الرئيسية > مميز > على شعبنا وكنائسنا التعامل بجدية مع مقترح البطريرك ساكو حول وحدة كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية رغم الأسئلة الكثيرة والفرضيات العديدة والجدل الذي يثيره

على شعبنا وكنائسنا التعامل بجدية مع مقترح البطريرك ساكو حول وحدة كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية رغم الأسئلة الكثيرة والفرضيات العديدة والجدل الذي يثيره

 

على شعبنا وكنائسنا التعامل بجدية مع مقترح البطريرك ساكو حول وحدة كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية رغم الأسئلة الكثيرة والفرضيات العديدة والجدل الذي يثيره

ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد

توطئة

قدم البطريرك لويس روفائيل ساكوا أفكاره “الشخصية” حول وحدة كنيسة المشرق التي صارت مطلبا جماهيريا من مكونين أساسيين من مكونات شعبنا وهم الكلدان والأشوريين (رابط 1).

والبطريرك ساكو اتفقنا معه او اختلفنا قد أدخلنا في زمن جديد. له العديد من الصفات القيادية التي يبحث عنها أي شعب بوده النهوض بنفسه ومؤسساته.

ومع مكانته البارزة يعمل بتواضع. يكتب أحيانا ليس بصفته الجالس على واحد من أعظم الكراسي الكنسية طرا، وهو كرسي ساليق/قطيسفون، بل واحد منا له اراءه الشخصية يطرحها للنقاش في مواقع شعبنا شأنه شأن أي كاتب اخر.

وأظن ان كنيستنا المشرقية انجبت ثلاثة بطاركة عظام في القرون السبعة الماضية منذ انتكاستها الرهيبة علي يد المغول. الأول هو البطريرك يوسف اودو والثاني هو البطريرك بنيامين شمعون والثالث هو البطريرك ساكو، الذي نعيش زمانه.

ومن مميزات البطريرك ساكو انه يطرح أي مقترح حول مصيرنا كشعب وكنيسة أي وجودنا للحوار العام كي يتناوله الكل ويشبعونه نقاشا من خلال ما هو متوافر من وسائل إعلامية في متناول شعبنا وكنائسنا.

وهو بهذا، شأنه شأن القادة الكبار، يجس نبض الشارع ويعده لقرار مصيري او نقاشات مصيرية، وكأنه بهذا يضع مقترحاته وأراءه امام استفتاء شعبي.

والبطريرك ساكو يقبل النقد طالما كان ضمن الكياسة واللياقة الأدبية. بيد انه عَبَرَ كل حدود التواضع والتسامح عندما وصف بعض نقاده رغم تجاوز عباراتهم التي وصلت الى المباشرة والشخصنة بأنهم أبنائه ومن موقعه كأب لن يكترث ولن يرد وهو يحبهم دائما.

هدف الدراسة هذه

وبودي في هذا المقال تقديم افكاري الشخصية حول وحدة كنيسة المشرق بفرعيها الكلداني والأشوري. وفي هذا سأناقش الأفكار التي اتى بها البطريرك مستندا الى قراءتي الخاصة للوضع الحالي وفهمي لتاريخ هذه الكنيسة المشرقية العظيمة المقدسة الرسولية الجامعة وكذلك إدراكي الشخصي لطبيعة العلاقة مع الكرسي الروماني.

واظن ان صدر بطريركنا الجليل، الذي يدهشنا ويحتلنا باستمرار منذ جلوسه على كرسي اجداده في ساليق/قطيسفون الذي يشترك فيه مع اشقائه في الشقين الأخرين من هذه الكنيسة، سيتسع أيضا لأفكاري الشخصية وقراءتي الخاصة.

إنني شخصيا أقول دائما انا مسيحي مشرقي وكنيسة المشرق بلاهوتها وعقيدتها وفلسفتها وآدابها وشعرها ولغتها وطقسها وتقاليدها وموسيقاها وشعرها ونثرها وثقافتها وفنونها واعلامها وقديسيها ورموزها وشهدائها وريازتها واستقلاليتها هي وجودي وهويتي، ووحدتها حلم امل ان اعيشه واتحقق منه وافرح به قبل مماتي.

ولكن قبل ان ادخل في مناقشة الأفكار الشخصية التي اتى بها البطريرك، دعنا نعرج على بعض العلمية والأكاديمية كي نستند اليها للوصول الى حقيقة واقعنا الاجتماعي. الواقع الاجتماعي – أي من نحن وماذا نريد وكيف نصل الى ما نريد وما هي ظروفنا وامكاناتنا وطاقاتنا وما هو موقعنا وما هي هويتنا – لن نصل اليه بالعاطفة والتمني والشعور والأفكار والمشاعر الشخصية التي تنتابنا بين الفينة والأخرى.

كيف نعرف ونعرّف أنفسنا

نعرف واقعنا الاجتماعي من خلال اثارة أسئلة محددة ومحاولة الإجابة عليها ووضع فرضيات ومحاولة البرهنة عليها او تفنيدها. لا مكان للشعور والعواطف والأفكار الشخصية في معرفة من نحن وما هو واقعنا الاجتماعي. كل مقترح يفتقر الى فرضيات محددة واسئلة محددة يتم تجريبها والبرهنة عليها للوصول الى نتائج مرْضية قد يؤدي الى نتائج وخيمة إن تم تطبيقه.

ونعرف واقعنا الاجتماعي من خلال السياق أيضا. والتاريخ جزء جوهري من كل سياق. إننا نتاج تاريخنا وسياقنا. وأنا أعرج على التاريخ في هذا المقال او بالأحرى الدراسة المطولة غايتي هي فهم واستيعاب الحاضر الذي ولد من رحم الماضي.

تقديم مقترحات وأفكار شخصية بدون أسئلة وفرضيات معناه نحن لا زلنا نتكئ على المشاعر والأحاسيس والعواطف والذاتية وبعيدون عن الموضوعية والنزاهة والحياد. المشاعر والأحاسيس لن تحدد هوية أي مؤسسة او شعب او مجموعة كنسية او مدنية ولن تساهم في تعزيز استقلالية المؤسسة الرائدة فيه وهي المؤسسة الكنسية ولن يؤدي الى تحررها إن كانت تابعة. اليوم الدنيا تقاد من خلال فرضيات محددة والإجابة عن أسئلة محددة وسياقها التاريخي وواقعها الاجتماعي وليس المشاعر والأحاسيس.

المشاعر والأحاسيس والأفكار الشخصية البعيدة عن الفرضيات والحوار المتكافئ واسئلة ذات علاقة مباشرة بالواقع الاجتماعي لن تحدد هويتي ومشرقيتي وكذلك طبيعة الشراكة مع الكرسي الروماني.

وكثيرا ما نقرأ في هذا الموقع من يقول انني صاحب الهوية الفلانية او التسمية الفلانية او المذهب الفلاني لأن هذا شعوري وهذه احاسيسي وهذا موقفي الشخصي وهذه انفعالاتي او لأن والدي او جدي قال ذلك. العالم اليوم لا يكترث بماذا نشعر او نحس او ماذا قال جدي وأبي وعمي. العالم يتعامل مع الواقع الاجتماعي من خلال أسئلة محددة وفرضيات محددة.

فرضية بسيطة

أظن ان قرائي الكرام بأغلبيتهم الساحقة يدركون معنى الأسئلة والسياق (دور الماضي في تكوين الحاضر) ولكن ربما يتساءلون حول ما اعنيه بالفرضية. وهاكم مثال بسيط:

لو نزلت صخرة من قمة الجبل وسقطت في الشارع، هناك احتمال اصطدامها بعجلة وقتل سائقها وركابها. الأحاسيس والمشاعر والأفكار الشخصية لا تفيد ابدا في درء الخطر. علينا تقليل او الغاء باي طريقة ممكنة إمكانية سقوط الصخرة من الجبل في الشارع إن أردنا الحفاظ على سلامة وامن المواطنين وإلا فإن الصخرة ستسقط وتؤذي وتقتل وتجرح ولن تنفع كل مشاعرنا وأحاسيسنا وانفعالاتنا وأفكارنا الشخصية.

ولدرء خطر الصخرة، علينا القيام بحوار متكافئ لا يقبل سياسة التابع والمتبوع والسيد والعبد والشروط المسبقة ولا مكان فيه للمشاعر والعواطف من خلال إثارة أسئلة وفرضيات ودراستها للوصول الى حلول ناجعة للحفاظ على السلامة. وهذا يحتاج الى بحث متعدد المجالات من قبل باحثين في عدة اختصاصات. هكذا تفكر وتعمل الشعوب المتحضرة وهكذا يفكر ويعمل القادة الحريصين على شعوبهم وهكذا يفكر ويعمل المدراء الحريصين على مؤسساتهم وشركاتهم ودوائرهم.

ماذا عنا

اما نحن ومؤسساتنا المدنية والدينية وقادتنا المدنيين والدينيين غالبا ما نتكئ على العواطف والأحاسيس والأفكار الشخصية والانفعال وغياب الحوار الحضاري والمتمدن لتقرير مصير شعب ابي عريق علّم الدنيا القراءة والكتابة وكنيسة مشرقية عظيمة كانت لها انافورات وليتورجيا وفلسفة وعلوم وفنون وقديسين ومفكرين ولاهوتيين وأعلام وموسيقى وشعر وعلماء في شتى أنواع المعرفة “وقيثارة الروح القدس” عندما كان الأخرون يبيعون صكوك الغفران ويطبقون محاكم التفتيش.

ما هي هويتنا (خصوصيتنا)؟

الهوية تتمثل بالثقافة والآداب والفنون والشعر والليتورجيا والموسيقى والأناشيد والرموز والأعلام والفلكلور والتقاليد والطقوس – كل هذه من أرقي ثمار الحضارة الإنسانية – التي تميز الشعوب (الهويات) عن بعضها. كل هذه الرموز التي تشكل هوية أي امة في الدنيا تختزلها اللغة. ولغتنا القومية لها من الفنون والرموز والأدب والموسيقى والتراث والليتورجيا والخصوصية ما لا تملكه أي امة أخرى. الذي حفظ لنا كل هذا لنا رغم الاضطهاد المريع الذي تعرضنا ونتعرض له من الكل دون استثناء في شرق الدنيا وغربها هو كنيستنا المشرقية المجيدة وليس غيرها.

