الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > كنيسة المشرق الآشورية في لبنان تقيم قداس الأحد الجديد بعد القيامة والقداس التأبيني على روح قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع

كنيسة المشرق الآشورية في لبنان تقيم قداس الأحد الجديد بعد القيامة والقداس التأبيني على روح قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع

كنيسة المشرق الآشورية في لبنان تقيم  قداس الأحد الجديد بعد القيامة والقداس التأبيني على روح قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع

 

بيروت ( اعلام كنيسة المشرق الآشورية ) 12/04/2015

ترأس الخور اسقف يترون كوليانا وكيل غبطة المطران مار ميلس زيا الوكيل البطريركي لأبرشيات استراليا ونيوزيلاند ولبنان، قداس (الأحد الجديد) في كنيسة مار جيوارجيوس الكائنة في سد البوشرية بمعاونة الأب سرجون زومايا راعي كنيسة مار جيوارجيوس والأخوة الشمامسة الأجلاء، وخدمة جوقة الكنيسة وحشد من المؤمنين ابناء الرعية.

والقى الخور اسقف كوليانا عظة قال فيها: “هذا هو الاحد الاول بعد قيامة مخلصنا يسوع المسيح له المجد، ونسميه بالأحد الجديد، حيث سمعنا من الانجيل، عندما دخل الرب يسوع على تلاميذه متحدثا عن القيامة، والحديث عن القيامة يأتي جميلا على مسامعنا وعذبا على قلوبنا جميعا، خاصة ونحن نرى من حولنا الصعوبات، اذ يتهافت علينا من كل ناحية الموت، والدمار، والقتل، والخطف، والاعتداء على كرامات الناس، ونحن بالرغم من كل هذا نتكلم عن القيامة ونردد المسيح قام من بين الاموات. قد تكون لغتنا غير لغة اهل هذا الدهر، وأهل هذا الدهر للاسف وبألم شديد يتحدثون عن العنف والقوة والسلطة، عن كل شيئ قد يكون عدا عما يتعلق بكرامة الانسان وبحرية الانسان. ولكننا ككنيسة المشرق الآشورية وتلاميذ للرب يسوع نؤمن بذاك السيد الذي دحر ابواب الجحيم وقام من بين الاموات، وشعبنا شهود لهذا الحق، وشهود للقيامة وسط هذا الظلام. اذ اننا شعب لا نخاف اليأس، نحن قوم نؤمن بالسيد القائم من بين الاموات، لذا ستبقى بشارتنا البشارة المسيحية المعزيّة للانسان الذي يتخبط بأمور كثيرة لا تليق بكرامته”.

وأضاف .. في اليوم الثامن لقيامة الرب تحتفل الكنيسة بــ(الأحد الجديد) وهو ذكرى تثبيت الخلاص، فاليوم الأول للقيامة واليوم الثامن لهما وحدتهما الحميمة، إذ بعد ثمانية أيام، أي بعد سبعة أيام نحتفل بأحد توما في الأحد التالي لأحد للقيامة… لأن توما لم يعد رمزاً للشك، بل ليقين القيامة.

ايها الحشد المؤمن الكريم …

” ربي والهي” هكذا يرد توما على المسيح بعد ان قال له: “هات اصبعك الى هنا فانظر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل كن مومناً” (يو 20: 27).

يسوع المسيح لا يتشكك من عدم ايمان توما. لا يتشكك لان توما لم يؤمن بقيامته وبظهوره للتلاميذ. لا يتشكك، فهو الوحيد الذي يعرف ان الايمان طريق، مسيرة فيها يحصل الانسان على الايمان. بالفعل من قبل ثلاث سنوات بدأالمسيح تلك المسيرة مع تلاميذه اثناء حياته، لكنها لم تنته بعد. لذا فهو لا يطلب الان منهم الايمان الناضج. بل يظهر لهم ويساعدهم لينمي تلك النبتة، نبتة الايمان، الذي زرعها في حياته والان يرويها بقيامته وبظهوره. هو الوحيد الذي يعرف ان الايمان ينمو وينضج، انه ليس فعل سحري. هو الوحيد الذي يعرف ان الايمان عطية وليس محصلة افعال شخصية او اجتهادات. الايمان عطية والانسان بحريته يستطيع ان يستقبلها، ان يرد عليها بان يفتح لها اعماقه كي تنمو فيه.

يقول المسيح لتوما:” كن مومناً “.. هذا الامر هو أمر خلق للايمان في توما. كما قال الله في البدء:” فليكن نور” فكان نور. الان يقول المسيح لتوما ” كن مؤمناً ” فيرد توما: “ربي والهي”. اي يعلن ايمانه. كلمة المسيح خلقت في توما الايمان، اتمت فيه جزء من تلك المسيرة.

توما بعد ان رأى المسيح مصلوبا، بعد ان رأى جراحه وعلامات موته يصعب عليه ان يصدق، ان يؤمن بانه قام. كيف يقوم من مات ومات هكذا. ان يقوم معناه ان الله اقامه، لكن كيف يقيم الله شخصا مات بهذه البشاعة، كيف يقيم شخصا مات ميتة المجدفين، ميتة الخاطئين. فتوما لم يشك ببساطة في قيامة المسيح، بل بشىء اعمق: شك في ان المسيح كان من عند الله، انه هو الرب بالفعل. شك بان يسوع هو بالفعل المسيح ابن الله. ولماذا هذا الشك؟ لان توما رأى الام المسيح، رأى موت المسيح. الصليب شككه في ان المسيح هو من عند الله. توما تعثر من الام المسيح! كان ينتظر شيئا اخر!

توما هو كل انسان يؤمن بالرب، لكنه عندما يرى ما لا يتوقعه، عندما يرى ان الواقع يكذب ما كان ينتظر، عندما يرى الالم والصعاب في الحياة يتشكك ويقول اكيد ما يحدث ليليس من عند الرب. كيف يسمح الرب بكل هذا؟ كيف لا يتدخل؟ لماذا كل هذا الالم، الموت، الصعاب؟ لماذا؟ كيف؟

توما هو انا وانت عندما نتشكك من الآمنا ونفقد الرجاء، عندما يخيب ظننا. عندما يتصرف الرب في حياتنا بطريقة مختلفة عما كنا نتوقعه. فنفقد الايمان، ونعتقد انه ما يحدث لنا ليس من الله. نفقد الايمان بان الله قادر ان يحول موتنا لحياة وان يقيمنا حتى من اعماق قبورنا التي دفنا فيها لسبب او لآخر.

الرب القائم لا يتشكك منا اليوم بل يقول لنا: “كن مومناً”. وبهذا يخلق فينا الايمان من جديد. احد توما هو خبر مفرح لكل من فقد الايمان، لكل من هو متشكك من واقعه اليوم، لكل من تعثر من احداث حياته. فليقبل تلك الكلمة من المسيح ” كن مومناً”.

وايضا تحدث الخوراسقف كوليانا خلال عظته قائلاً بأن جميع ابرشيات كنيسة المشرق الآشورية في العالم اقيمت فيها قداديس على روح قداسة مثلث الرحمات البطريرك الجائليق مار دنخا الرابع، واليوم تقيم كنيسة المشرق الآشورية في لبنان قداساً تأبينيا تستذكر فيه اهم محطات وانجازات قداسة البطريرك الراحل.

ولد البطريرك الراحل في قرية دربيدونكه في منطقة حرير قرب اربيل شمال العراق في الخامس عشر من شهر ايلول عام 1935 ونال سر المعمودية بتاريخ 25 – 10 – 1935 في كنيسة مار قرياقوس في قريته واطلق عليه اسم (خننيا ـ حنانيا) حيث ينحدر والده اندريوس القس بنيامين القس سورو من عائلة الشهيد دنخا اسقف كنيسة المشرق الذي استشهد في شهر شباط عام 1915 تميزت عائلة الراحل بعطائها وتضحياتها المستمرة لكنيسة المشرق الاشورية حيث رسم منها 17 اسقفاً مباركاً لخدمة كنيسة المسيح في ما بلاد بين النهرين.

انقطعت وتزهدت والدته ( بنه) عن اكل اللحم وهي ما زالت حاملاً بقداسته ومنذ لحظة ولادته كرسته على التربيه الروحية لتنير ايمانه وترسخ نموه المسيحي على اعمال الاحسان والتقوى وحصل على تعليمه الديني الاساسي تحت اشراف جده (القس بنيامين القس سورو) الذي علمه اسس التنشئة الكهنوتية ومبادئ الحكمة وفي عام 1947 عندما بلغ عمره الثاني عشر اصبح تحت رعاية القديس مار (يوسف خنانيشو) الوكيل البطريركي للعراق انذاك وبعد سنتين من الدراسة الصارمة والمتنوعة وبالتحديد في 12 – 9 – 1949 رسم شماساً في كنيسة (مار يوخنا) في حرير بحلول اليمين المباركة لقداسة مار (يوسف خنانيشو) ليزداد حبه وولعه بالعلوم الدينية المقدسة واضطلاعه بلاهوت كنيسة المشرق.

بعد الظروف السياسية الصعبة التي عصفت بايران بعد الحرب العالمية الاولى وما تبعها من احداث وبسبب استشهاد العديد من كهنة كنيسة المشرق هناك مرت كنيسة المشرق بحالة من التشتت بسبب الظروف المذكورة فكانت هذه الاسباب المؤسفة حاضرة بقوة في اذهان قداسة مار (يوسف خنانيشو) ليختار من خلال العناية الالهية الشاب (خننيا) لهذه المهمة بتعينه كاهنا لمدينة طهران حيث رسم

بعدها كاهناً لابرشية ايران في عيد العذراء مريم في 15-8- 1957 لينتقل الى خدمة كنيسة مدينة عبادان في ايران في 15 – 9 – 1957 وهناك اقام قداس عيد الميلاد المجيد في 7 – 1 – 1958 لينتقل بعدها الى خدمة الكنيسة والابرشية في طهران.

