة وصول العائلات الأشورية من العراق الى لبنان، وفي الآونة الأخيرة اصبح الوضع صعباً جداً مع نزوح الأشوريين من سوريا الى لبنان.
ثم تابع قائلاً:
– ان الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية تتزايد، فأصبح الضغط أكبر، إذ كان لدينا مشكلة المهجرين الأشوريين من العراق الذين يعانون الكثير على الصعيد الصحي والاجتماعي والتربوي الى ما هنالك، ولم تكن مشكلة تهجير أهلنا من الموصل قد وضعت أوزارها بعد حتى بدأت مشكلة الخابور في سوريا حيث كان هناك 15 ألف أشوري يعيشون في الخابور وفجأة خلال بضعة أسابيع تهجر الأشوريون بعدما دمرت بيوتهم وكنائسهم وممتلكاتهم اي ان ما قاموا ببنائه على مدى 40 او 50 سنة دُمر بين ليلة وضحاها. وأشكر الحكومة اللبنانية لاستقبالها الاشوريين، ونشكر أيضاً اللواء عباس ابراهيم الذي ساعدنا كثيراً وأبدى اهتمامه بمشكلة الاشوريين، وقد أدرك ان مشكلتهم في سوريا والتهجير القسري والخطف والقتل كانت تفوق امكانياتنا المادية، وأنا اشكر لبنان حكومة وشعباً فالشعب اللبناني استقبل الأشوريين في بلده، علماً أن العديد من الأشوريين الذين دخلوا الى لبنان هرباً من القتل والخطف هاجروا الى استراليا.
ــ ما هو عدد الاشوريين في لبنان ما قبل نزوحهم من العراق وسوريا؟
– لبنان مثل الميناء الذي تأتي اليه السفن ومنه تغادر الى دول العالم، فمنذ بداية الستينات كان الأشوريون والكلدان والسريان يأتون الى لبنان ويقيمون لمدة سنة او سنتين او اربعاً ومن ثم كانوا يسافرون الى أوروبا وأميركا واستراليا، ولكن هناك منهم من بقي في لبنان إذ يقيم العديد من الأشوريين في لبنان منذ أكثر من عشرين سنة ولكنهم حتى اليوم لم يحصلوا على الجنسية اللبنانية، وسبق ان تحدثت عن هذا الأمر من قبل، كما ان سيادة المطران مار نرساي دي باز (رحمه الله) كان قد تحدث عن وضع الأشوريين الذين لم يحصلوا على الجنسية اللبنانية، فالأشوريون شعب مخلص ووفي وقدّم العديد من الشهداء ولكن للأسف لم يُنظر اليهم كشعب ضحى كثيراً وأحب هذا البلد واسس فيه عائلات ولم يحصل اولادهم وأحفادهم على الجنسية اللبنانية، وأعتقد انه تقريباً ما بين 4 و5 آلاف أشوري يقيمون في لبنان منذ سنوات طويلة. أما عدد الأشوريين الذين قدموا من العراق وسوريا فقد وصل تقريباً الى 6 آلاف أشوري، ما عدا الكلدان والسريان والأرمن الذين قدموا من العراق أيضاً، ولا ننسى أيضاً العراقيين الأخوة المسلمين والايزيدين والأكراد الذين وصلوا الى لبنان اذ التقي بهم أيضاً حيث يزورونني في المطرانية ويعرضون لي مشاكلهم ونحاول مساعدتهم قدر الامكان. ان العدد التقريبي للأشوريين العراقيين والسوريين يتراوح ما بين 6 الى 7 آلاف أشوري يقيمون في بيروت وضواحيها وزحلة، ولكن هذا العدد كل يوم اما ينقص او يزداد بمعنى اذا سافرت عشر عائلات أشورية الى الخارج يأتي في اليوم نفسه عشر عائلات أخرى، وبالتالي لا نقدر ان نحدد العدد كما انه ليس هناك احصاءات دقيقة في لبنان. ولكن بعد تهجير الأشوريين من الموصل ازداد عددهم في لبنان، اذ كان يقيم 16 ألف أشوري في الموصل وخلال 24 ساعة هُجروا من المدينة، وطبعاً عدد السريان والكلدان الذين هُجروا من الموصل كان أكبر لأن الأشوريين كانوا قد خرجوا من المدينة وتوجهوا الى دهوك وأربيل فيما بقي السريان والكلدان الذين لديهم كنائس وأبرشيات، ففي قرقوش مثلاً كان يقيم 30 ألف سرياني ولكنهم هُجروا جميعهم اثناء دخول <داعش> الى الموصل وان شاء الله بعد تحرير الموصل يعودون الى المدينة.