وكنيستنا المشرقية كاثوليكية شأنها شأن الكنيسة الرومانية التي هي كاثوليكية. لهما انجيل واحد ولكن هويات مختلفة. هوية وخصوصية الكنيسة الرومانية او الكرسي الروماني لاتينية حسب التعريف أعلاه. وهوية وخصوصية كنيستنا او كرسي ساليق/قطيسفون مشرقية، حسب التعريف أعلاه.

ما هي الشراكة

يقول البطريرك إن “شركة الإيمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة.” هذا صحيح لأن الكنيستين ايمانهما سليم وقويم. ولكن لا يعرّف لنا البطريرك ماهية الشراكة ولا واقعها التاريخي والاجتماعي.

الخلافات بين كنيسة المشرق وكنيسة روما في مسائل الإيمان والإنجيل لفظية وحسب، وهذا ما يؤكده البطريرك. وهذا صحيح ومعناه ان الكرسي الروماني والكرسي المشرقي متكافئان ومتساويان في الإيمان والإنجيل. إذا، بأي حق يكون لأحدهما سلطة مؤسساتية (وهذا يشمل اركان تعريف الهوية اعلاه) على الأخر لا تحتويه بل تلغيه لا تقويه بل تضعفه؟

الشراكة تعني المساواة. هل هذا حاصل؟ المساواة بين الكراسي لأن، وحسب قول البطريرك وهذا صحيح – لا خلاف بينهما حول الإنجيل والمسيح وصليبه، وهذا هو الأهم، لأن الإنجيل والمسيح فوق الكل وفوق الكراسي؛ لأن الإنجيل هو الطريق الى السماء وليس الكرسي.

وانا المسيحي المشرقي البسيط والجالس على أي كرسي مهما علا شأنه ومقامه سنقف امام الرب، صاحب الإنجيل، سوية. هو لن يفده كرسيه في الدينونة لأنه سيدان حسب اعماله. وأنا الإنسان البسيط لن اتكئ غير على اعمالي وليس على الكرسي ومن جلس او سيجلس عليه، أي كرسي كان. وهناك نصوص وآيات كثيرة تؤكد هذا وتسنده بالأدلة والأمثلة والبراهين.

من هنا نستنج ان قراءة الإنجيل وممارسته هي الأهم في أي شراكة والأمور الأخرى دنيوية توقعنا في التجربة وكل يوم نصلي ونطلب “لا تدخلنا في التجربة.” الشراكة في الإنجيل وعداها سلطة وجاه وامور مؤسساتية أرضية وكل مؤسسة سلطوية (لاسيما المؤسسات الكبيرة وعلى وجه الخصوص المؤسسات الدينية الكبيرة) تحاول فرض نفسها ومصلحتها ومنفعتها على الأخرين. السطلة تحارب وتتقاتل من اجل مصلحتها. والمؤسسة التي تسلم مقاديرها كي يحتلها او يدمجها الأخر ويفرض عليها تفسيره ومنهجه الخاص في النظام والإدارة مثلا وتهمش استقلاليتها تخون الأمانة.

جوهر شراكة كنيسة المشرق الكلدانية مع روما كانت انجيلية لعدة قرون وليس مؤسساتية ابدا حسب مفهوم المؤسسة أعلاه. ولكن هذه الشراكة لم تصمد لأن الطرف القوي نكث في عهده وتعهداته والبطريرك يقرأ التاريخ وهو واحد من اختصاصاته ولابد انه على دراية تامة بالانتفاضة والثورة الكلدانية العارمة التي قادها البطريرك يوسف اودو، رائد نهضة شعبنا، ضد الفاتيكان كمؤسسة لأنه ألغى الشراكة وفرض الطاعة العمياء والمطلقة في كل شيء حتى في ابسط الأمور المؤسساتية ولا زال (رابط 4).

فقدان الصلاحيات والحقوق واضمحلال دور وسلطة البطريركية تم بعد وأد هذه الانتفاضة الكلدانية المباركة ضد التدخل والسيطرة المؤسساتية الفاتيكانية. يكرر البطريرك في سجاله مع المجمع الشرقي ورئيسه ان الأخير يتبع سياسة المماطلة والتسويف (رابط 1) في علاقته مع مؤسسة الكنيسة الكلدانية والمراسيم البطريركية والسنهادوسية. ولكن هذا من حق الكاردينال اللاتيني (دائما اللاتين هم السادة) لأن سلطته المؤسساتية شبه مطلقة ومثبتة في قوانين وزارة المستعمرات التي يرأسها (في علم الخطاب نطلق على مسميات مثل “المجمع الشرقي” مصطلح تلطيفي، لأن تسميته شيء وباطنه شيء اخر تماما). الغرب برمته تخلى عن هكذا وزارة ومفاهيم وقوانين ومؤسسة الفاتيكان لا زالت متشبثة بها. والسؤال ما علاقة المماطلة والتسويف والتسلط المؤسساتي بهذا الشكل بالإنجيل والإيمان (الشراكة)؟

