الرئيسية > البلدان > العراق وايران وروسيا > قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يزيح الستار عن نصب يمثل امير الشهداء،البطريرك مار بنيامين شمعون في موسكو

قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يزيح الستار عن نصب يمثل امير الشهداء،البطريرك مار بنيامين شمعون في موسكو

أزاح قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم، وخلال زيارته الى موسكو، الستار عن نصب يجسد امير شهداء  الكنيسة والامة الاشورية، البطريرك مار بنيامين شمعون، بحضور كل من غبطة المطران مار كيوركيس صليوا، الوكيل البطريركي لابرشيات العراق وروسيا، وغبطة المطران الدكتور مار أبرام موكان، الوكيل البطريركي للكنيسة في الهند، ونيافة الاسقف مار اسحق يوسف، اسقف الكنيسة على شمال العراق وروسيا، ونيافة الاسقف الدكتور مار آوا راوئيل، اسقف كاليفورنيا وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة.

 

كما حضر الاحتفال كل من سفيري جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية في روسيا، اضافة الى ممثلي الكنيسة الارثذوكسية والحكومة في المنطقة، وابناء كنيسة المشرق الاشورية في موسكو.

 

سيرة البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون

 

 

 

ولد البطريرك الشهيد من والده (إيشاي) شقيـــــق قداســـــــــة البطريرك (مار روئيل شمعون) ووالدته (أسيت) بتاريخ 1887 في قرية “قوجانس” في “حكاري”، وكان منذوراً قبل ولادته لخدمة الكنيسة.

 

حيث رُسم مطراناً على يد عمه “مار روئيل شمعون جاثاليق كنيسة المشرق الآشوريـــــة” في 1 آذار 1903 وذلك في كنيسة (مار شليطا في قوجانس حيث بُنيت هذه الكنيسة في زمن البطريرك “مار دنخا شمعون الثالث عشر” سنة 1689 حيث كان قداسته البطريرك الأول الذي أسس الكرسي البطريركي في قوجانس، ومن الجدير بالذكر بأن عائلته كانت قد نزحت من ألقوش إلى أورميا ومن أورميا إلى قوجانس).

 

 

وبعد وفاة البطريرك (مار روئيل) في 16 آذار 1903 تم إنتخاب ورسامة (مار بنيامين شمعون) بطريركاً لكرسي “ساليق وقطيسفون” على يد المطـران (مار إسحاق خنانيشوع) بمشاركـة الأسقــــف (مار إسطفانوس) وجمع غفير من الآباء الكهنة والشمامسة ورؤساء العشائر الآشورية وذلك في “أحد السعانين” الذي صادف 30 آذار 1903 في نفس الكنيسة.

 

 

وبالرغم من رسامته وهو في الـ 16 من عمره عُرف عن قداسة الشهيد (مار بنيامين شمعون) أنه كان مُرشداً ومُدبراً حكيماً وذو فطنة شهمٌ وقدير وعالِم بشؤون الكنيسة والأمة الآشورية وذلك لترعرعه في البيت البطريركي باعتباره وريث الكرسي البطريركي.

 

 

في عام 1914 وصل لهيب نار الحرب العالمية الأولى في أوروبا إلى دول الشرق الآوسط حيث دخلت تركيا الحرب أيضاً، وكون الآشوريين والأرمن من المسيحيين إضطهدوا وطرودا من بلدهم في شمال ما بين النهرين من قبل الحكومة التركية آنذاك، حيث في ذلك الزمن كان البطريرك هو الرئيس الروحي والقومي للأمة الآشورية.

 

 

أُجبر الآشوريين على ترك موطنهم والرحيل في مسيرةٍ دموية إلى إيران والتي دخلوها عام 1915 على أمل أن يتم مساعدتهم من قبل القوات الروسية في إيران، حيث استقر قسم من الآشوريين في مدينة “أورمية” والقسم الآخر في مدينة “خويّ”، أما العائلة البطريركية سكنت في قرية “خوسرآباد” في مدينة “سالامس”.

 

 

وبعد قيام “الثورة الشيوعية” في روسيا عام 1917 تركت القوات الروسية إيران وعادت إلى روسيا وعلى أثره بقى الآشوريين والأرمن في وضعٍ غير آمنٍ، وكان قداسـة الشهيــــــــــد (مار بنيامين شمعون) قد أسس مجلساً قومياً في “أورمية” يضم كل أطياف شعبنا الآشوري، (حيث كان قداسة البطريرك الشهيد لا يتخذ أي خطوة في أمور الأمة والكنيسة إلا بعد مراجعة واستشارة رؤوساء ووجهاء العشائر وأبناء الكنيسة) وفي حال وصول أنباء رجوع القوات الروسية إلى “روسيا” وصل قداسته “أورمية” قادماً من “خوسرآباد” ليجتمع بالمجلس القومي الآشوري الذي أسسه بحكمته، وكان قد حضر هذا الإجتماع رؤساء ووجهاء العشائر الآشورية والأرمنية وممثلين عن الإرساليات “الأميركية، الإنكليزية، الروسية والفرنسية”، وفي هذا الإجتماع تم التوصل إلى اتفاق للتحالف مع الأكراد، لأن ذلك كان في مصلحة كِلا الطرفين.

 

وفي يوم السبت الثالث من آذار عام 1918 خرج قداسة البطريرك الشهيد (مار بنيامين) يرافقه 150 مسلحاً آشورياً من قرية “خوسرآباد” متوجهاً إلى “كوهناشهر” وحال وصولهم تم استقبالهم بحفاوة من قبل “سمكو” ورؤساء العشائر دخلوا بعدها إلى قاعة الإجتماع للتباحث حول التحالف بين الاشوريين والأكراد وبعد اختتام الاجتماع الذي كان الهدف منه السلام، وُدع قداسته من قبل “سمكو” ورؤساء العشائر وحال ركوبهم العربات ليهموا بالرحيل فُتح النار عليهم من على سطوح الأبنية، كانت نتيجته إستشهاد البطريرك (مار بنيامين شمعون) ومعه (شموئيل خان وأخيه إيشاي) و 4 آشوريين من ظباط الجيش الروسي كما واستشهد معه 47 آشورياً وإصابة 46 آخرين.

 

 

ووري جسده الثرى في كنيسة في “خوسرآباد” وذلك يوم الثلاثاء المصادف السادس من آذار 1918 حيث ترأس هذه الخدمة الأسقف “مار ايليا بيث أبونا” أسقف كنيسة المشرق الآشورية ومعه جمعاً غفيراً من الكهنة والشمامسة والشعب الآشوري والأرمني.

 

 

عليه وفي المجمع السنهادوسي لكنيستنا عام 1987 تم إقرار الأحد الثامن بعد عيد (الدنح) ليكون ذكرى إستشهاد شهيد الكنيسة والأمة الآشورية البطريرك (مار بنيامين شمعون)، وهكذا كل من يعمل بايمانٍ وباخلاص لكنيسته وشعبه يُستذكر أبد الدهور.

19 23 122 1212 1221 121212 unnamed-214