ــ ارتكازاً على لقاءاتك مع العائلات الأشورية في لبنان، بماذا يطالبون؟ وما هي احتياجاتهم؟
– الاحتياجات كبيرة ومطالبهم عديدة اذ يحتاجون للدعم المادي والصحي أيضاً… هم بانتظار انتهاء معاملات الهجرة الى الخارج، فهناك من يحتاج للعلاج وادخاله الى المستشفيات ومنهم من يحتاج لادخال اولاده الى المدارس، وبالتالي هناك مجموعة من المطالب، وكنيستنا في لبنان صغيرة اي لا تصل اليها المساعدات الكبيرة، فالمساعدات التي تأتي من المنظمات الانسانية ليست كافية ولا نقدر ان نلبي احتياجات العائلات الأشورية بها، فامكانياتنا المادية لا تسمح بتأمين احتياجاتهم كلها، فمثلاً اذا أتى الينا شخص يحتاج لعملية قلب مفتوح وكما تعلمين انها مكلفة، فاذا ساعدنا بتأمين 10 او 15 ألف دولار واذا أتى شخص آخر فلن نقدر ان نلبيه لأنه في هذه الحالة نحتاج لملايين الدولارات لتلبية كل احتياجاتهم على الصعيد المعيشي والصحي والاجتماعي. ان المنظمات الانسانية تقدم المال ولكنها تريد ان يصرف على اقامة دورات تثقيفية للأطفال، وهي عبارة عن دورات نفسية للطفل الذي رأى بعينيه القتل والذبح في العراق وسوريا، وفي الحقيقة قمنا بالابرشية بانشاء <لجنة الدعم الأشوري> التي يأتي اليها أطفال ممن عاشوا الحرب خصوصاً بعد دخول <داعش> الى الخابور حيث تم اختطاف 220 شخصاً، وتجدين طفلاً مثلاً أمه مختطفة ولا يدرك الأمر فاذا سمع بذلك وبأنها قد تُذبح او تُقتل يعيش حالة نفسية صعبة، وبالتالي تعمل <لجنة الدعم الأشوري> لتدريس هؤلاء الأطفال وتقدم لهم الدورات التعليمية.
ــ ما هو دور كنيسة المشرق الأشورية في ظل ما يتعرض له الأشوريون من تهجير وابادة؟ وماذا تستطيع الكنيسة أن تقدم لهم مع تزايد أعداد النازحين في لبنان الذي يعاني أصلاً من وضع صعب اقتصادياً واجتماعياً؟
– الكنيسة تريد ان تزرع الأمل دائماً في نفوس الناس، ولكن المشكلة أن الكنيسة تقف عاجزة عندما يكون البلد كله فاقداً للأمل، ونحن نصلي للرئيس المنتخب العماد ميشال عون بأن يكون الله في عونه لانه أتى في مرحلة صعبة جداً لأن تركيبة لبنان صعبة. فمادياً نحن غير قادرين على تقديم الدعم المادي ولكن نقدم لهم الدعم المعنوي اذ نزرع الأمل في نفوسهم. وخلال هذه الزيارة قصدت كنيسة <ربان بتيون> في الحدث ورأيت كيف يقوم المدرسون بتدريس 50 الى 60 طفلاً اللغة الانكليزية وأيضاً اللغة العربية وبذلك يزرعون لديهم الأمل، فتصوري أن هؤلاء الأطفال لم يذهبوا الى المدارس منذ تهجيرهم من سوريا والآن يدرسونهم ويتم تحضيرهم فاذا بقوا في لبنان او عادوا الى سوريا او العراق او حتى اذا هاجروا الى الخارج، فعلى الأقل سيكونون مؤهلين لأن يقرأوا ويكتبوا، فالطفل الأشوري يأتي من العراق او سوريا ويظل لسنتين او ثلاث سنوات او ربما أكثر دون ان يتعلم، واذا سافر الى استراليا او اميركا فانه سيعاني اذ اي مدرسة سيدخلها عليه ان يتعلم اللغة الانكليزية ليقدر ان يصل الى المرحلة الثانوية ليكمل دراسته. وكان هناك ضغط على مدرستنا الأشورية المتوسطة في منطقة سد البوشرية اذ كان لدينا حوالى 200 تلميذ، وخلال هذه السنة الدراسية انخفض العدد الى 120 تلميذاً واظن أن السنة المقبلة سيكون العدد قد انخفض الى 50 أو 60 تلميذاً لأنهم كلهم هاجروا، ولهذا نحاول قدر الامكان تقديم المساعدة لهم سواء عبر دورات تثقيفية او بالتدريس او المساعدات الصحية.
ــ وهل كانت لك خلال هذه الزيارة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين؟
– خلال هذه الزيارة لم التقِ بالمسؤولين اللبنانيين، ولكن منذ سنة زرت غبطة البطاركة في لبنان وأيضاً البرلمان اللبناني. وعندما التقيت بالبطاركة وعرضنا مشكلة الأشوريين تبين ان همومنا هي همومهم هم أيضاً، ولدى البطاركة هموم أيضاً، ولكن الجميع متفق انه بوحدتنا كمسيحيين سنصبح أقوى ونقدر ان نساعد بعضنا البعض اذا توحدنا.