واظن ربما لم يبق مسيحي مشرقي بكافة المذاهب والطوائف لم يضرب عشره على رأسه للطريقة المهينة التي تعامل ويتعامل الكاردينال رئس المجمع الشرقي مع مؤسسة الكنيسة الكلدانية الى درجة بات الكثير من الكلدان يقول إن الكاردينال اللاتيني الغريب والدخيل هو البطريرك الحقيقي لأن في يده مصير الكل ومن ضمنهم البطريركية. لنكن واقعيين ونقول الحقيقة رغم مرارتها. هذه أسئلة وفرضيات لا بد من إثارتها والتعامل معها وحلها لصالح كنيستنا المشرقية في أي وحدة قادمة. ومسألة الكهنة وأبرشية سانتياغو خير دليل. نذكرها ونؤكد عليها لأنها مؤشر خطير على الضياع والبعثرة والاحتواء والذوبان.

مسألة الكهنة والرهبان “الهاربين”

فشلت البطريركية في تعاملها مع هذه القضية لأن سلطتها محدودة جدا وتكاد تكون معدومة. السلطة برمتها في يد الكاردينال مسؤول المجمع الشرقي. إن كنا نحن فقدنا استقلاليتنا منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بحيث صرنا اتباع وليس شركاء، لا اظن يحق لنا التفكير في وحدة او اتحاد مع كنائس مستقلة مؤسساتيا إن لم نحرر أنفسنا أولا؟

القاء اللوم على الكهنة وتعريتهم بالشكل الذي تم دليل دامغ على ان البطريركية لا استقلالية لها وهي بالمطلق تحت الحكم المؤسساتي للكاردينال ومجمعه الشرقي. هذا خطأ تاريخي كان يجب ان لا يقع ولكن هذا الواقع. الم يكن من الأجدر على البطريركية ان تحصل أولا على حقوقها المسلوبة وصلاحياتها المغتصبة بخصوص المناطقية ورسامة وعزل او إيقاف الأساقفة والبت في أمور الليتورجيا والرموز والأعلام وغيرها لا سيما التحرر من السلطة المؤسساتية الرومانية قبل صب جام الغضب على اخر وأضعف حلقة في الهرم الكهنوتي متمثلة بالرهبان والكهنة؟

هل الشراكة مع الكرسي الروماني حقا قوة

ويقول البطريرك إن الشراكة مع الكرسي الروماني “هي قوة وليست انتقاصا … لذا التفكير بفكّ ارتباط كنيسة المشرق مع كرسي روما خسارة كبيرة وضعف.”

إن قرأنا التاريخ والواقع الاجتماعي مليا للكنيسة الكلدانية لرأينا حقا ان الشراكة كانت قوة في بدايتها وللحق والتاريخ كانت قوة هائلة قبل فترة الهجمة التبشيرية في حوالي منتصف القرن الثامن عشر وقبل الهجمة او بالأحرى الغزو اللاتيني الكاس

 

ح على المناطق خارج ما بين النهرين لاسيما الهند.

بعد هذا التاريخ صارت الشراكة نقمة على الكلدان والتاريخ شاهد وليس بإمكاننا تغيره لأنه موثق بالتفصيل اليومي وفي حوليات ورسائل ويوميات الرهبان والقسس والأحبار والبطاركة الكلدان، أي نحن شهود على النقمة التي حلت بالكلدان بسبب هذه الشراكة لا سيما عندما نكثت مؤسسة روما بكل عهودها ومواثيقها معنا.

عن أي قوة يتحدث البطريرك وبعض تفاصيل الكارثة التي اوقعها اللاتين بالكلدان لا زالت حيّة في اذهاننا وبعضنا شاهد عيان عليها لأن بعض تفاصيلها حدثت في منتصف الستينيات من القرن الماضي؟

لقد تحدثت عن هذا كثيرا والذي يريد الاطلاع بإمكانه مراجعة بعض المصادر المرفقة وكلها كلدانية المنشأ (رابط 4). هذا ليس من الماضي. إنه يعيش معنا لأننا نعاني منه وقضية الكهنة والرهبان جزء بسيط جدا من إفرازاته.

هنا وجريا على مواقف اجدادي من الذين ثاروا وانتفضوا على الظلم والطغيان انا لا أمس الكرسي الروماني لأنه مقدس شأنه شأن كرسي اجدادي. وهذا ما كان يفعله الرهبان والقسس والمطارنة والأحبار والبطاركة الكلدان حيث كانوا يصبون جام غضبهم على اللاتين وبعثاتهم التبشيرية ومجمع البروبغندا السيء الصيت سلف المجمع الشرقي وكارديناله الحالي.