في طهران عمل بجهد ومثابرة منقطعة النظير على ترتيب بيت الشعب والامة فبنى كنيسة مار كيوركيس الشهيد ثم افتتح مدرسة دينية خاصة وعمل على تثقيف الرعية التي التفت بالالاف من حوله لتدب الحياة الدينية من جديد في هذه الابرشية حيث ذاعت صيت قداسته الحدود الايرانية لتصل اسماع قداسة البطريرك مار (ايشا شمعون) بطريرك كنيسة المشرق الاشورية انذاك واثناء عودته من ابرشية الهند الى ايران ليلتقي (القس خننيا) الشاب ذو 23 عاماً الذي استلم رعية ايران والذي برهن على كفاءته وحكمته نضجه وقدرته على تحمل المسؤولية بثقة وبامانة واخلاص وبغيرة متقدة للرب تم اختياره لمنصب اسقف على كل ايران لاحقاً التي كانت خالية من الدرجة الاسقفية بعد الحرب العالمية الاولى.

وكان جده القس بنيامين فرحاً لاقتبال حفيده لهذه الدرجة الكهنوتية العليا وهو يشهد ثمرة الروح القدس المباركة في عائلته الا انه توفي عن عمر يناهز 105 اعوام في العراق قبل اشهر قليلة من الرسامة الاسقفية لقداسته استغرق الامر طويلا ليعرف قداسته بخبر وفاة مرشده ومعلمه منذ نعومة اظفاره لعدم وجود وسائل اتصال مباشرة بين العراق وايران انذاك في 17 – 10 – 1968 رسم اسقفاً في كنيسة مار كيوركيس الشهيد في طهران على يد قداسة البطريرك مار (ايشا شمعون الثالث والعشرين) وسط فرحة ابرشية ايران التي ازدانت روحياً لرؤيتها لاسقف غيور على كنيسته وامته لانقطاع هذه الدرجة عن ابرشيتهم لفترة تصل الى 43 عاماً.

في 17 – 10 – 1976 رسم بطريركاً لكنيسة المشرق الاشورية في غرب لندن في كنيسة القديس برنابا ليصبح قداسته الخليفة 120 لكرسي ساليق وقطيسفون في عام 2007 وفي الاحتفال الخاص باليوبيل الذهبي ( الذكرى الخمسين) لكهنوته تم اطلاق اسم قداسته على شارع في شيكاغو وقد منح قداسته درجة دكتوراه فخرية من جامعة شيكاغو عام 2008 لدوره المميز خلال فترة رئاسته على السدة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية ففي فترة رئاسته جعل الوحدة بين كنائس الوطن الأم أول مهامه وباشرت كنيسة المشرق الاشورية على توثيق العلاقات مع مختلف الكنائس. تولى البطريرك مار دنخا الرابع الكرسي البطريركي بعد انتخاب السينودس له إثر اغتيال البطريرك شمعون الثالث

والعشرين وتمّت مراسم التكريس في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 1976 وبذلك ألغي نظام الوراثة لرئاسة كرسي البطريركية المتّبعة في كنيسة المشرق الآشورية منذ 500 سنة .

له الراحة الدائمة والسعادة الابدية ….

ابناء ابرشية كنيسة المشرق الآشورية المؤمنين في لبنان …

إن مسيحنا القائم يأتي إلينا في خوفنا وشكنا، ليداوي ويشفي كل عاطفة سطحية وكل تساؤل وكل جزع وارتداد، يمنحنا سلامه وأجوبته، عندما يطل بوجهه علينا ويسمعنا صوته المفرح، محولاً كل شك إلى إيمان، ليس فقط ببراهين فلسفية، بل ببرهان قطعي معاش حسب الإنجيل، كي يكون هو لنا حياتنا كلنا ورجاءنا كلنا وشفاءنا كلنا وخلاصنا وكلنا وقيامتنا كلنا.

وختم: “رجاؤنا وطلباتنا ان يكون يتم الفرج عن الأسرة والمعتقلين من ابناء شعبنا في اقرب وقت، يراه الله، فيعطينا ان نتعذى ونفرح بهما، كما يعطينا قوة النعمة ان نفعل، وان لا يكون حدث القيامة خارجيا بل داخليا وليسمع ذلك كل انسان على وجه البسيطة، لأن قيامة المسيح تخص الجميع بما تحمله من محبة وسلام وقيم انسانية، وهي ليست حدث خاص بنا وحسب نفهمه كتلاميذ للسيد ونحياه بشكل مختلف عن الاخرين، إنما يخص كل إنسان لأن القيامة هي الوجه الآخر لوصية السيد أن تحب الرب الهك من كل قلبك وأن تحب قريبك كنفسك فهذه دعوة أن نقوم مع الرب يسوع وأن نحيا في قلوبنا معه ونشهد للحق”.

بك تمت مصالحتنا مع الآب، فأضحينا أبراراً..

بك أصبحنا خلقاً جديداً، ذي مستقبلٍ جديد، وحياة أبدية..

بقوة محبتك حررتنا من الخوف والشك…

وبسعيك إلينا زرعت فينا الإيمان…

بجسدك ودمك وسمتنا لك شعبا خاصا…

لك نقدم جزيل الشكر والحمد والمجد…

مع أبيك وروحك القدوس…

من الآن وإلى الأبد، آمين.