الرئيسية > السينودس > الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2014

الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2014

الرسالة البطريركية للعيد المقدس لميلاد سيدنا يسوع المسيح لسنة 2014

 

 

إخوتنا الرعاة الأجلاء: أبنائنا بالروح الكهنة المختارون، والشمامسة الموقرون، أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية وجميع إخوتنا وإخواتناالمسيحيين:

 

صلواتاً وبركاتاً تقبلوا

 

فرحة كبيرة اليوم في كل بيتٍ مسيحي ألا وهي ميلاد يسوع المسيح: واجبٌ علينا أن لا ننسى لمحبة ورحمات الله أبانا الذي في السماء لنا نحن بني البشر. كأبٍ صالح وبار وعادل، هو يحرص دائماً للحفاظ بنقاء على الإنسان الذي خلقه على صورته وشبهه: ولا يُسر بأن تتلوث هذه الصورة الجميلة التي خلقها بالخطيئة: واجبٌ علينا أن نُصلي ونُقدم الشكر لآبانا الذي في السماء من أجل محبته ورحمته الأبوية لنا نحن بني البشر بإرساله إبنه الوحيد للعالم لكي يخلص بني البشر من موت الخطية.

 

إعجوبة كبيرة حدثت في بيت لحم يوم ميلاد يسوع المسيح: فبالقرب من المكان الذي ولد فيه كان هناك رعاة يحرسون قطيعهم “وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.‏ فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:”لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:‏ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.‏ وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ”.‏وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:‏ “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَالرجاءُ الصالح لبَني البَشَر”. لوقا 2 :8-14.

 

نحن أيضاً مع الملائكة نرفع المجد لله من أجل محبته ورحماته بإرساله السلام على الأرض: نحن اليوم كذلك بحاجة لهذا السلام الإلهي أن يحل في الأرض جمعاء وخاصة في البلدان المحتاجة للسلام: لكي يكون فيها الأمل للحياة.

المسيحيين في الشرق عامةً وأبناء أمتنا الآشورية خاصة: يصلون كثيراً ويطلبون من رئيس السلام الإله الرحيــــم أن يرجعوا لبيوتهم وقراهــــــم ومدنهــــــم وأن يعيشوا بســـلام بدون خوف مع جيرانهم. يقول يسوع: “سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ.” يوحنا 14: 27. نحن نعلم الآن بأنه لدينا سلام ورجاء صالح من قبل سيدنا المسيح: نؤمن بيوم ميلاد المسيح الرب مخلص العالم: الجند السماوي شاهد الرعاة مع الملائكة يسبحون لله قائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.

السلام والرجاء (الأمل) هما عند المسيح: لا نبتعد عنه لكي لا نضيع. نكون مؤمنين ومطيعين وحافظين لوصاياه. اليوم نحن أيضاً نصلي ونقول: المجد لله في الأعالي لمحبته ورحماته ونعمته للجنس البشري: لإرساله إبنه من أجل خلاص بني البشر. جميعنا المسيحيين اليوم فرحين بهذا العيد المقدس لميلاد مخلصنا يسوع المسيح: نحتفل به جميعاً بمحبة مع بعضنا البعض كأعضاء بيت مسيحي واحد ونقول لجميعكم أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية ولجميع إخواتنا وأخواتنا المسيحيين في العالم أجمع:

عيدُ ميلاد سيدُنا يسوع المسيح مباركٌ لجميعكم

 

فكما أضاء مجد الرب على الرعاة بميلاد مخلصنا يسوع المسيح: هكذا أيضاً يُنير قلوب وعقول جميع الأمم والشعوب، لكي يعيشوا مع بعضهم البعض على هذه الأرض بمحبة وسلام.

 

اليوم نحن المسيحيين بحاجة أن يكون لنا إيمان ومحبة وسلام واحترام لبعضنا البعض: يجب أن يكون أساس إيماننا المسيحي وإيمان أمتنا الآشورية قوياً ومتيناً، لأنه من قلة إيماننا ببعضنا البعض تتولد الصعوبات للوحدة في الحقول الكنيسة والقومية، لأنه عندما ينقص الإيمان، المحبة والإحترام والطاعة تقل أيضاً. فعليه يبدأ الإنقسام والكراهية والغضب واحترامنا بعضنا للبعض يقل، والنتيجة تكون الضعف والخسارة الكبيرة لجميعنا كنسياً وقومياً.

 

نصلي للرب ونطلب منه: أن يقربنا السلام الذي أرسله مع جنده السماوي في يوم ميلاد يسوع المسيح إبنه لبعضنا البعض نحن المسيحيين: لأن المسيح أسس كنيسة واحدة على الأرض، وهو رأسها ومدبرها وحافظها. اليوم وبالرغم من وجود أسماء متعددة للكنيسة، لكننا جميعنا مسيحيون. لا يحق لأي مسيحي أن ينتقص من أخيه المسيحي من أي كنيسة أخرى. فإذا كان أخيه المسيحي فرحاً فيجب أن يفرح معه، وإن كان حزيناً يحزن معه، لأن وصية سيدنا يسوع المسيح لنا هي: أن نحب بعضنا البعض كما يقول: “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.” يوحنا 15: 12.