ما قاله وسجله وأرشفه الكلدان ورجال دينهم (وهنا لا اذكر ما قاله ويقوله بقية الأشقاء المشرقيين) في الظلم المؤسساتي الذي وقع علينا من الفاتيكان ومجمعه الشرقي من السوء والقسوة حيث ترتعش له الأبدان ويوقف شعر الرأس ولا حاجة أن اعيد اقتباس بعض النصوص من مصادر حية من الرهبان والقسس والأساقفة والأحبار والبطاركة الكلدان حول المآسي والفواجع التي اوقعتها مؤسسة الفاتيكان بنا. فعن أي قوة نتحدث؟

المؤسسة الكنسية في أفول

وكنيسة المشرق الكلدانية بسبب هذه السياسات هي في افول منذ فشل الانتفاضة والثورة الكلدانية وأخشى انها ستنقرض إن لم يتحرك البطريرك وأساقفته ومجمعه ويستجمعوا شجاعتهم المشرقية مستنيرين برائد نهضة الكنيسة الكلدانية في العصر الحديث البطريرك اودو وبسرعة لاسترجاع كل حقوقهم المؤسساتية المغتصبة. أظن ان البطريركية على دراية بالأوقاف والمناطق التي سلبها اللاتين منا وهي على دراية بقوانين المجمع الشرقي التي أكل عليها الدهر وشرب وهي ميراث الاستعمار الأوروبي القديم وليس الحديث.

واليوم وبسبب هذه السياسات ضاعت الهند وضاعت المناطق وبإمكان أي أسقف او اسقفين تحدي البطريركية كما يحدث اليوم وكما سيحدث غدا إن أراد أي أسقف اخر السير في خطاهم وهذا جائز بالاتكاء على المجمع الشرقي لأن الصلاحيات لدى كرديناله وسكرتيره من اللاتين وليس البطريركية. نظام المناطقية وحتى الحبرية بالمفهوم المؤسساتي نظام استعماري تسلطي بحت لا علاقة له بالإنجيل والإيمان.

مثل الرهبان

ويحضرني مثل الرهبان مرة اخرى الذين وردت أسماؤهم في اخر تصريح (رابط 3). بعض هؤلاء أصدقائي وبعضهم تلامذتي ولكن ما هو الذنب الذي اقترفوه؟

كي يدرك الكلدان ومعهم اشقائنا الأشوريين وبقية المشرقيين المسيحيين ما يحدث وما هو الواقع الاجتماعي، ولو انني اظن ان الكثير لا يكترث او ربما سيقذفني بعض الأخوة بسيل من الشتائم والتجريح بدلا من تقديم حجج مضادة او تشغيل العقل لتقديم مبادرات عملية والإجابة على الأسئلة المثارة ومناقشة الفرضيات التي اوردتها، أقول إن سبب ما حدث لهؤلاء الرهبان هو المجمع الشرقي الفاتيكاني الأجنبي والدخيل لتدخله غير المبرر وغير المنطقي في الرهبنة الهرمزدية الكلدانية وهي جزء بسيط من كنيسة واسعة الأطراف بملايين الأتباع قبل اقتحامها من قبل اللاتين ومبشريهم.

وانا اتحدث كشاهد عيان لأن الرهبنة تعيش في عروقي وانا مدين لها بالكثير. في منتصف التسعينات من القرن الماضي جرت انتخابات ديمقراطية نزيهة في الرهبنة بعد رياضة روحية “وحلول الروح القدس” وتم انتخاب الراهب المرحوم شربل رئيسا عاما. ألغى سفيرة دولة الفاتيكان في بغداد الانتخابات برمتها وحوّل المجمع الشرقي الرهبنة الى حبرية أي خارج السلطة البطريركية.

اشتكى الراهب شربل رحمة الله عليه – وهو زميلي في الدير وصديق حميم– لدى البطريرك المرحوم بيداويد واجابه انه لا سلطة له على السفير ونصحه بالذهاب إليه والتفاهم معه. والسفير لا يتفاهم؟ وألغى السفير الانتخابات ونصب الراهب قرياقوس رئيسا عاما وفرضه على الكل شاء من شاء وأبى من ابى.

منصب السفير منصب دبلوماسي، شأنه شأن سفير أي دولة أخرى، ولكنه تقريبا الكل في الكل وقد تعاملت شخصيا مع سفيرين بحكم منصبي في بغداد وانا على علم كيف انهم يتدخلون تقريبا في كل كبيرة وصغيرة وبطرق لا تخطر على البال…

بعد فترة جرت انتخابات وفاز فيها الراهب مفيد وحدث ذات الشيء. هذه مؤامرات ودسائس ومماطلة ولا علاقة لها بالإنجيل والشراكة التي يمتدحها البطريرك. الراهب مفيد وغيره تركوا الرهبنة لأن مديرها وسيدها هو الدخيل والأجنبي والبطريرك لا حول ولا قوة له. وعندما ذهب الراهب مفيد مشتكيا للمرحوم البطريرك دلي، قال له: “اذهب للسفير. هو يقرر.”

وبعدها جلبوا راهبا لبنانيا لا يعرف لغتنا وطقسنا وتراثنا، غريب عن ثقافتنا وهويتنا وخصوصيتنا ولغتنا، ونصبوه رئيسا واليوم الرهبنة تعاني وهي على شفا الانقراض. لمن نشتكي؟ من سيحمي الكنيسة المشرقية الواحدة من السفير؟

ذوبان

ويقول البطريرك “الوحدة لا تعني ذوبان هويتنا الكنسية الخاصة.” وماذا ابقي اللاتين لنا من هوية او ماذا ابقينا لأنفسنا من هوية؟ وأين صار الطقس الكلداني الذي لا مثيل له في الدنيا وأين صارت الريازة وأين صارت اللغة وأين صار الملايين والملايين من الكلدان وكنائسهم وأوقافهم ومناطقهم …؟

ما تبقى من الكنيسة الكلدانية (بعد ان استولى المبشرين اللاتين من مؤسسة الفاتيكان على تاجها وعروسها وأعني هنا الهند وغيرها) في طريقها او ان بعض مناطقها المتبقية صارت أكثر لاتينية من اللاتين أنفسهم.

كل الأيقونات والصور والأعلام والقديسين والصلوات والطقوس والريازة والأناشيد والثقافة والأدب وغيرها صارت لاتينية تقريبا على حساب ليتورجيا مشرقية حوارية فكرية فلسفية تسمو على كل ما لدى اللاتين.

إن كانت البطريركية حقا مهتمة بعدم ذوباننا لألغت كل ما اتانا من اللاتين واسترجعت كل ما اخذوه منا وفكت ارتباطنا المؤسساتي بهم لأننا كنيسة ذات خصوصية وهوية لا يجوز ان نلغي هويتنا لمصلحة هوية دخيلة وأجنبية. هذا لا يقبله اللاتيني الكاثوليكي ابدا. لماذا يقبله الكلداني المشرقي الكاثوليكي؟

شخصيا لا اشك ابدا بصدق ونزاهة البطريرك وحبه لكنيسته المشرقية وشعبه بأسمائه المختلفة ولكن لا نستطيع ان نستد الى المشاعر والأحاسيس والأفكار الشخصية لإنقاذ شعب وكنيسة وهوية لا سيما إن كنا في موقع الصدارة.

إن كان الكلدان ومؤسستهم الكنسية أصحاب هوية عليهم أولا وقبل كل شيء إحياء ثورتهم المباركة والاحتفاء بقائد هذه الثورة البطريك اودو. صاحب هوية الذي يقول انه يرفض الذوبان ويحافظ على الخصوصية، فإن كانت له خصوصية هي خصوصية الانتفاضة الكلدانية المباركة على الظلم الذي اتاهم من اشقاء لهم في الدين والمذهب. هل هناك امة ذات هوية لا تحي ذكرى انتفاضتها وثورتها وقائدها؟

فهل يتجرأ كلداني (علماني او اكليروسي) صاحب هوية ان يرفع صورة البطريرك اودو ويجعل من منطلقاته وثورته وانتفاضته ومشاريعه وصراعه نبراسا لما يجب ان تكون الهوية عليه ويطالب بإعادة الحقوق المغتصبة في كل شيء؟ الذي يقرأ الإنجيل ويرفع الصليب يجب ان لا يعتدي او يغتصب حقوق وصلاحيات وامتيازات الأخرين والأنكى انهم في شراكة وميثاق وعهد معه او في اقل تقدير هذا ما نتوقعه منه.

من هو الجريء بين الكلدان (علماني او اكليروسي) الذي سيقوم بطلب تعويض وإعادة كافة الحقوق والصلاحيات والمناطق والأوقاف الى أصحابها الشرعيين؟ الم يطالب ضحايا ممارسات وسياسات دولة الفاتيكان من الاعتداء الجنسي وغيره كثير من الكاثوليك اللاتين تعويضات ودفعت مؤسسة الفاتيكان صاغرة مليارات ومليارات الدولارات لهم ورفعت كل الغبن عنهم من خلال تشريعات حديثة تلبي متطلبات المدنية والحضارة الغربية المعاصرة؟ ام يحق للسيد الكاثوليكي اللاتيني ما لا يحق للتابع الكلداني الكاثوليكي؟ وهناك امثلة كثيرة جدا لا يتسع المجال لذكرها وهي في متناول اليد ومن خلالها باستطاعتنا اثارة الكثير من الأسئلة ووضع العديد من الفرضيات.

وهل يتجرأ المجتمعون في سبيل الرابطة الكلدانية في بغداد الأن الوقوف دقيقة واحدة على ارواح شهداء هذه الانتفاضة؟ وهل يتجرأ المجتمعون على اعتبار تاريخ انطلاق ثورتنا المباركة عيدا وطنيا ويضعون المذهبية والطائفية جانبا ويحاربون من اجل استقلاليتهم واستقلالية مؤسستهم الكنسية وهويتها كما عرفّتها في هذا المقال وكما عرّفها البطريرك اودو في حينه؟ وهل تجرأ أصحاب النهضة الكلدانية والتي صار بعضهم اليوم يصفها بنكسة على القيام بذلك؟

الطريق الى وحدة كنيسة المشرق

اظن ان اول لبنة لوحدة كنيسة المشرق تبدأ بفك الارتباط المؤسساتي ( (constitution للكنيسة الكلدانية بالكرسي الروماني والإبقاء على الشراكة الإيمانية كما كان ينادي الثوار الكلدان وقائدهم في حينه. عداه فنحن لسنا أصحاب هوية لأننا نضع المذهبية والطائفية والسلطة المؤسساتية للمجمع الشرقي وكرديناله وسكرتيره وسفيره ومبشريه ووعاظه فوق هويتنا كشعب وكنيسة.