ــ هجرة الأشوريين من العراق ليست جديدة اذ كانت قد بدأت في الثلاثينات من القرن الماضي لتزداد اكثر منذ الحرب في العراق عام 2003 وصولاً الى دخول <داعش> الى الموصل حيث تهجرت الاف العائلات الأشورية، فما هي تداعيات هذه الهجرة على المدى الطويل؟
– هجرة اي شعب سواء أكان مسيحياً او مسلماً الى الغرب تعني اننا نتحدث عن الانصهار وعن نهاية وجود الشعب او الطائفة في تلك الدول. فعلى سبيل المثال الأشوري يعاني من ضياع لغته وعاداته وتقاليده في الغرب، ولو لم تكن الكنيسة الأشورية موجودة في الغرب لكان الأشوري قد انصهر في المجتمع الغربي، والأمر نفسه بالنسبة للسرياني او الماروني او الشيعي او السني، فالأشوري كان سيذوب في تلك المجتمعات ولكن الكنيسة في دول الاغتراب فتحت المدارس وانشأت اللجان لتحافظ على الهوية الأشورية.
ــ ولكن الأشوري في لبنان حافظ على لغته وهويته!
– طبعاً في لبنان حافظ الأشوري على لغته وهويته، لأن تركيبة لبنان تجعل كل طائفة تحافظ على عاداتها وتقاليدها. ففي لبنان كل الأشوريين يتحدثون الأشورية حتى لو كان هناك زيجات مختلطة بين أشوريين وغير أشوريين. ولكن المهم ان يكون هناك تواصل مع الكنيسة، فعندما يقطع الأشوري التواصل مع كنيسته وطائفته فمن المؤكد أنه لن يقدر ان يحافظ على لغته، فالكنيسة هي المركز الذي يربط الأشوري بلغته وهويته، ففي العراق مثلاً حافظت الكنيسة على الوجود الأشوري من حيث اللغة والتقاليد والثقافة وفي سوريا الأمر نفسه، ولكن عندما يغادر الانسان أرضه فلن يقدر ان يحافظ على هذه الأمور، فالروابط الجغرافية مهمة جداً، لأن الأجيال القادمة في الغرب سيسألون من أين أتوا، وعندما يعلمون بأنهم من العراق او سوريا او لبنان فلن يهتموا للأمر لأن ما يعرفه الناس عن هذه البلدان انها تشهد حروباً بينما الدول المتقدمة تسير نحو التقدم حيث العلم والتكنولوجيا والاقتصاد المزدهر.
ــ كيف استطاعت كنيسة المشرق الأشورية في دول الاغتراب ان تحافظ على اللغة الأشورية وهويتها؟
– تتحدثين هنا عن نقطة في بحر اللغة الانكليزية وعادات جديدة وتقاليد جديدة ونحن في عصر <الانترنت>، ناهيك عن الزواج المختلط ففي استراليا نحن والسريان والكلدان نرى يومياً زيجات مختلطة فالأشوري يتزوج من يونانية وايطالية واسترالية، والصبية الأشورية تتزوج من غير اشوري أيضاً، وطبعاً عندما يلتحق الشاب الأشوري بالجامعة تصبح اللغة الانكليزية لغته الأساسية ويتحدث بها في منزله ايضاً. ولكن نحن من جهتنا ككنيسة عملنا على انشاء المدارس اذ لدينا في استراليا مدرسة ابتدائية تضم 650 تلميذاً وتلميذة، وهي تُدرس الدين واللغة الاشورية، ولدينا ثانوية تضم تقريباً 550 تلميذاً وتلميذة، والآن نقوم ببناء كلية <مار نرساي> وكلفتها 32 مليون دولار وسيلتحق بها تقريباً 1000 طالب، فاليوم مع تزايد أعداد الأشوريين في استراليا كان لا بد من انشاء الكلية اذ يقيم هناك ما بين 30 او 35 ألف أشوري، والآن لدينا حوالى 1500 طالب يدرسون في مدارس كنيسة المشرق الأشورية وقد تخرج العديد منهم في مجال الطب والهندسة والعلوم، وبالتالي نحاول قدر الامكان الحفاظ على اللغة والهوية الا اننا نسبح عكس تيار قوي ألا وهو تيار العلمانية وتيار الليبيرالية.
ــ ما هو دور المجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء استهداف الأشوريين؟
– المجتمع الدولي يشجب ما حدث للأشوريين، ويشجب ما حدث للمسيحيين في الشرق، ويشجب القصف، فمجلس الأمن يجتمع ويبدي قلقه، ولكن للأسف ومنذ سنوات طويلة ونحن لا نسمع سوى كلمات الشجب والاستنكار ليس الا، فالناس هُجروا وقُتلوا، فيما الأسلحة تباع الى الشرق والحروب لا تنتهي في المنطقة والسلاح متوافر بكثرة في دول المنطقة. لقد آلمتني كثيراً رؤية أطفال يحملون السلاح في اليمن، فالأمم المتحدة تساعد النازحين والمـهجريــــن ولكــــــن عددهــــم يتزايــــــد يومـــــــاً بعـــــــد يــــــــوم اذ وصل عدد المهجرين في العالم الى ما بين 70 و الـ80 مليون مهجر.
حاورته الإعلامية وردية بطرس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=825765.0