 

إذا أحببنا واحترمنا بعضنا للبعض بروح متواضعة وبقلبٍ نقي، سنكون جميعنا فرحين بمحبة وسلام مع المسيح، أن نعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد: وكأمة آشورية واحدة نحن أعضاء لشعب واحد بالدم واللغة والتاريخ والوطن نحن جميعنا أمةٌ واحدة. وحدة وتوفيق أمتنا، هي فرحة لنا جميعاً، وانقسام وخسارة أمتنا هو حزن وندم لجميعنا. لذلك على جميع المسيحيين، لأيَ كنيسةٍ ينتمون يجب أن يكونوا منتبهين وساهرين لكي يحافظوا على السلام والأمن والوحدة: أن يعملوا بايمان مع بعضهم البعض كشعبٌ آشوري واحد. وأن يبتعدوا عن الكراهية والغيرة والجدالات الهدامة التي تجلب خسائر وانقسامات كبيرة على وحدة ونجاحات أي أمة، وايضاً ستطال هذه الخسارة الكنيسة التي أسسها يسوع المسيح. المسيح لم يطلق لقب الكنيسة على الجدران والحجارة، بل على الجمع الذي آمن به: حيث قال يسوع لرسله: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.‏ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.” متى 28: 16- 29. المعمودية هي أمنا الروحية والتي بواسطتها نكون إخوة وأخوات، أعضاء في بيت مسيحي واحد: لذلك يجب أن نحب ونساعد بعضنا للآخر.

 

نطلب من جميع أبناء وبنات كنيستنا المقدسة أن يعينوا (يساعدوا) الرعاة والكهنة المحتاجين لعونهم: لأن على كل عضو في الكنيسة واجب (مهمة) تجاه الكنيسة. واجب أي عضو ليس فقط بدفع أعشاره، لكن الواجب الأول والأكثر أهمية لأي عضو في الكنيسة هو: إيمانه وطاعته وحفاظه على قوانين الكنيسة والحضور للكنيسة بأوقات الصلاة ورتب القداس الإلهي المقدس للإستماع لكلمة الله من قبل الرعاة والكهنة والشمامسة.

 

نريد من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة في كل رعية تكونون أن تشاركوا في صفوف التعليم المسيحي وأن تأخذوا معكم أبنائكم الصغار لمدرسة الرعية لكي يتعلموا الصلاة واللغة الآشورية وإرسلوا أبنائكم الشباب لكي يكونوا أعضاء في لجان الشباب للرعية، ويشاركوا في جوقات الكنيسة ليتعلموا الصلاة والتعليم المسيحي والقراءة والكتابة باللغة الآشورية، لأن هؤلاء الأبناء الصغار والشباب والشابات هم مستقبل كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية.

 

الإيمان المسيحي يأتي من السماع والإصغاء والقراءة لكلمات الكتب المقدسة التي تُتلى وتُكرز من قبل الرعاة والكهنة والواعظين الصادقين في الكنيسة.

 

نطلب من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية في أي بلد تعيشون كرعايا لذلك البلد أن تحافظوا بأمانة على قوانين بلدكم ومطيعين لمسؤولي حكومتكم لكي تكونوا محبوبين ومقدرين من قبلهم لتكونوا فرحين وتعيشوا بسلام مع جيرانكم.

 

كمسيحيين أبناء وبنات كنيسة المشرق الآشورية يجب أن تكونوا غيورين للمحافظة على إيمانكم وعلى طقوس وأسرار وقوانين كنيستكم بدون أي تغيير، وفي كل بلد تعيشون فيه عاداتكم يجب أن تكون حسنة كمسيحيين مؤمنين: ولا تخافوا ولا تخجلوا من مسيحيتكم، وكأمة واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا بأنكم آشوريين، يجب عليكم المحافظة على لغتكم الآشورية الأم، وثقافتكم، وتاريخكم، ووحدتكم، ومحبتكم تجاه بعضكم البعض تكون نقية وصادقة.

 

ختاماً نقول لكم مجدداً: عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح يكون مبارك عليكم جميعاً، والسنة الميلادية 2015 مباركة عليكم أيضاً.

 

نصلي لكي تكون السنة الجديدة سنة أمن وسلام في كل أنحاء العالم: خاصةً في بُلدان الشرق الأوسط، وكذلك نصلي للتقرب والتفاهم والسلام والوحدة بين جميع المسيحيين، والسلامة والموفقية لكل أبناء كنيسة يسوع المسيح وأمتنا الآشورية.

 

نعمة ورحمات سيدنا يسوع المسيح تكون معكم جميعاً إلى أبد الآبدين

 

 

+ خننيا دنخا الرابع

بالنعمة: جاثاليق وبطريرك

كنيسة المشرق الآشورية

 

 

 

كُتب في القلاية البطريركية

في مورتون ﮔروف / إلينوي

عيد ميلاد سيدنا المسيح 2014

 

1 2 3 4

 

 

 

ترجمة المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية