الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > هيئة الدعم الآشوري تُطلق برنامج جديد لتوفير الرعاية الصحية الذهنية والنفسية بالشراكة مع جمعية “إدراك”وبتمويل من الدول الفرنسية المتمثلة بسفارتها في بيروت

هيئة الدعم الآشوري تُطلق برنامج جديد لتوفير الرعاية الصحية الذهنية والنفسية بالشراكة مع جمعية “إدراك”وبتمويل من الدول الفرنسية المتمثلة بسفارتها في بيروت

هيئة الدعم الآشوري تُطلق برنامج جديد لتوفير الرعاية الصحية الذهنية والنفسية

بالشراكة مع جمعية “إدراك”وبتمويل من الدول الفرنسية المتمثلة بسفارتها في بيروت

 

بيروت – هيئة الدعم الاشوري

 

سلسلة من البرامج المتعددة تعمل على توفيرها هيئة الدعم الآشوري لأبناء كنيسة المشرق الآشورية في لبنان من نازحين ومقيمين. وفي الآونة الآخيرة كان العمل جاري من قبل الهيئة وبالشراكة مع جمعية “إدراك” للحصول على تمويل من السفارة الفرنسية في بيروت من اجل دعم برنامج يوفّر الرعاية الصحية الذهنية والنفسية لمختلف الفئات العمرية لأبناء الشعب الآشوري في لبنان.

 

بعد عدة اجتماعات بين ممثلين عن جمعية “إدراك” وممثلين عن هيئة الدعم الآشوري وبحضور اباء الكنيسة في بيروت، تم التوصّل الى اعداد خطة عمل كاملة للبرنامج من ناحية الاهداف، الوسائل، المشاكل الموجودة والحلول المطروحة. وبعد تقديم البرنامج على المعنيين في السفارة الفرنسية تم قبول تمويل هذا المشروع لما له من مردود ايجابي  كبير على المجتمع الاشوري في لبنان الذي بات يضمن عددا كبيرا من النازحين من سوريا والعراق الذين عانوا العديد من المواقف الخطيرة والمؤثرة سلبا على حالتهم النفسية لا سيما الاطفال والاولاد.

 

بداية شهر نيسان زار وفد من مركز الأزمات في وزارة الخارجية الفرنسية والسفارة الفرنسية في بيروت كنيسة المشرق الأشورية في سد البوشرية، وقد ضمّ الوفد الفرنسي:

السيد دومينيك ماس والسيد كامي دو روجي  (مركز الأزمات في وزارة الخارجية الفرنسية).

والسيد لوكا فينتربير (السفارة الفرنسية).

كما حضر الإجتماع الخور اسقف ياترون كوليانا والأب سركون زومايا، وممثلين من جمعية “ادراك” و “هيئة الدعم الآشوري” بالاضافة الى عدد من المتطوعين في هذا البرنامج والمعلمات العاملين ضمن البرنامج الى جانب عدد من تلامذة مدرسة مار كيوركيس.

استهل الاجتماع بعرض صوري بياني لأهم النقاط التي يستهدفها البرنامج والاهداف المرجو تحقيقها مع نهايته، ومن ثم كانت كلمة للسيد دومينيك ماس شرح فيها الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة الخارجية الفرنسية من اجل دعم ابناء القوميات والعرقية التي تعاني من الاضطهاد والتهجير والظلم في بلدان الشرق الاوسط، كما اوضح ان الوزارة قد خصّصت ما يقارب المليار و200 مليون يورو من اجل دعم برامج خاصة بهذه الاثنيات. كما شدد على اهمية هذا البرنامج الذي يعنى بالحالة الصحية الذهنية للفرد الذي يعيش صراعات ويشهد اعمال ارهابية تؤثر عميقا في تفكيره ونفسيته ما ينعكس سلبا على تصرفاته واعماله وحياته، واعطى مثالا عن عدة صراعات في العالم منها كمبوديا التي انتهت فيها الحرب ولكنهم ما زالوا يعانون من الاثار النفسية التي بقيت حتى بعد 30 سنة من انتهاء الحرب راسخة كابرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات التي شهدت صراعات دموية.

بعد الكلمة كان للوفد جولة على مختلف الاقسام التي يشملها البرناج المدعوم ماليا من قبل الدولة الفرنسية.

 

مشروع الرعاية الصحية الذهنية والنفسية

اهمية مشروع الرعاية الصحية الذهنية والنفسية تتأتى من خلال التأثيرات الكبيرة والمباشرة والعميقة التي يعيشها الطفل او الولد خلال مشاهدته او معايشته لصراعات حربية دموية واعمال ارهابية بشعة. كما ان للنزوح والتهجير والانسلاخ عن البيئة التي تربينا فيها وسعينا للتأقلم مع بيئة مختلفة في بلد مغاير مع اصدقاء وافراد جدد لا نعرفهم تطلب منا كـ” هيئة الدعم الآشوري” المختصة في توفير كل وسائل وانواع الدعم لشعبنا الاشوري في لبنان، تطلّب منا ان نفكر جدّياً في طرح حلول علمية وطبية فيما يخص الحالة النفسية للاولاد خاصة والمجتمع عامة. كان البحث مع جمعية “ادراك” الوسيلة والطريق التي اوصلتنا الى بناء مشروع يلبي هذه الاحتياجات ويوفّر هذه الحلول.

 

يأتي مشروع الرعاية الصحية للاهتمام بعدة مسارات وهي:

  • الحالة النفسية والذهنية عند الاطفال: في هذا المسار كان العمل بالتنسيق مع مدرسة مار كيوركيس الآشورية التي انتدبت مجموعة من المعلمات للعمل على برنامج الدعم النفسي للتلاميذ، وكان على مدار يومين تم اعطاء الحصص التدريبية والتأهيلية للمعلمات من قبل اطباء نفسيين مختصين محاضرين، ويشما هذا المسار العمل مع حوالي 8 معلمات وخمس صفوف عمرية، ما يوازي المئة طالب.
  • الحالة النفسية والتأهيل الذهني عند الامهات: هذا المسار يهتم في ترشيد وتاهيل الام على كيفية التعامل مع اولادها ا سيما ممن يعانون من اضطرابات او تصرفات عدوانية او غير اعتيادية.
  • الحالة النفسية والصحية الطبية للكبار في السن ما فوق ال 64 سنة، وهذا المسار يهتم في تخصيص ملف طبي خاص لكل فرد من المجتمع الاشوري ما فوق ال 64 عاما يتم تشخيص حالته الطبية والنفسية ووضع المعلومات في ملف طبي خاص بالفرد ليستطيع من بعدها الاستفادة منه عند الاطباء والمستشفيات.

 

تجدر الاشارة الى أن اطباء جمعية “ادراك” سيكونون في تواصل دائم مع كافة الافراد المستفدين من المسارات كافة، كما ان لكل مسار مجموعة من المتطوعين من ضمن المجتمع الاشوري سيعملون على التواصل وترشيد من يستفيد من هذه المسارات، وسيتم تدريبهم على يد اختصاصيين. وهنا يطمح البرنامج الذي سيستمر على مدار السنة والنصف الى تمكين وخلق مهارات عند المتطوعين الذين يمكنهم بدورهم ان ينقلوا هذه المهارات لغيرهم من افراد يهتمون بالعمل ضمن البرنامج، او حتى بعد انتهاء مهلة البرنامج.

 

من ضمن الاجتماعات تم طرح من قبل هيئة الدعم الآشوري فكرة امكانية الاستفادة من خدمات المستوصف والعيادة الطبية في مستشفى القديس جيوارجيوس في بيروت، بعد التشاورات تم الاتفاق على صيغة تضمن لكل فرد اشوري باشتراك سنوي رمزي جدا لا يتعدى ال 10 $ سنوي باستشارة طبيب صحة عامة متى يشاء من شمن العيادة والمستوصف، بالاضافة الى خصم 35% على اسعار الادوية، كما انه يمكن لكل مشترك ان يطلب استشارة طبيب اختصاصي فقط بزيادة 3$ للزيارة وهو مبلغ رمزي جدا وهذه الخدمة لن يستفيد منها الا ابناء الكنيسة المشرق الآشورية.

 

رؤية هيئة الدعم الآشوري

يُعتبر هذا البرنامج بالنسبة لهيئة الدعم الآشوري من البرامج المهمة من حيث المضمون والنتائج وكذلك من حيث جهة التمويل له.

ان تمويل البرنامج من قبل جهة دولية رسمية حكومية، ليست مسألة مادية فحسب بل تتعداها لتصل الى دعم معنوي لقضية شعبنا المضطهد في هذا الشرق، كما انه يفتح الابواب امام الهيئة للعمل مع جهات دولية اخرى لان نجاح العمل مع جهة رسمية يشجع الجهات الاخرى لا سيما الغربية في بناء برامج ومشاريع مشتركة مع الهيئة استنادا الى نجاحها في برامج شراكة مع جهات رسمية اخرى.

 

ان هيئة الدعم الآشوري دائما ما تطمح الى تأمين الأفضل على الصعيد الاجتماعي والتربوي والتعليمي والصحي والقانوني لابناء شعبنا الاشوري في لبنان، لا شك في ان البرامج المعنية بالنازحين تشكل النسبة الاكبر من ضمن برامج الهيئة الا ان الهيئة تعرف جيدا ما يعانيه المجتمع الاشوري “المضيف” في لبنان لذلك فهي على دراية كاملة بالوضع وتقوم بخطوات استباقية لاستدراك الوضع قبل الوقوع في مشاكل اكبر، لذلك فإن الهيئة استطاعت ايضا استدراج برامج دعم من قبل جهات لبنانية مختلفة تشمل الآشوري النازح والمقيم في لبنان.

 

تصب هيئة الدعم الآشوري جهودها في اتجاه استجلاب واستدراج برامج دعم ممولة من خارج المجتمع الاشوري في الغرب والخارج. لأن هذا النوع من التمويل يعتبر ربح مزدوج للمجتمع الآشوري اكان ماديا من خلال تقديم اموال من جهات غير اشورية لدعم قضايا الشعب الآشوري، واكان معنويا او وجودياً بحيث ان المموّل بطريقة او بأخرى يعترف بمعاناة هذا الشعب ويعلن من خلال التمويل وقوفه الى جانبنا والى جانب قضيتنا والى جانب مطالبنا وحقوقنا.

 

هيئة الدعم الاشوري