ماذا بعد

وبعد هذا السرد هل يضمن البطريرك ان ما وقع على الكلدان من ظلم واغتصاب حقوق ومناطق واتباع وصلاحيات واحتواء لن يحدث لأشقائنا الذين بقوا على مذهب الأجداد السليم والقويم في حال دخولهم في “شركة” مع الكرسي الروماني؟ هل يضمن ان المجمع الشرقي وكرديناله وسفيره ومبشريه سيتركونهم بسلام وسيحافظون على استقلاليتهم المؤسساتية والتنظيمية والثقافية والليتورجية واللغوية مع شراكة إيمانية انجيلية مع الكرسي الروماني؟

هل سيضمن ان مؤسسة الفاتيكان لن تفرض عليهم المناطقية والحبرية بالمفهوم أعلاه وتفرض عليهم أيقوناتها وصورها وتساعياتها وشهورها وصلواتها واعلامها ورموزها ولاهوتها وتعليمها وكراريسها ومناهجها التعليمية وغيره على حساب هويتهم وخصوصيتهم المشرقية؟ هل سيضمن ان كلمة البطريرك ومجلس اساقفته ستكون هي العليا في كل الأمور المؤسساتية من رسامة الأساقفة والتعيين ولإيقاف والعزل والليتورجيا والطقوس والمناطقية والتقليد والتعليم وليس كلمة وزير المستعمرات ساندري مثلا؟

وهل سيقبل بطريرك كنيسة المشرق الواحدة أي كان ان يكون وزير في الفاتيكان يتقدم عليه درجات في المكانة والتدرج والصلاحيات المؤسساتية وان يكتب له كي يحصل على موافقة تعميم كراس صلوات وإن حصل على موافقته وضعها بخط عريض في اول صفحة من القداس الإلهي كما حصل مع انافورة القداس الكلداني الجديد؟ الوضع الحالي في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا يطاق فيه ظلم وتبعية عمياء ومطلقة في كل شيء. فإن كنا لا نستطيع طبع كراس بدون موافقة وزارة المستعمرات فكيف سنضمن استقلالية الأخرين؟

وما هو ومن هو الكرسي الرسولي؟

والغريب لا نعرف ما هو ومن هو الكرسي الرسولي ولم يقدم البطريك تعريفا له في مقترحه الى درجة اختلط الأمر لدينا ونسينا اننا أصحاب كرسي رسولي في المقام الأول. اليوم ورقة مهلهلة من الكاردينال وزير المستعمرات يقال عنها انها قرار من الكرسي الرسولي او موافقة من الكرسي الرسولي كما حدث في ازمة الرهبان والكهنة؟ هذا خطاء. الكرسي الرسولي هو الشراكة بين الجالس على كرسي روما (البابا فقط) والجالس على كرسي ساليق/قطيسفون (البطريرك فقط). يجلسان سوية في حوار متكافئ ويقرران في المسائل الإيمانية الإنجيلية الخاصة بمشرقية كنيستنا وحسب. اليوم كل شيء من روما، مبشر بسيط ووزير وسكرتير وسفير وواعظ علماني كلهم صاروا كرسي رسولي. هذه ليست شراكة ابدا. هذا احتواء واستعمار مغلف بطابع ديني مذهبي وهذا ديدن كل المؤسسات السلطوية لا سيما الدينية والمذهبية منها.

فرضية جدلية

ويمكن إثارة سؤال او فرضية جدلية: إن كان بإمكان البطريرك تحصيل هكذا حقوق لأشقائنا الباقين على مذهب الأجداد في “الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد … من خلال احترام صلاحيات البطريرك والسينودس” لماذا لا يحصلها أولا لنفسه كبطريرك ومجمع اساقفه ومؤسسة كنيسته الكلدانية لتعزيز هويتها ثقافة ولغة وليتورجيا ورموز وريازة وتقليد وطقوس وتنظيم ومناطق وغيره ويعيد كل الحقوق والصلاحيات والمناطق وملايين الأتباع الذين اغتصبوهم منا عنوة وبعنف مفرط يرقى في بعض تفاصيله الى جريمة ضد الإنسانية والثقافة الإنسانية وهذا بشهادة الأحبار والبطاركة الكلدان؟ حتى تقليد زواج الكهنة وهو جزء من مشرقيتنا سلبوه منا بطريقة ماكرة في بداية القرن العشرين. فرض البتولية على الكهنة جزء من الذوبان والاحتواء والاحتلال. هل سيقبل اللاتين ان يلغي بطريرك ساليق/قطيسفون بتولية الكهنة حسب تقليد وخصوصية وثقافة كنيستنا المشرقية ويرسم كهنة متزوجين لرعيته في أوروبا مثلا؟ وهناك بالطبع أسئلة كثيرة أخرى يجب اثارتها ومناقشتها وإيجاد حلول مشرقية وليس لاتينية لها.

وهناك الكثير الكثير من الأمور التي لا اظن ان البطريركية الكلدانية ذاتها باستطاعتها الإجابة عنها لأنها خارج نطاق صلاحياتها التي سلبها المجمع الشرقي منها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بمكر وخداع ومماطلة وتسويف لا يدركه ويمارسه غير عتاة ودهاة السياسة والاستخبارات. وهناك الكثير الكثير من الفرضيات لا حق لها كتابعة للمجمع الشرقي وكرديناله البرهنة عليها او تفنيدها او البت فيها وإلا لما كانت مسألة بسيطة تتعلق بعدد من الرهبان تأخذ كل هذا الوقت وحرق اعصاب وتسويف ومماطلة والنتائج كانت مكسبا كبيرا للمجمع الشرقي وكرديناله وصحبه (دهاة في السياسة وقيادة دولة ومؤسساتها) وخسارة كبيرة لمؤسسة الكنيسة الكلدانية وهيبتها ومكانتها وستكون لها تبعات مستقبلية لا أستطيع التكهن بها.

خاتمة

هذا ما أتت به قريحتي مستندا الى قراءتي لواقع كنيسة المشرق الكلدانية-الاشورية المجيدة. في رأي المتواضع احتوت الدراسة على اسئلة مهمة وفرضيات أساسية أوردتها ضمن واقعها الاجتماعي وسياقها التاريخي. أي وحدة لا تجلب الاستقلالية المؤسساتية ( constitution ) الكاملة لكنيسة المشرق ستكون لها عواقب وخيمة ونخسر بقية الخصوصية التي لنا ونذوب وننتهي.

وأي اتفاق لا يجوز ان يكون شفهيا كما حدث مع البطريرك اودو (رابط 4). المؤسسات الكبيرة سلطوية، لها مائة طريقة وأكثر لفرض نفسها وما تريد، وألف تفسير ونص وتشريع للهيمنة على الضعيف.

ولهذا يجب ان يكون أي اتفاق مع دولة الفاتيكان حول استقلالية كنيسة المشرق مكتوبا وموقعا من قبل البابا وفيه فقرة او فقرات تجعله القانون الأساسي وفوق أي قانون مؤسساتي اخر لدى المجمع الشرقي والفاتيكان.

ومن ثم يجب إيداع الاتفاق كوثيقة رسيمة معتمدة في الأم المتحدة واختيار هيئة حيادية من القانونيين خارج نطاق مؤسسة الفاتيكان ومشرعيها ومحاميها وهيئاتها الاستشارية من اللاتين للبت في أي خلافات محتملة في المستقبل.

لقد عانى شعبنا كثيرا من التبشير الغربي ولا يزال حتى هذا اليوم هدف هجمة تبشيرية غربية شرسة أخرى من قبل مؤسسة الكنيسة الغربية الإنجيلية ذات سلطة لا حدّ لها ومال لا يحصى والتي صارت بقدرة قادر واحدة من أكبر الكنائس في العراق على حساب مشرقيتنا المسيحية وهويتنا وخصوصيتنا.

واشكر القارئ الكريم لا سيما الذي صبر وقرأ الدراسة المطولة هذه برمتها وعذرا إن كنت قد سببت له أي عناء او مشقة في قراءتها.

————————————-

رابط 1
http://saint-adday.com/permalink/7566.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,781808.0.html
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,784488.0.html

رابط 4
I.   للمزيد من التفاصيل الموثقة راجع رسائل البطريرك يوسف اودو ورسائل الأحبار الكلدان وراجع وثائق المجمع المسكوني (الفاتيكاني الأول). الكثير من هذه الوثائق متوافر للباحثين. كذلك هناك الكثير من الوثائق كانت في حينه في مكتبة دير السيدة ومار كوركيس ودير الابتداء في الدورة في بغداد واطلعت على بعضها شخصيا.
II.   لقد تم ترجمة بعض الرسائل التي كتبها البطريرك يوسف اودو واحبار كلدان اخرون ضمن كتاب: رسائل مار يوسف السادس أودو بطريرك الكلدان، تعريب وتحقيق المطران ابراهيم ابراهيم والشماس خيري فومية ،مشيكن 2010 .
III.   وكذلك انظر مؤلفات الأنبا شموئيل جميل حول علاقة الكنائس الشرقية بمجمع البروبغندا (الشرقي حاليا). وكان الأنبا جميل رئس عام الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكلدان، فترة انتفاضتهم المباركة ضد مؤسسة الفاتيكان ممثلة بمجمع البروبغندا. وبالمناسبة فإن البطريرك يوسف اودو كان راهبا في صفوف رهبنتنا الكلدانية. والجدير بالذكر ان بذور الانتفاضة الكلدانية ضد الاضطهاد المؤسساتي من قبل الفاتيكان ومجمع البروبغندا تعود الى الرهبنة الكلدانية.
IV.   وأيضا انظر حوليات الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، المجلد الأول 1808 – 1874