الرئيسية > البلدان > استراليا ونيوزيلاند ولبنان > الأب يترون كوليانا، راعي كنيسة المشرق الأشورية يشارك في اجتماع ممثلي الكنائس في لبنان حول الاوضاع الراهنة في الموصل

الأب يترون كوليانا، راعي كنيسة المشرق الأشورية يشارك في اجتماع ممثلي الكنائس في لبنان حول الاوضاع الراهنة في الموصل

 

 الأب يترون كوليانا، راعي كنيسة المشرق الأشورية يشارك في اجتماع ممثلي الكنائس في لبنان حول الاوضاع الراهنة في الموصل

 

بتاريخ 23/7/2014، شارك الاب يترون كوليانا، راعي كنيسة المشرق الاشورية في لبنان في الاجتماع الذي دعا اليه قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم، والذي شارك فيه أيضاً ممثلي الكنائس المتواجدة في لبنان، لمناقشة أوضاع المهجرين والمهددين في مدينة الموصل.

 

وحضر الاجتماع ايضاً، ممثلي مجلس كنائس الشرق الأوسط، وسماحة السيّد رحيم أبو رغيف الموسوي بالإضافة إلى السفير العراقي في لبنان الدكتور رعد الألوسي والقنصل العراقي في لبنان الدكتور وليد عبد القادر العيسى بحضور مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسيّة في لبنان، مار ثاوفيلوس جورج صليبا ميتروبوليت جبل لبنان وطرابلس والأمين العام للمجمع المقدّس، ومار يوستينوس بولس سفر، النائب البطريركي في زحلة والبقاع، ومار إقليميس دانيال كورية، ميتروبوليت بيروت، ومار ديونيسيوس جان قوّاق، مدير الديوان البطريركي في دمشق، ومار خريسوستوموس ميخائيل شمعون، مدير المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة والأستاذ حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية في لبنان ورئيس إتّحاد الرابطات المسيحية في لبنان والإعلامي غسان الشامي.

 

وبعد اللقاء، خرج قداسة البطريرك أفرام الثاني برسالة إلى أهل الموصل ونداء موجّه إلى المعنيّين في المنظمات الدولية ودولة العراق بشكل خاص ألقاها أمام وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي كبير.

وأدناه نص الرسالة التي وجهها قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، في المقرّ البطريركي في العطشانة، بكفيا – لبنان بتاريخ 23 تمّوز 2014

 

أبناءنا وأهلنا في العراق

أبناءنا المهجّرين من الموصل

الإخوة الحضور

 

إنّ ما حصل ويحصل في الموصل من عملية تهجير ممنهج للمسيحيين وبعض المسلمين مرفوقاً بعبارات وإشارات عنصرية وإهانات وسرقات قامت بها داعش بعد استيلائها على قسم عزيز من دولة العراق التي تشكّل مهداً للإنسانيّة عموماً ولنا على وجه الخصوص، يُعَدّ عملاً وحشيّاً وغير مسبوق في العلاقات التاريخية بين مسيحيي هذه المنطقة ومسلميها. لذلك، ندين وبأشدّ العبارات هذا العمل مع إصرارنا على أنّ هذا النوع من الأعمال وهذا الشكل من المتأسلمين لا يمثّل الإسلام الذي أمضينا وإيّاه ثلاثة عشر قرناً ونيفاً.

إنّ هذا النوع من الإسلام لا يُقيم حرمةً لا للنص الديني ولا للعلاقة الإنسانية العامة. ولذلك، ندعو الإخوة المسلمين وقياداتهم لاتخاذ موقف واضح من هذا العمل وهذه الظاهرة المخالفة للنص القرآني وفي الوقت عينه نستغرب الصمت الحاصل حتى الساعة إلا من بعض القيادات الروحية والمدنية والمراجع الإسلامية حيال ما حدث ويحدث في الموصل.

إنّ تهجير شعبنا والاستيلاء على كنائسنا وتدمير مقدّساتنا وسرقة أمتعة ومستقبل ومنازل أهلنا لن يثنينا عن حمل رسالتنا في هذا المشرق العزيز. وإنّ هذا الظلم الذي يخالف أولى الشرائع السماوية والإنسانية لا يدفعنا تحت أيّ مسوّغ لطلب الحماية أو المساعدة من الدول الغربيّة، لا عن ضعف ولا عن خوف، بل لأنّنا مؤمنون أنّنا ملح هذه الأرض والشاهدون على القيامة إلى أبد الدهر، لكنّنا نطلب من شركائنا في الوطن أن يكونوا أوفياء للقيم الدينية والحضارية والإنسانية المشتركة بيننا عبر دعم وتوطيد الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم وعدم الاكتفاء بكلمات التضامن من خلال دعوة الأنظمة التي تدعم وتسلّح وتموّل داعش وغير داعش إلى وقف ما تقوم به لأنّ هذا التعصّب وهذه الأعمال سوف ترتدّ على مَن يقوم بها ويدعمها عاجلاً أو آجلاً.

من جهة ثانية، نعلن أنّنا سنقصد أعلى المرجعيّات الدولية في الأمم المتحدّة وهيئة حقوق الإنسان لمطالبتها بأن تقف مع الشِّرْعَةِ التي تدّعي بأنّها تعمل بها. ولا نطالب الغرب بأكثر ممّا تقتضيه شِرْعَةُ حقوق الإنسان وعدم استعمال الانتقائيّة في تطبيقها بين بلد وآخر ومكوّن اجتماعي وآخر.

وإنّنا نصرّ على أنّ ما وقع على شعبنا في الموصل هو جريمة حرب؛ فالتهجير على أساس ديني، إسلامياً كان أم مسيحياً، هو جريمة إنسانية تقتضي معاقبة مَن قام بها. كما نطالب الدولة العراقيّة ورغم ما يحصل لعراقنا الحبيب الذي نريده موحّداً وجامعاً لكلّ مكوّناته ومؤمّناً لحقوقهم، تأمين حقوق المسيحيين للبقاء في أرضهم وحمايتهم وتأمين مستلزمات حياتهم الكريمة. كما نطالب الإخوةَ الأكراد، شركاءنا في الوطن، بالعمل معنا على حماية هذا الوجود المسيحي حفاظاً على التنوّع وقيمته التاريخية والحضارية.

من جهة أخرى، نقول لأهلنا في الموصل وسهل نينوى والعراق بشكل عام: إنّنا سنحاول وبشتّى السبل تأمين مستلزمات حياة كريمة لكم من خلال أبنائنا في المشرق وعلاقاتنا الدولية في محاولة منّا للمساعدة على بقائكم في أرض آبائكم وأجدادكم مع مطالبتنا بإعادة كلّ الممتلكات والمسروقات.

أخيراً، إنّنا نعمل لعقد اجتماع طارئ مع إخوتنا بطاركة المشرق في أقرب الآجال للتباحث والتشاور واتخاذ القرارات حيال ما حصل في الموصل وما يحصل لمسيحيي المشرق وتشكيل وفد مسيحيّ مشرقيّ لطرح هذه القضية في الأمم المتّحدة وفي المحافل الدولية حيث تقتضي الحاجة.

نشكر أصحاب السيادة ممثّلي الكنائس السريانية الكاثوليكيّة والكلدانيّة وكنيسة المشرق الأشوريّة والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط والأمناء العامين المشاركين وسعادة السفير العراقي لتلبيتهم دعوتنا هذه وحضورهم معنا للتشاور والعمل من أجل مصلحة شعبنا المتألّم في الموصل.

شكراً لكم

شكراً للأخوة الإعلاميين الذين لبّوا دعوتنا

 

4444