الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > قداسة البطريرك يتراس قداس اليوم الاخير لصوم الباعوث

قداسة البطريرك يتراس قداس اليوم الاخير لصوم الباعوث

رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا

متى:12 (41)، لوقا: 11 (32)

يحتفل الآشوريون في العالم بذكرى صوم أجدادهم في مدينة نينوى العظيمة هذا الصــــوم المعروف باسم (صوم نينوى بعوت دنئنويّا)، وبحسب طقس كنيسة المشرق الآشورية فأن هذا الصوم يبدأ قبل الصوم الكبير (صوم سيدنا المسيح له المجد ؤوما ربا) بعشرين يوماً.

ولأهميته التاريخية والقومية والدينية وضعت كنيسة المشرق الآشورية هذا الصوم في جداول الصيام الرئيسية، حيث لهذا الصيام سببين:

السبب الأول كون أجدادنا الآشوريين في مدينة نينوى قد تعرفوا على رحمات خالقهم الرب (لإسمه القدوس كل المجد) وذلك قبل ميلاد مخلصنا وربنا يسوع المسيح بما يقارب الـ 862 سنة عندما جاء النبي (يونان بن متى) لمدينتهم منذراً إياهم بأن غضب الله سيدمر مدينتهم وعندما سمعوا هذا الكلام من النبي صاموا صياماً ولبسوا المسوح، وعندما رأى الله توبتهم تراجع عن غضبه عنهم ولم يدمرها (فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.‏٦وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ.‏٧وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: “لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً.‏٨وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ،‏٩لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ ١٠فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ)‏. يونان (3: 5-10).

السبب الثاني الذي من أجله نصوم هذا الصوم والموجود طقسياً في كنيستنا إنه في بلاد الشرق إنتشر وباءً معدياً ومميتاً، وهو وباء “الكوليرا – شرعوطا” الذي حدث في السنوات الأخيرة من حُكم (خوسرو الأول آنوشيروان) في العام 568 ميلادية والذي امتد لمدة 12 عاماً لغاية الحقبة الأخيرة من حُكم الملك (هرمز الرابع) ملك الفُرس، أي لغاية عام 580 ميلادية. وذلك في أيام (مار يوسف ومار حزقيال) البطريركين الجاثاليقيين لكنيستنا، لدرجة أن هذا الوباء كاد أن يفني جميع من كانوا يعيشون في بلاد آشور (نينوى، أربيل، بيث ﮔرمي)، وحينما كان المطران (مار سوريشوع) مطران (كرخ سلوخ “كركوك اليوم”) يُصلي إلى الرب سمع صوت ملاك الرب قائلاً له: “لا فائدة من الهروب إلى الجبال والوديان، صوموا صوماً وتضرعوا إلى الرب: تجمعوا في الكنائس، وصلوا صلواتاً وتوبوا فيوقف الرب الموت منكم”. من كتاب (آروعيثا) لعمرو بن متى.

وبعد سماعه لصوت ملاك الرب أمر هذا القديس (مار سوريشوع) الشعب بكل أطيافه بالتجمع في بيت الرب “الكنيسة” وفي اليوم الأول من الصوم والذي صادف يوم الإثنين توقف الوباء من السريان بين الشعب ولم يفني أحد إلا القليل منهم الذين كان قد أهلكهم هذا الوباء، ودامت الصلاة لأيامٍ ثلاث وفي اليوم الرابع وهو الخميس والمعروف بيوم (الشكر قوبلطيبوت) وفي اليوم السادس وهو الجمعة شارك كل الشعب في ذبيحة جسد ودم المسيح المقدس وتعافى وغفر وتقدس الجميع.

وعندما راى رُعاة الكنيسة والرعية الرحمات التي أٌغدقت عليهم بسبب صومهم “الباعوث” قرروا أن يكون هذا الصوم في هذا الإسبوع من كل سنة: وتسلسل إلى يومنا هذا والذي يتم إستذكاره بكل خشوع. والآباء الذين نظموا هذا الصوم أمروا أن يكون يوم الجمعة الذي يلي الصوم يوم تذكارٍ الآباء والملافنة في الكنيسة.

وبمناسبة هذا الصوم كان برنامج الصلاوات والقداديس في كنيسة المشرق الآشورية والتي ترأسها الحبر الأعظم قداسة أبينا البطريرك (مار دنخا الرابع) ولمدة ثلاثة أيام كالآتي:

بدأت الصلاة الطقسية للباعوث يوم الإثنين المصادف 30 من كانون الثاني في الساعة الثانية بعد الظهر حتى الساعة الخامسة عصراً وفي ختامها أقام الأب الأركذياقون “أركان حكيم” القداس الإلهي لليوم الأول من الباعوث.

وفي يوم الثلاثاء 31 من كانون الثاني بدأت الصلاة الطقسية لليوم الثاني من الباعوث في تمام الساعة الثانية ظهراً وبعد إختتامها أقام القداس الإلهي الأب “أنطوان لاجين” السكرتير الشخصي لقداسة البطريرك وكاهن رعية “مار يوحنا” في شيكاغو.

أما اليوم الثالث من الباعوث والمصادف الأربعاء الأول من شباط، إبتدأت الصلاة الطقسية في تمام الساعة الثانية من بعد الظهر وبعد اختتامها ترأس الحبــــــر الأعظـــــم قداســـــــة البطريــــــــرك “مار دنخا الرابع” القداس الإلهي، وكانت موعظة قداسته من إنجيل “البشير متى” الإصحاح 6: 1-19 موعظاً فيها:

يكتب لنا اليوم (متى البشير) في الإنجيل عن ثلاث حُجج:

أولاً: عن فعل الخير ومساعدة المحتاجين بإيمانٍ وبقلبٍ نقيٍ وحبٍ مسيحي حيث يقول المسيح:” ‏٣وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ،‏٤لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً”.

ثانياً: عن الصلاة، فالصلاة هي التكلم مع الله لهذا يقول المسيح:”‏٦وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” كما ويقول له المجد:”لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ”.‏ وقال أيضاً:”٩فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.‏١٠لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.‏١١خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.‏١٢وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.‏١٣وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.‏١٤فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ.‏١٥وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ”.

الهدف من الصلاة الربانية هو أن يكون لنا حباً لأبانا الذي في السماء وهكذا نحب بعضنا البعض، أبانا في السماء يطلب منا أن نكون مثله رحماء ومحبين لبعضنا البعض.

ثالثاً: يعلمنا عن الصوم قائلاً: “١٦وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ.‏١٧وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ،‏١٨لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً”. ما يطلبه منا سيدنا يسوع هو نقاء القلب لأنه إذا لم يكن نقاء في القلب فإن الصوم من المأكل لن يساعد ولن يكون له فائدة، من كتاب صلاة كنيستنا نتعلم: “سرئقوٌ ؤَومًأ دمٌن لَخمًأ اِن نَثشًأ لًأ مِةكَليًأ مٌن ىٍرجًأ سًنيًأ دبئشةًأ” كةًصًأ دخوٌدرًأ فًةًأ – شيأ” ومعنى هذه الصلاة هي: “واهيٌ الصوم الذي من الخبز إن لم تصم الروح من أفكار الخطيئة المكروهة”. أولاً يعلمنا الصيام من الخطايا ومن ثم يعلمنا الصيام من المأكل، الجسد والروح يجب أن يصوموا معاً حين يصوم الجسد من المأكل على الروح أن تصوم من الخطايا، الصوم يساعد ويعطي الغلبة لمن يصومونه بحق ليس فقط من المأكل وإنما من كل الخطايا، يكتب بولس الرسول: “١٦أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟‏١٧إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ”. كورنثوس الاولى 3 : 16

وفي صلاة الباعوث يُكتب لنا لا تترك في بيت الله ما هو مكروه عند الله، ليكون بيت الرب مُزَيَنٌ بالصلاة والصوم والرحمة. الهدف من الصوم هو إيقاف وإبعاد الروح من الخطيئة، جسد الصائم يجب أن يخضع لتأثير الروح لكي يبتعد من الأفكار والتهيئات الشريرة لهذا العالم، يكتب بولس الرسول: “٢٢فَمَاذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ، احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ.‏٢٣وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ”. رومية 9: 22

الله غضب منا نحن بني البشر لأنه يحبنا، يغضب منا حينما لا نستمع إليه، ونبتعد عنه لأنه يعلم بأننا سنقع في الطريق المظلمة للشيطان ونهلك ولن ننال الحياة الأبدية، ولهذا السبب غضب الله من أجدادنا أبناء نينوى لأنهم إبتعدوا عنه وكأبٍ رحيمٍ أمر يونان بن متى النبي: (١وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً:‏٢”قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي”.‏٣فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.‏٤فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحًا شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ، فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ.‏٥فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلهِهِ، وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلاً.‏٦فَجَاءَ إِلَيْهِ رَئِيسُ النُّوتِيَّةِ وَقَالَ لَهُ: “مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ”.‏٧وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: “هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعًا لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْبَلِيَّةُ”. فَأَلْقَوا قُرَعًا، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ.‏٨فَقَالُوا لَهُ: “أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ؟ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟”‏٩فَقَالَ لَهُمْ: “أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ”.‏١٠فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا لَهُ: “لِمَاذَا فَعَلْتَ هذَا؟” فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ.‏١١فَقَالُوا لَهُ: “مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟” لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا.‏١٢فَقَالَ لَهُمْ: “خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ”.‏١٣وَلكِنَّ الرِّجَالَ جَذَفُوا لِيُرَجِّعُوا السَّفِينَةَ إِلَى الْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا عَلَيْهِمْ.‏١٤فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا: “آهِ يَا رَبُّ، لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَمًا بَرِيئًا، لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ”.‏١٥ثُمَّ أَخَذُوا يُونَانَ وَطَرَحُوهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَقَفَ الْبَحْرُ عَنْ هَيَجَانِهِ.‏١٦فَخَافَ الرِّجَالُ مِنَ الرَّبِّ خَوْفًا عَظِيمًا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ وَنَذَرُوا نُذُورًا.‏١٧وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال‏). سفر يونان 1: 1 – 17. هذه أيضاً كانت نبوة عن يسوع المسيح الذي بات ثلاثة أيامٍ في القبر وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات.

١ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً:‏٢”قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا”.‏٣فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً ِللهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.‏٤فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: “بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى”.‏٥فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.‏٦وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ.‏٧وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: “لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً.‏٨وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ،‏٩لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ”.‏ سفر يونان 3: 1 – 10.

نادى ملك نينوى جيوشه مخاطباً إياهم: (كم من الحروب كنتم فيها غالبين ومنتصرين، وقال لهم هذه ليست حرباً أن نخرج وننتصر فيها كما تعودنا، وننتصر بأرادتنا، حيث حتى الجبابرة تهاب من إسم “آثور” العظيم، نحن من غلبنا الكثير، “وعبريُ” يغلبنا اليوم، أهاب الملوك أصواتنا وصوته يزعزعنا، مدن كثيرة حطمنا وفي مدينتنا يغلبنا، نينوى أم الجبابرة زئير “آثور” أرعد الكون. لنتسلح بالصوم والصلاة ونكون أقوياء لكي نكون جبابرة ومنتصرين كما تعودنا، سمعنا من آبائنا الأولين هناك حقٌ عند الله ولديه النعمة أيضاً، لنتوب بالصلاة والصوم وبروح متواضعة نبتعد عن الشر ونسلك طريق النِعم ونطلب العفو من أبانا الذي في السماء، وهو غنيٌ برحماته يستبدل غضبه بالرحمات، لن يخرب مدينتنا ولا يهلكنا) وهذا ما حدث.

في ذلك اليوم والوقت الذي ظن فيه يونان النبي بأن مدينة نينوى ستغرق، أُنقذت من الغرق ووقفت الأرض من الزلزلة، غيوم الحزن السوداء اندثرت، وأعطيت بشارة الرحمة الإلهية لأهل نينوى، كلهم سجدوا بالصلاة ورفعوا أيدهم إلى السماء وسبحوا بكل فمٍ ولسانٍ وشكروا الأب الرحيم الذي أعطاهم الحياة الجديدة بسبب توبتهم.

هذا الباعوث هو لأهلُ نينوى، حيث أجدادنا الآشوريين في القرن التاسع قبل الميلاد قد صاموا هذا الصوم ونجت مدينتهم من الغرق، وفي زمن مطران كنيستنا مار سوريشوع مطران (بيث سلوخ كركوك اليوم) في القرن السادس بعد الميلاد نجوا بصيامهم من وباء الكوليرا واغدقت عليهم رحمات الرب… لهذين السببين نحن اليوم نصوم ونتذرع إلى الله من أجل أبناء كنيستنا وأمتنا الآشورية سائلين الرب أن يُديم رحماته وسلامه على المعمورة جمعاء خاصّين بدعائنا هذا جميع بلدان الشرق الأوسط وبلدنا الحبيب “بين النهرين”.

مكتب الإعلام المركزي لكنيسة المشرق الآشورية

 

 

http://www.youtube.com/watch?v=1E9ykzw_58Y&feature=related