الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > الخور اسقف يترون كوليانا يرأس القداس الإلهي لاحد الشعانين في بيروت

الخور اسقف يترون كوليانا يرأس القداس الإلهي لاحد الشعانين في بيروت

بيروت ( اعلام كنيسة المشرف الآشورية ) ( 29/03/2015 )
ترأس الخور اسقف يترون كوليانا وكيل غبطة المتروبوليت مار ميلس زيا الوكيل البطريركي لأبرشيات استراليا ونيوزيلاند ولبنان لكنيسة المشرق الآشورية صباح الأحد الموافق ( 29/03/2015) قـداس أحـد الشعانين فـي كنيسة مـار جــيوارجــيوس ( سد البوشرية ) لبنان، شارك في القداس الآباء الكهنة (سرجون زومايا راعي كنيسة مار جيوارجيوس في لبنان وسفر خامس، ، وعوديشو عوديشو من سوريا، ومعاونة لفيف من الأخوة الشمامسة، بارك الخور اسقف خلاله أغصان الزيتون، بحضور حشد غفير من ابناء الرعية المؤمنين في لبنان ، قدموا من مناطق لبنان المختلفة .
واستهل عظته قائلا “ابناء كنيستنا الرسولية كنيسة المشرق الآشورية نحن اليوم اعماقنا مليئة حزن بسبب انتقال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع رئيس كنيسة المشرق في العراق والعالم الى الأخدار السماوية.
إن قداسة البطريرك مار دنخا الرابع كان شخصية روحية فذة ورمزاً للمحبة والمودة والسلام والتسامح في العالم وعمل جاهداً لبث روح الوئام وكان جسراً للتواصل بين كل المكونات.
ان الأوساط الروحية والدينية فقدت واحداً من أعلامها ، فأن قداسته قدم خدمات جلى للانسانية وكان له الاثر الكبير في نشر كلمة الحق وبث روح المحبة والسلام بين أبناء المجتمع.
في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا المسيحي في الشرق عامة، ونحن أذ نودعه الى السماء في أحضان القديسين نطلب من الرب أن يعزي قلوبنا جميعا، وعزاءنا أنه يتشفع لنا ألآن أمام الرب.
لقد فقدت كنيسة المشرق أحد رجالاتها المعدودين في ظروف دقيقة نحتاج فيها الى حكمة الحكماء وخبراتهم وصفاء أذهانهم، لقد غاب عنا قداسته بعد أن أفنى حياته في خدمة شعبه وكنيسته. ان غياب قداسته خسارة لا تعوض ، لكن ربنا يسوع المسيح قادر أن يوجد من المحنة خلاصا وأن يحمي الكنيسة وشعبه الذي افتداه بدمه الثمين ويحقق كلمته ووعده الصادق.
ليشفع فينا فقيدنا الغالي قداسة الجاثليق مار دنخا الرابع ويصلي من أجلنا ومن أجل السلام في العالم أجمع.

واكمل الخور اسقف يترون كوليانا قائلا….
دخلنا إلى الكنيسة اليوم حاملين اغصان الزيتون مستقبلين الملك الذي أتى ويأتي باسم الرب ليخلص شعبه من الموت ومن الخطيئة، وسمعنا كيف دخل الرب مدينته وسط الهتاف، راكباً بتواضع على ابن أتان، ليس فيه عنف ولا كبرياء، بل محاطاً بالتسبيح، كما يقول المزمور الثامن: بأفواه الأطفال والرضع أعددتَ لك تسبيحًا (متى 21: 16).
والآن تأتي كلمة الله لتخبرنا عن آلام الرب وسط عنف البشر، وأفواه من سبحوه تنطق بالسخرية وتهتف “اصلبه! اصلبه!”، وتلاميذه يهربون، وحتى الله الذي أتى يسوع باسمه يبدو بعيداً: “إلهي إلهي لماذا تركتني؟”. ما الذي تقوله لنا كلمة الرب اليوم؟ ماذا يريدنا الرب أن نفهم؟ أشير إلى ثلاثة أمور قد تساعدنا على استقبال الكلمة في هذا الأحد لكي تعمل فينا وتحول قلوبنا.

أولاً.. يسوع هو الملك، صحيح، لكنه ليس كملوك الأرض. ليست مملكته تسلطاً وعنفاً، بل كما يقول هو نفسه لتلاميذه: “تعلمون أَن الذين يعدون رؤساء الأمم يسودونها، وان أكابرها يتسلطون عليها. فليس الأمر فيكم كذلك. بل من أراد أن يكون كبيراً فيكم، فليكن لكم خادماً. ومن أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لأجمعكم عبداً. لأن ابن الإِنسان لم يأت ليخدم، بل لِيخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس”.
يعلمنا يسوع من هو المستحق أن يدعى رئيسا على الشعب: هو الذي يبذل ذاته في سبيل الشعب، هو من “يخلي ذاته” كما يقول الرسول بولس. هكذا تختلف أفكار الله عن أفكار البشر، فأمام الله، الملك هو الذي يذهب إلى الحد الأقصى في حب من ائتمنه الله عليهم فجعل نفسه عبدا لأجلهم.
في هذا دعوة لنا أن نتوب، أن ننتقل من أفكار البشر إلى أفكار الله. نظن أنفسنا كبارا حين يشعر الناس بقربنا أنهم أصغر منا: هذه أفكار البشر. أما بحسب أفكار الله، فالكبير هو من يشعر الناس بقربه أنهم كبار. نحن الذين سرنا في موكب تسبيح المسيح، نحتفل بالذي أحبنا حتى أنه بذل ذاته لأجلنا، فمن أنا؟ أنا من بذل الله نفسه في سبيلي، لهذا أحتفل وأسير في موكب الفرح، ومن أخي؟ من أختي؟ هو كل من بذل المسيح نفسه في سبيله. نحن مدعوون إلى هذه التوبة التي فيها أتخلى عن مساعي السيطرة على الآخر وأرى فيه حبيب الله.
ثانياً .. كلمة الله تدعوني إلى توبة أخرى كذلك: الذين هتفوا “اوشعنا” يوم أحد الشعانين، هم الذين صرخوا “اصلبه” يوم الجمعة العظيمة. وأنا الذي دخلت الكنيسة في موكب التسبيح، تأتي كلمة الله لتمتحن صدقي، لتحذرني: هل أحب المسيح ملكاً وأرفضه مصلوبًا؟ هل أحبه سيداً ضابط الكل وأنكره حين يسلم ذاته لأجلي ولأجل البشر؟
ربما نحن نشبه التلاميذ: لا نقوى على السير مع المسيح حتى المنتهى بالرغم من ادعائنا، فلعلنا مدعوون إلى التواضع: يا رب أنت تعلم أني أحبك، فأعن حبي الضعيف، وأنا أثق أنك ستقودني إلى الاكتمال الحب. فلتكن يا رب أقوالي وأعمالي اليوم متجهة إلى تسبيحك حتى أتدرب يومياً على الحب فلا يكون تسبيحي كذباً ولا ادعاء بل صدقاً وفرحاً.
ثالثاً .. تريد كلمة الله أن تفهمني شيئاً أعمق من كل هذا. في هذا الأسبوع تظهر حقيقة الخلق: يسوع يجابه قوى الموت، يعطي جسده ودمه، من على الصليب يفتدي كنيسته ويسلمها الروح، ويدعو إليها قائد المئة الوثني، ويأخذ مكان الهيكل فيصير هو هيكلنا… وكلمة الله تدعونا إلى التنبه: يسوع يحمل تاريخنا، خطايانا، مخاوفنا ويقودها إلى أمام الآب، لكي يخلقنا من جديد في أحد جديد، في قيامة الرب المجيد.

وفي نهاية عظته قال الخور اسقف يترون كوليانا ….
بحسب توجيهات غبطة المتروبوليت مار ميلس زيا الوكيل البطريركي لأبرشيات استراليا ونيوزيلاند ولبنان لكنيسة المشــــرق الآشـــــورية، ستـــــقبل التعازي المقامة على روح قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في المطرانية الآشورية بلبنان لمدة ثلاثة الأيام ( الأحد ، الأثنين ، والثلاثاء ) ( 30/3/2015 – 31/3/2015 – 1/4/2015 ) ومن الساعة ( 4:00 ) عصرا ولغاية الساعة ( 8:00 ) مساء.
وبعدها خرجت الجموع تطوف حول الكنيسة يتقدمهم الأطفال بثيابهم الجديدة وشموعهم التي تنوعت فنونها والوانها، حاملين أغصان الزيتون وجوقة الكنيسة مرنمة مع الأباء الكهنة والأخوة الشمامسة وابناء الرعية، مرددين : اوشعنا، اوشعنا الآتي باسم الرب .
يا يسوع, ملك الشعوب والدهور, إقبل فعل عبادتنا والمديح الذي نقدمه لك مع الفتيان والشبان, مع الأطفال والأهل, في يوم الشعانين. أنت الخبز النازل من السماء الذي يعطي حياة للعالم, أنت الكاهن الأعظم والذبيحة المقدمة على الصليب للآب فداءً عن الجنس البشري, وما زلت تقدمها يومياً على يد خدمة أسرارك, لكي توطد في كل قلب ملكوت الحقيقة والحياة, والقداسة والنعمة, العدالة والمحبة والسلام.
املك في قلوب الأطفال لكي يحفظوا براءة المعمودية … املك في قلوب الشبيبة لكي ينموا سالمين وأطهاراً, مطواعيين لصوت ممثليك في العائلة والمدرسة والكنيسة… املك في عائلاتنا لكي يعيش الأهل والأبناء في الإتفاق وحفظ شريعتك المقدسة… املك على الوطن لكي يعيش أبناؤه في نظام وتناغم … ومعاً نرفع لك المجد, ولأبيك المبارك, ولروحك الحي القدوس, إلى الأبد. آمين.

 

11104299_820519501334764_1611769732_n